Chapter 11

168 11 4
                                    


كان جاك قد أمر الخدم بإحضار جهاز الربو مع الدواء ل مايك ، فقد توقّع مسبقاً أن حالته ستسوء بمجرد معرفته بالحقيقة .
وصل أخيراً وأول مكان كان سيقصده هو الغرفة التي وضع بها شقيقه .

بمجرد دخوله للقصر قابلته الخادمة لتخبره أن مايك رفض تناول طعامه ، وهو أومئ لها بخفة ليصعد للأعلى حاملاً الدواء معه .

فتح باب الغرفة ليُصدم ف مايك لم يكن في الغرفة ، لم يتوتر ابداً فالخروج من القصر مستحيل لكثرة الحراس .

خرج يبحث في غرف الطابق الثالث ، كان متأكداً أن مايك في هذا الطابق لأنه الطابق الوحيد الخالِ من الخدم والحراس بأمر منه .

لم يدُم بحثه طويلاً فقد رأى الضوء المنبعث من الغرفة في نهاية الممر ، وقد حدث ما كان يخشاه .

كان متوتراً جداً وخائفاً من رد فعل مايك بعد معرفته للحقيقة فتلك الغرفة تحوي صوره وذكرياته مع عائلته والتي استطاع الاحتفاظ بها لأنها كانت في غرفة لم تصلها النيران في يوم الحريق .


دخل بسرعة ليجد مايك جالساً على الأرض ينازع لإلتقاط الهواء وملئ رئتيه .

وضع الجهاز على فمه ليساعده على سحب الهواء والأخير التفت اليه بنظرة مرهقة حطمت فؤاد جاك .

أراد جاك التحدث لكن خانه التعبير ، فماذا سيقول له ؟ ، هل يعتذر منه على عدم قدرته على إنقاذه كما وعده ، أم على تعذيبه بعد أن اجتمعا اخيراً بعد أعوام طويلة .

كيف سيخبره أنه شقيقه الأكبر الذى قضى عمره كاملاً يسعى للإنتقام من أجله ، لكن محاولاته جميعها  بائت بالفشل .

«هل أنت جاك »

قال مايك متعباً و مقاطعاً تفكير جاك ، أقترب المعني يجثو أمام شقيقه ليردف اخيراً .

« مايك ، أخي الصغير ، أعلم أن هذا الأمر أشبه بالكذبة وقد لا تصدقني ، لكني شقيقك ، سامحني يا أخي أرجوك ، سامحني لعدم تعرّفي عليك منذ البداية »

قال كلامه بصوت مُشبع بالوهن ، شعر بنابضه يؤلمه بشدة حين رأى توسع عينا شقيقه بعدم تصديق ونظرة استنكار اعتلت وجهه .


« ما الذي تقوله ، هذا مستحيل ، جاك ميت ، لقد رحل مع والديّ ، من المستحيل أن تكون جاك فهو شخص لطيف وليس متوحشاً مثلك »

خرج صوت مايك مرتجفاً بشدة ، كان يريد الإنكار ، لكنه كان متأكداً أيضاً أن النمر الاسود هو حقاً جاك فجميع تلك الصور كانت دليلاً على صحة كلامه ، شعور الخيبة احتل كيانه بالكامل ، شقيقه كان تحت إمرة قاتل والديه طوال تلك السنوات .

« سامحني يا أخي أرجوك ، أقسم لو عملت منذ البداية ، لكنت قدمت روحي من أجلك ، أرجوك سامحني يا مايك»

Efortis إيفُورتِس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن