Efortis إيفُورتِس

Chapter 3

12:45 PM

كان لوسيان قد هدأ بالفعل وقرر العودة لغرفته المشتركة مع مايك.

دلف للغرفة ليجد مايك مستلقٍ على سريره بينما يضع سماعات الرأس ويستمع للموسيقى الصاخبة ويبدوا عليه الشرود التام حتى أنه لم يلحظ دخول لوسيان .

تنهد لوسيان بقله حيلة وجلس على الكرسي الموجود بجانب سرير مايك .

إنتبه مايك اخيراً له ليزيل السماعات وينظر اليه ببرود ليردف:

« ماذا ، هل تريد إكمال تلك المحاضرة الغبية وإزعاجي »

« مايك ، أنت تعلم جيداً ما سبب انفعالنا انا وعمي ثيودور والجميع ، حتى ماكس الذي تزعجه دائماً كان قلقا عليك ، أرجوك فقط توقف عن تهورك وعنادك يا أخي ، أعلم انك ترغب بالإنتقام ، هذه رغبتنا جميعاً ، لكن تهورك لن ينفع أبداً»

« عزيزي لوسيان ، اخبرتكم أن تلك كانت الفرصة المثالية لتفجير ذلك المستودع اللعين لكنكم لم تستجيبوا لي لذا ذهبت وحدي ، إلى متى سنظل ننتظر وذلك اللعين حر طليق ينعم بالراحة على حساب الأبرياء ، حتى أنه أصبح رئيساً ، أشعر بالتقزز من هذا العالم اللعين حقاً، لذا توقف عن التدخل بي إن لم تكن ستوافق على ما أقوم به »

تنهد لوسيان للمرة الألف ليردف:
« أتمنى حقاً أن تعلم ماذا تفعل يا مايك ، لأن تهورك سيُقابل عواقب وخيمة »

نهض واستلقى على سريره ليترك مايك شارداً يسترجع ذكرياته عن الماضي الفظيع ، تلك الكارثة التي قلبت حياته رأساً على عقب وسلبت منه والديه وشقيقه الأكبر .

تورينو ـ إيطاليا 2005

كان الفتى الصغير ملقاً على الأرض والدموع تجمدت في عينيه ، لم يعد يرى شيئاً حتى جسد شقيقه الأكبر الذي كان يحمله لكثافة الدخان والنيران ، إستسلم يغمض عينيه منتظراً تلك النيران لتنقض على جسده .

شعر فجأة بيدين كبيرتين تحمل جسده
رفع رأسه بتعب شديد ليرى ذلك الحارس الذي كان موجوداً معه منذ أول يوم في حياته .

« عمي ثيودور »

أردف بها بإعياء شديد ناظراً لذلك الرجل الوسيم الذي كان في بداية عقده الثالث ، والذي كان اكثر من حارس بالنسبة له ، فقد كان بمثابة عم له .

« مايك ، صغيري ، حافظ على تنفسك حتى أخرج بك من هنا»

عاد لداخل القصر لأن الخروج من المقدمة كان مستحيلاً واستمر بالدخول حتى وصل المخرج الخلفي الموجود في القصر ، ليخرج ضاماً جسد الصغير الذي فقد وعيه ويركض بسرعة هائلة مبتعداً عن ذلك القصر .

فتح عينيه بتعب شديد ليرى جسد الحارس ، أو العم ثيودور كما يناديه ، ليرفع رأسه بتعب ويحاول النهوض