الفصل العاشر: مأساه

17 3 0
                                    


---

بينما كان شو يقف أمام الزنزانة، نظر إلى لين بنظرة متفحصة. وفجأة، كسر لين صمته وتحدث بصوت يائس لأول مرة: "شو... أرجوك، لا تؤذِ رايان. إنه عنيد، لكنه لا يستحق هذا... أرجوك." كانت هذه هي المرة الأولى التي يتوسل فيها لين، وكأن كبرياءه قد انهار فقط لأجل صديقه.

شعر شو بارتفاع الغيرة في صدره. كيف يتوسل لين لشخص آخر؟ لقد حاول كثيرًا كسر عزيمته وإخضاعه، ولكن لين لم يستسلم أبدًا. والآن، يطلب الرحمة من أجل رايان؟ كان الأمر لا يُطاق بالنسبة له. في عيني شو، لين كان لعبته الخاصة، لا ينبغي أن يتوسل لأحد غيره.

تجاهل شو توسلات لين ببرود متعمد. أشار للحراس لتسليم رايان سيفًا، ثم التفت نحو لين بعينين مليئتين بالازدراء: "دعنا نرى ما إذا كان صديقك العنيد يستحق هذه التوسلات." كان صوته باردًا، مشبعًا بالسخرية.

بدأت المواجهة، ورايان كان بالكاد يقف على قدميه بعد الجروح العديدة التي أصابته. ورغم ذلك، لم يستسلم. رفع سيفه بتصميم ليدافع عن نفسه، على الرغم من علمه أن شو أقوى بكثير. لكن شو لم يُظهر أي رحمة. بضربة واحدة، أصاب رايان في كتفه، وجرحه بعمق.

كان لين يراقب من خلف القضبان، يده ترتجف وهو يمسك بالقضبان بقوة. كانت عيناه مليئتين بالخوف على صديقه. "شو! أرجوك... توقف عن هذا! سأفعل أي شيء تريده، فقط لا تؤذِ رايان!" صرخ لين مرة أخرى، لكن صوته كان يائسًا.

ضحك شو بسخرية باردة بينما يواصل ضرب رايان. "تتوسل لأجله وليس لنفسك؟ أنت مثير للشفقة، لين." بضحكة ساخرة، وجه ضربة قاسية إلى ذراع رايان، مما جعله يسقط بلا حراك. "إذا لم يُعالج هذا الذراع فورًا، سيتم بتره."

كانت تلك اللحظة كابوسًا بالنسبة لـ لين. كان يشعر بالعجز، وكأن روحه تتمزق وهو يرى صديقه يُعذب أمامه، ولم يكن يستطيع فعل أي شيء لإنقاذه.

لم يستطع لين تحمل مشهد صديقه المُعذب ، بينما كانت أنفاسه تخرج بصعوبة من بين شفتيه. كان كل ضربة يوجهها شو إلى رايان كأنها طعنة في قلبه. "رايان! لا! لا تستسلم!" صرخ لين، محاولًا أن يرفع من معنويات صديقه، لكن صوته كان يختنق بالدموع.

ومع كل ضربة، كان الشعور بالعجز يتزايد في صدر لين. كانت الخناجر تشق طريقها إلى قلبه، وكأنها تعلن عن هزيمته أمام هذا الظلم. "لماذا لا أستطيع فعل شيء؟" فكر في نفسه، بينما كان شو يواصل اعتداءه بلا رحمة. "هل هذه هي النهاية لصديقي؟"

شعر شو بالقوة تملأه بينما كان يراقب حالة لين. "انظر إلى نفسك، لين. أهذا هو ما وصلت إليه؟ مجرد متوسل؟" قال شو، بينما كانت ابتسامته الساخرة تتسع. "أنت دائمًا كنت ضعيفًا، والآن أراك تعاني."

فجأة، سمع لين صوت رايان يتأوه. "لا تتركيني، لين... أرجوك..." همس رايان، وعيناه مملوءتان بالألم والخوف. كان ذلك الهمس بمثابة جرس إنذار في قلب لين. "لا! لا يمكن أن يحدث هذا!"

في تلك اللحظة، انتفض لين، وكان قلبه ينبض بقوة. "سأقاتل!" همس لنفسه، بينما كانت طاقته تتجمع في أعماقه. لكن كيف له أن يقاوم هذا الوحش الذي أمامه؟ كيف له أن يحمي رايان؟

مع كل ضربة، كانت قوة شو تتزايد، بينما بدأ رايان يفقد وعيه. كانت الدماء تتساقط على الأرض، ورائحة الفوضى والخراب تعم المكان. "شو! توقف! سأفعل أي شيء!" صرخ لين مرة أخرى، لكن شو لم يتوقف.

"ما زلت تعتقد أن لديك أي سلطة هنا؟" قال شو، وهو يشدد قبضته على السيف، مستعدًا لتوجيه الضربة القاضية. "حان وقت انتهاء هذه المهزلة."

وفي تلك اللحظة، شعر لين بأن كل شيء ينهار من حوله. "لا أستطيع السماح له بذلك! لا!" بينما كانت دموعه تنهمر، تمنى لو كانت لديه القدرة على تغيير الأمور.

ثم، كما لو أن العالم قد تجمد، كانت لحظة الانفجار تقترب. سقط رايان أرضًا، وبدا أن الحياة تخرج منه. "رايان!" صرخ لين، كأن صرخته يمكن أن تعيد الحياة لصديقه. ولكن في تلك اللحظة، كان من الواضح أن كل ما يفعله لن يكون كافيًا لإنقاذ رايان.

فقدت الآمال، وعادت الظلال لتكتنف المكان، حيث كان شو يقف منتصرًا بينما كان لين محاصرًا في بحر من اليأس. كانت مأساة تلك اللحظة، أن كل ما استطاعه لين هو أن يشاهد صديقه يُسلب منه بينما يشعر بالعجز يسيطر عليه.

"لايمكن ان تكون هذه هي النهايه"همس لين وهو يشعر بقلبه يتمزق ولكن في تلك اللحظة ادرك ان تلك النهايه قد تكون لبدايه كابوس لن ينتهي

قيود الهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن