بعد أيام من خسارة مملكة فالور أمام قوات شو، تزداد الأمور توترًا داخل القصر الملكي. الملك، والد لين، لا يستطيع تجاهل الهزائم المتكررة التي تعصف بمملكته. القصر يعج بالشائعات عن الغضب المتزايد الذي يكنه الملك تجاه ابنه لين، والذي كان يثق فيه لقيادة جيوش المملكة والانتصار على شو.
في إحدى القاعات الملكية، يجلس الملك على عرشه مرتديًا رداءه الثقيل، وعيناه موجهتان نحو الباب الذي سيدخل منه لين. الغرفة تعج بالمستشارين والجنرالات، والكل ينتظر وصول قائد فالور المتأخر عن الاجتماع. بعد لحظات من الترقب، يُفتح الباب ببطء، ويظهر لين، ملامحه صارمة، لكنه لا يخفي آثار المعركة الأخيرة التي أثرت عليه نفسيًا وجسديًا.
الملك (بصوت مليء بالغضب والخيبة): "لين، ابن مملكة فالور، وقائد جيشي... كيف تفسر لي هذه الخسائر المتكررة؟"
لين يتقدم بخطى واثقة، لكنّ إحساسه بثقل اللوم المتصاعد يجعله يتجنب النظر في عيني والده. يتوقف أمام العرش وينحني قليلًا احترامًا.
لين: "لقد كانت معركة صعبة، لكننا نواجه عدوًا ليس بالهيّن. شو دائمًا يسبقنا بخطوة."
الملك يضرب بيده على العرش، مما يجعل الصمت يسود القاعة.
الملك: "كفى أعذارًا! لقد كلفتنا هذه المعركة آلاف الأرواح! جنود فالور الذين وثقوا فيك... قُتلوا. شو يسحقنا واحدة تلو الأخرى، وأنت تقف مكتوف الأيدي؟"
يظهر الألم في عيني لين للحظات، لكنه يخفيه خلف وجهه الجاد.
لين (بهدوء لكن بحزم): "لن أدع شو يستمر في ذلك. أعدك بأنني سأعيد الاعتبار لفالور."
الملك ينظر إلى ابنه نظرة طويلة قبل أن ينهض من على عرشه ويتقدم نحوه، يقف وجهًا لوجه مع لين.
الملك: "لن أترك الأمور بين يديك بعد الآن. ستبقى في القصر هذه المرة. سأرسل جنرالاتي، وسأضع خطة جديدة لمواجهة شو."
لين يشعر بالصدمة، لكنه يحاول الحفاظ على هدوئه. الاستبعاد من القيادة يعني ضربة قوية لشرفه وثقته بنفسه. إنه القائد الفعلي لفالور، وتهميشه بهذه الطريقة يعني سحب سلطته.
لين (بغضب مكتوم): "والدي، أنت تعرف أنني الوحيد الذي يستطيع مواجهة شو. لقد درست تحركاته وخططه، لا أحد يعرفه مثلي."
الملك يهز رأسه برفض، ويرد بنبرة صارمة:
الملك: "لقد كان لديك الفرصة، وأنت فشلت. الآن، حان وقت التغيير."
ينحني لين احترامًا، لكنه يعلم أن الأمور لن تبقى كما هي بعد الآن. داخل أعماقه، يشتعل الغضب. إنه يعرف أن الملك بدأ يشكك في قدراته، وهذا لن ينتهي دون عواقب.
---
في طريقه إلى خارج القاعة، يصادف لين رايان الذي ينتظره خارج الأبواب. ينظر رايان إلى لين، ويرى الشرر في عينيه.
رايان (بصوت منخفض): "ماذا قال؟"
لين (وهو يحاول كبح غضبه): "الملك يعتقد أنني غير قادر. يريد أن يأخذ الأمور بيده."
يبتسم رايان ابتسامة صغيرة، ويضع يده على كتف لين.
رايان: "إذن، كيف سنرد على ذلك؟"
لين يتوقف للحظة، ثم يرفع عينيه نحو رايان، والغضب يتحول إلى تصميم جليدي.
لين: "سنثبت له العكس. وسأواجه شو... سواء أراد الملك ذلك أم لا."
---
في مكان آخر، بعيدًا عن قصر فالور، كان شو يقف في شرفته العالية، يطل على الأراضي التي احتلها حديثًا. سماء الليل فوقه كانت صافية، ونسيم بارد يلفح وجهه. المدينة التي أصبحت تحت سيطرته حديثًا كانت مشتعلة بالأضواء، وجنوده يحتفلون بانتصارهم الأخير.
شو لم يكن مهتمًا بالاحتفالات؛ عقله كان مشغولًا بخطواته القادمة. عيناه الحمراوان لم تتركا خريطة المدن التي احتلها. كان يعرف أن السيطرة على فالور لن تكون بالأمر السهل، فهناك شيء عميق في تلك المملكة يجعله متيقظًا. لكنه كان يعلم أيضًا أن لين، منافسه الذي لطالما نظر إليه على أنه أقل من خصم، لن يصمد طويلاً.
شو (يتحدث لنفسه بصوت خافت): "لين... مهما حاولت الهرب، سأتفوق عليك. مملكتك تنهار وأنت المسؤول."
في تلك اللحظة، يدخل أحد الجنود المخلصين لشو إلى الغرفة بخطى سريعة، وينحني باحترام.
الجندي: "سيدي، لقد حصلنا على تقارير جديدة عن تحركات فالور. يبدو أن الملك قرر سحب القيادة من لين."
شو يرفع حاجبه بشيء من الفضول، ويتقدم بضع خطوات إلى الأمام.
شو (بابتسامة خبيثة): "حقًا؟ يبدو أن الأمور تسير كما توقعت."
الجندي يستمر في الحديث:
الجندي: "الملك ينوي إرسال جنرالاته لقيادة المعركة القادمة. لين لن يشارك."
شو يضحك بصوت خافت، تلك الضحكة التي تعكس الغموض والقسوة التي اعتاد إظهارها. يعلم أن فالور على وشك الانهيار الداخلي، وأن تهميش لين يعني أنهم في حالة فوضى.
شو: "هذا أفضل مما توقعت. فالور بدون لين ستكون لعبة سهلة."
---
![](https://img.wattpad.com/cover/377097900-288-k180037.jpg)
أنت تقرأ
قيود الهوس
Fantasyتدور القصة حول العلاقة المعقدة والمضطربة بين لين، الشخص ذو الشخصية النارية والشعر الشائك، وشو، القائد الهادئ ذو الشعر الناعم. كان الاثنان في البداية خصمين في معارك متكررة، حيث كان لين مشحونًا بالغضب والتوتر بينما كان شو يتمتع بعقل بارد وقلب مغلق. عل...