بينما كان لوكاس خارج الخيمة، شعرت الحيرة تتغلغل في قلبه. كان يعرف أن هناك شيئًا أكبر مما يمكن أن يراه، شيئًا يخفيه شو عن الجميع. سار في المعسكر برفقة أفكاره المضطربة، ينظر إلى الجنود الذين كانوا مشغولين بمشاريعهم اليومية، غير مدركين للدراما التي تحدث خلف الأبواب المغلقة.
"لماذا يفضل أن أكون مجرد ظل بجانبه؟" تمتم لوكاس وهو يراقب الأجواء المحيطة به. كان يعرف أنه يجب عليه حماية شو، لكن كيف يمكنه ذلك إذا كان لا يعرف كل الحقائق؟
توقف عند حافة المعسكر، حيث كانت الرياح تعصف بالأشجار المحيطة. تذكر كيف كان شو دائمًا يثق في قوة السر، وكيف كانت لديه استراتيجيات مُحكمة تجعل منه قائدًا بارعًا. لكن لوكاس شعر بشيء آخر: كان هناك ظلال من الخوف والقلق خلف تلك القوة، وهو ما لم يتحدث عنه شو أبدًا.
فجأة، صرخ أحد الجنود من بعيد، مما جذب انتباه لوكاس. "إلى الخيمة! هناك شيء يحدث!" كان الصوت مُتوتِّرًا، وقد رأى الجنود يتجمعون في حالة من الفوضى. اندفع لوكاس نحوهم، قلبه يخفق بشدة.
عندما اقترب، رأى مجموعة من الجنود يتحدثون بحماس عن رؤية شيء غير مألوف في الغابة القريبة. كان من الواضح أن التوتر في الأجواء يتصاعد، وكأن شيئًا مخيفًا على وشك أن يظهر.
"ماذا هناك؟" سأل لوكاس أحد الجنود، لكنه كان بعيدًا عن التفكير في الإجابة. كان عقله ما زال مشغولًا بمصير شو وما كان قد يخفى عنه.
أجاب الجندي بلهجة مقلقة، "رأينا ضوءًا غريبًا في الغابة. لا نعرف ما هو، لكن... يبدو أن هناك شيئًا ينتظرنا."
في تلك اللحظة، أدرك لوكاس أن الأمور قد تخرج عن السيطرة. قرر العودة إلى شو، فأسرع الخطى نحو الخيمة، مملوءًا بالقلق. "يجب أن أكون بجانبه... يجب أن أساعده في مواجهة ما ينتظرنا."
بينما كان لوكاس يتجه نحو الخيمة، كان عقله مشغولًا بأفكار متشابكة. تملكت منه فكرة واحدة: يجب أن يكون بجانب شو، مهما كان الثمن. كان يعلم أن الأمور تتجه نحو المجهول، وأن الغموض الذي يحيط بشو قد ينكشف قريبًا، لكنه لم يكن يعرف كيف يمكنه مواجهة ذلك.
عندما وصل إلى الخيمة، وجدها مغلقة. قرع الباب برفق، لكن لم يكن هناك رد. نظر حوله، وكأن عينيه تبحثان عن أي علامة تدل على وجود شو. في تلك اللحظة، ارتفعت وتيرة قلبه، وشعر بالقلق يتسلل إلى أعماقه. دفع الباب ببطء، ودخل.
كان الظلام يملأ المكان، وأضواء الشموع كانت تتراقص على الجدران. وجد شو مستلقيًا على الفراش، لكنه بدا مختلفًا، كأنما كان يغوص في حلم عميق. تقدم لوكاس نحو شو، وهو يشعر بالقلق يسيطر عليه.
"شو، هل أنت بخير؟" سأل لوكاس، صوته يتردد في الصمت. لكن لم يكن هناك أي رد.
ثم فجأة، استيقظ شو بعينيه اللامعتين، نظر إلى لوكاس وكأن شيئًا قد انكسر فيه. "لوكاس... هل حدث شيء؟"
أجابه لوكاس بسرعة، "نعم، هناك حديث عن شيء غريب في الغابة. يبدو أن هناك شيئًا يثير القلق. يجب أن نكون حذرين."
شو استعد للجلوس، لكن لوكاس منعه. "أنت بحاجة للراحة. لا أريدك أن تجهد نفسك أكثر. دعني أتحقق من الأمر."
"لا أستطيع الجلوس هنا دون معرفة ما يحدث"، قال شو بحدة، وكأنه كان يحاول إعادة السيطرة على الوضع. "إذا كان هناك خطر، فأنا بحاجة لأن أكون هناك."
تردد لوكاس للحظة، لكنه علم أن شو لن يستمع إليه. "حسنًا، لكننا نذهب معًا. لا يمكننا مواجهة أي شيء بمفردنا."
شعر شو بالارتياح لكلمات لوكاس، لكن توتر الموقف كان واضحًا. "اتفقنا. لنواجه ما ينتظرنا معًا. ولكن تذكر، مهما حدث، لا تنسَ وعدي."
"لن أنساه، أعدك"، قال لوكاس، عازمًا على المضي قدمًا نحو المجهول. ومعًا، خرجا من الخيمة، مستعدين لمواجهة ما ينتظرهما في الظلام.
---
بينما خرج شو ولوكاس من الخيمة، شعرا ببرودة الهواء تتسلل إلى جسديهما، وكان الظلام يكتنف المعسكر. مع كل خطوة، كانت الرياح تعصف بالأشجار وتصدر أصواتًا غريبة كأنها همسات تتنقل في الهواء.
"هل سمعت ذلك؟" همس لوكاس، وهو يتوقف فجأة. كان هناك صوت خافت يأتي من بعيد، كأن شيئًا يتحرك في الظلام.
"نعم، يبدو وكأنه شيء... غير طبيعي"، رد شو، وعينيه تتجولان في كل الاتجاهات.
بينما تقدما نحو حافة الغابة، أضاءت السماء البرق لثوانٍ معدودة، كاشفة عن ظل كبير يتحرك بين الأشجار. كانت له ملامح غير مألوفة، جلده متلألئ وكأنه مغطى بالنجوم.
"ما هذا؟" سأل لوكاس بصدمة، بينما كان قلبه ينبض بسرعة.
"لا أعرف، لكن يجب أن نكون حذرين"، أجاب شو، محاولاً السيطرة على انفعالاته. "يبدو أنه مخلوق غامض... قد يكون خطرًا."
في تلك اللحظة، انطلق المخلوق نحوهم بسرعة لا تصدق، ووقف أمامهم، ينظر إليهما بعينيه اللامعتين. لم يكن هناك هجوم، بل كان هناك فضول من المخلوق، كما لو كان يحاول فهم وجودهما.
"شو، ماذا نفعل؟" سأل لوكاس، وهو يشعر بالخوف والقلق.
"دعنا نبقى هادئين، لا نستفزه. يبدو أنه ليس عدائيًا"، قال شو بصوت منخفض، وهو يراقب المخلوق.
لكن المخلوق استمر في الاقتراب، وقد بدأ يخرج أصواتًا تشبه الترانيم، وكأن لهجة غريبة تملأ الهواء. تراجعت خطوة إلى الوراء، وكانا متأكدين أن أي حركة غير مدروسة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
"إذا كان لديه نوايا حسنة، يجب علينا التواصل معه"، اقترح شو، على الرغم من تردده.
"كيف نتواصل مع مخلوق كهذا؟" تساءل لوكاس، بينما كانت أنفاسه تتسارع.
أنت تقرأ
قيود الهوس
Fantastikتدور القصة حول العلاقة المعقدة والمضطربة بين لين، الشخص ذو الشخصية النارية والشعر الشائك، وشو، القائد الهادئ ذو الشعر الناعم. كان الاثنان في البداية خصمين في معارك متكررة، حيث كان لين مشحونًا بالغضب والتوتر بينما كان شو يتمتع بعقل بارد وقلب مغلق. عل...