الفصل الثاني'انتصار وهزيمه

26 4 0
                                    

---

استمر صوت الصراع في الهتاف، وكأن الأرض نفسها كانت تتألم من شدة الضربات. تراقصت الشرارات في الهواء بينما كانت السيوف تتقاطع، وأزيزها يتردد كأصوات الرعد. كان لين كالعاصفة، يتقدم بخطوات سريعة وقوية، يحاول استغلال كل لحظة لإسقاط خصمه.

اندفع لين نحو شو مجددًا، سيفه يتلألأ تحت ضوء الشمس الباهت، عازمًا على إنهاء المعركة. كانت ضرباته تتساقط كالمطر الغزير، ولكن شو، بهدوء لا يمكن تصديقه، كان يتجنب الضربات واحدة تلو الأخرى. كان يتنقل بسلاسة، كأنه يرقص في خضم المعركة.

مع كل هجمة، كان شو يراقب بعناية، يتعلم أسلوب لين، يحلل كل حركة وكل خطأ. كان قلبه ينبض بالهدوء، وعقله يعمل بلا كلل، بينما كان لين يصرخ بصوت عالٍ، مصممًا على كسر دفاعات خصمه.

ثم جاءت اللحظة الحاسمة. عندما اندفع لين بكل قوته في هجمة جديدة، استغل شو الفرصة. بنقل خفيف، دفع سيف لين بعيدًا عن مساره، ليقترب منه بشكل غير متوقع. كان شو سريعًا كالبرق، فقد أظهر براعة في استخدام سلاحه.

في لحظة سريعة، شق شو سيفه عبر الهواء، ليقطع مسافة بينهما ويخترق دفاع لين. أصاب هدفه، واندلعت قعقة تصادمت بين السيفين، مما جعل لين يتراجع خطوة إلى الوراء، مدهوشًا.

شو: "لا تكن سريعًا في حكمك، لين."

صدم لين من قوة الضربة، لكن سرعان ما استعاد توازنه. كان يعرف أنه لا يستطيع الاستسلام، لكن تلك الضربة كانت رسالة واضحة. كان شو يتلاعب به، يتفوق عليه في كل خطوة. ومع أن قلب لين كان يعاني من الجروح، إلا أنه لم يكن مستعدًا للاعتراف بالهزيمة.

مع تزايد الغضب، ارتفعت حرارة المعركة. ضغط لين على نفسه واندفع مجددًا، لكن شو كان قد أصبح أكثر استعدادًا. بدلاً من العودة إلى نمطه القديم، استعد شو للاندفاع، رافعًا سيفه في حركة متناسقة.

تبدلت المعركة، فكل ضربة من شو كانت محكمة ودقيقة، بينما لين بدأ يفقد زمام الأمور. ومع كل هجمة، كان شو يتقدم أكثر، حتى أمسك بسلاح لين وأجبره على التراجع مجددًا.

استمرت اللحظات وكأنها أبدية، لكن مع كل خطوة، كانت النهاية تقترب. وعندما تمكن شو من رفع سيفه أمام لين، توقف العالم كله للحظة. ارتفع صوت صيحات الجنود من حولهم، لكن في تلك اللحظة، بدا أن الزمن قد توقف.

تلاقت أعينهما مجددًا، لكن هذه المرة كان شو هو من يتحكم بالموقف. لم يكن هناك أي تسامح في عينيه، بل كان هناك شيء يشبه التعاطف، كأنما يدرك الصراع الداخلي الذي يخوضه لين.

شو: "تذكر، المعركة لا تُخاض بالسيوف فقط، بل بالعقول أيضًا."

ثم، في تلك اللحظة المليئة بالتوتر، أسقط شو سيفه أمام لين، منتصرًا في الجولة الأولى. ولكن في أعماق قلبه، كان يعرف أن المعركة لم تنتهِ بعد.

---

مع انتهاء الجولة الأولى من المعركة، كانت الأرض ملطخة بالدماء، والجثث تتناثر كعلامات على الفوضى. وقف لين وسط ساحة المعركة، وقلبه يغلي بالغضب والإحباط. لقد تكبدت قواته خسائر فادحة، وبدت هزيمته وكأنها حقيقة لا مفر منها.

عندما نظر حوله، رأى الوجوه التي كانت مفعمة بالحياة، والآن مشوهة وخاوية. الجنود الذين كانوا يتبعونه بشجاعة، استسلموا للجروح التي أُصيبوا بها، أو وقعوا ضحايا للمعركة القاسية. كانت أصوات صراخهم تملأ الفضاء، بينما كانت أزيز السيوف تتردد في آذانه، ولكن الأمر الأكثر قسوة هو رؤية جنوده يتساقطون واحدًا تلو الآخر.

لين: "لا! لا يمكن أن يحدث هذا!" صرخ بكلمات مشبعة بالغضب، وهو يضرب الأرض بسيفه، كأنه يحاول إعادة الزمن إلى الوراء.

بينما كانت جيوش شو تتقدم، مستفيدة من الانتصار كحافز لمزيد من الهجمات، شعر لين بثقل الهزيمة يقترب منه. تحرك الجنود المتبقون حوله، لكنهم بدوا مرتبكين وخائفين.

ركض أحد الجنود نحو لين، وجهه شاحبًا، وأخبره عن الوضع المتدهور.
الجندي: "سيدي! لقد فقدنا الكثير من الرجال، لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو!"

هز لين رأسه، عازمًا على عدم الاستسلام. كان يعلم أنه يجب عليه اتخاذ قرار حاسم.
لين: "اجمعوا صفوفكم! لن نترك هذه المعركة تذهب دون قتال. أريد أن أراهم يندمون على هذا اليوم!"

لكن في داخله، كان يدرك أنه يواجه قوة هائلة. وسط الحيرة والفوضى، كان عليه أن يتعامل مع خسائره ويعيد تنظيم صفوفه.

في تلك اللحظات المظلمة، لم تكن الهزيمة مجرد هزيمة في معركة، بل كانت معركة داخلية بين قلبه وعقله. الأعداد كانت تتناقص، وآماله كانت تتلاشى، لكن الرغبة في الانتقام والإثبات لنفسه كانت كفيلة بتحفيزه للقتال حتى النهاية.

ومع تصاعد الصرخات في الخلفية، ومع كل جندي يسقط من حوله، استعد لين لشن هجمة جديدة. كان يعلم أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن هذه الجولة قد تركت جروحًا عميقة في قلبه، لكن الروح القتالية لن تتلاشى بسهولة.


قيود الهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن