الفصل السادس: تسلل

23 3 1
                                    

كان الليل قد حلّ بهدوء، وسماء المعركة التي شهدت دمارًا كبيرًا أصبحت الآن مظلمة تمامًا. جنود شو يحتفلون بانتصاراتهم، غير مدركين تمامًا أن الخطر يقترب من بينهم. عبر الضباب الخفيف الذي يلف ساحة المعسكر، يتحرك مجموعة من الرجال الملثمين بصمت، يشقون طريقهم بحذر بين الحراس المشتتين، مختبئين في الظلال.

تحت قيادة زعيمهم الملثم، يتسلل الرجال نحو خيمة شو الضخمة. كان حراس الخيمة متعبين، وغير منتبهين لخطورة الموقف، مما أتاح للملثمين فرصة التحرك بدون ضجة.

عند وصولهم إلى خيمة شو، يتقدم الزعيم نحو المدخل. يقف أمام الخيمة لبرهة، يتأكد من أن لا أحد ينتبه إليهم، ثم يعطي إشارة لرجاله. يقتربون بهدوء، ويفتحون الخيمة لينكشف شو نائمًا بعمق. كان في نومه يعكس ملامحه الباردة التي يعرفها الجميع عنه، ولكن هذه المرة كان بلا حراس شخصيين قريبين منه.

بهدوء، يمد الزعيم يده ليرفع قناعه ببطء. إنه لين. عينيه الزرقاوين تتوهجان في الظلام بنظرة مليئة بالحزم والتصميم. ينظر إلى رجاله ويشير إليهم بالتوقف.

لين (بهمس): "اتركوه نائمًا، نحن هنا لأسره، وليس للقتال."

رجاله يتراجعون خطوة، مستعدون للتحرك فورًا عند إشارة لين.

---

فلاش باك

في القصر الملكي لفالور، جلس لين ورايان أمام خريطة مملكة شو، يخططان لخطوة جريئة قد تقلب موازين الحرب.

رايان: "شو ليس مجرد قائد، إنه ولي العهد المستقبلي. إذا استطاع الاستيلاء على مملكتنا، سيعزز مكانته كشخصية لا تُقهر."

لين يتأمل الخريطة بعناية، ثم ينظر إلى رايان بتصميم.

لين: "إذا تمكنا من أسره، فسنقلب الطاولة عليهم. ستجبر مملكته على الانسحاب من أراضينا، وسينقلب الشعب ضد قيادته إن بدا ضعيفًا."

رايان يبتسم بخبث وهو يفهم الخطة.

رايان: "لكن كيف؟ حراسته مشددة، وجنوده منتشرون في كل مكان."

لين يمرر أصابعه على الخريطة، ويحدد مكان خيمة شو في المعسكر.

لين: "التسلل هو خيارنا الوحيد. سأقود مجموعة صغيرة من الجنود الموثوق بهم. سنتسلل ليلاً ونتسلل إلى خيمته قبل أن يدرك أحد ما يحدث."

يتوقف للحظة ثم يضيف:

لين: "عندما نأسره، ستضطر مملكته إلى الانسحاب لتجنّب الفضيحة. لن يغامروا بفقدان ولي العهد."

---

العودة إلى الحاضر

داخل الخيمة، يستعد لين للإمساك بشو، الذي لا يزال في نومه. ينظر إلى وجه شو الهادئ، ويدرك أن هذه اللحظة ستكون حاسمة. إذا نجحت خطته، فسوف يستعيد كرامته وسيُجبر شو ومملكته على الانسحاب.
حيث كان لين يقف على بُعد خطوات من شو النائم. على الرغم من الظلام الخفيف الذي يلف المكان، إلا أن ملامح شو كانت واضحة بشكل مذهل. بشرته البيضاء كالعاج تعكس نور القمر الذي يتسلل عبر شقوق الخيمة، وشعره الأبيض الطويل ينساب على الوسادة بحرية. عيونه المغلقة بأهدابها الطويلة تبدو وكأنها تلامس عالمًا آخر، ومع كل نفس هادئ كان صدره يرتفع وينخفض بسلاسة تامة.

قيود الهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن