رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الحــــادي عشـــر ( 11 )
___ بعنــــوان " إنقـــــلاب " ___كنت "قُسم" بغرفة العناية مع والدها وخرج "غفران" من عيادة "ألبيرت" مع "عُمر" بعد فحصه، تحدث "عُمر" بنبرة خافتة أثناء سيرهما إلى العناية:-
_ على فكرة قُسم باين عليها الزعل جدًا النهار دا ورفضت أني أوصلها الصبح للمستشفي وأصرت تيجي لوحدها، جبتلها تاكسي وفضلت وراها بالعربية، معرفش السبب فى المود دا أى بس شكلها باهت جدًاشعر "غفران" بغصة فى قلبه بسبب أقاويل "عُمر" عنها وعن حالتها، أسرع فى خطواته بضيق شديد وبداخله بركان من الغضب حتى وصل إلى غرفة والدها لينظر من خلف الزجاج ورأها جالسة جواره تبكي مُحتضنة يدي والدها فظل يراقبها لعله يفهم سبب حزنها وحالتها....
جهشت باكية بألم يمزق قلبها الضعيف وتحدث والدها بنبرة واهنة:-
_ أنا مقدرتش يا بابا، مقدرتش أتحمل حازم أكتر من كدة حتى لو بحبه، حُبه أذاني من جوا وسبب ليا الوجع والوحدة، بقيت بكتم أوجاعي ويوميًا دموعي على مخدتي بسببه، حسسني أنى ناقصة وأقل من كل البنات اللى عندهم سند، حسسني أنى مستاهلش أنه يتعب عشاني أو يحاول أنه يسعدني ويخفف عني، أنا أتوجعت منه بما فيه الكفاية حتى لو كنت بحبه، حتى قلبي اللى بيحبه بيوجعني دلوقت لما سبته بس غصب عني، عقلي مبقاش قادر يتحمل أكتر ويوجد له مبررات على كل تصرف منه، أنا تعبت يا بابا تعبت أوى والحمل زاد على أكتافي لما قطم ضهرى وكسره من ثقلهوضعت رأسها على يد والدها وبدأت نوبة البكاء تزداد وتتلاشي الكلمات من لسانها، أكتفت بالتعبير عن وجعها من فراق رجل أحبته بكل جوارحها وبكل ذرة فى قلبها رغم عيوبه، بدأت ترتجف بحزن ورحيلها عنه كأن أكثر وجعًا عما تتخيل، لم تكن تعلم أن البُعد عن "حازم" سيهلك قلبها ويفتته بهذا القدر، ظلت تبكي حتى تعبت عينيها الخضراء من البكاء وحرارة دموعها؛ لتقف من مكانها وتغادر الغرفة ويديها تجفف وجنتيها وفور خروجها من الغرفة رأت "غفران" يقف أمام باب الغرفة صلبًا يمنعها من المرور فحدقت بوجهه بيأس وملل، سأل بقلق عليها بعد رؤيتها سابقًا:-
_ الدكتور قالك حاجة زعلتك؟تحدثت بهدوء باردة كقطعة الثلج وهى لا ترغب بالحديث:-
_ وهو لو قال هفهم منه ؟! أنا عايزة أروح، ممكن توصلني يا عُمرأومأ إليها بنعم لتمر من جانب "غفران" مما أفزعها حين مسك "غفران" معصمها بأحكام وقال بجدية:-
_ روح أنت يا عُمرنظر "عُمر" إليه بدهشة من تخلي "غفران" عنه وهو بمثابة عينيه، لكن لا جدوى من الدهشة أو المعارضة أمام رئيسه الذي سحب الفتاة من معصمها معه للخارج وكانت "قُسم" هادئة جدًا لا تقوى على مقاومته أو الدخول فى جدال معه، أخذها إلى حيث سيارته مصفوفة وفتح لها الباب كي تصعد ثم ألتف ليركب بجوارها وأنطلق، زاد قلقه أكثر بخوف حين رأها تستدير نحو النافذة وتنكمش فى ذاتها ثم أغمضت عينيها مُستسلمة لحالتها، أعتقد أنها لم تنم أمس بسبب قلقها على والدها والآن تريد النوم على عكس "قُسم" التى أغمضت عينيها تغرق فى ذكرياتها مع "حازم" كيف كان يدللها فى الثانوية ويذهب إلى المدرسة ليعيدها إلى المنزل؟ كان فى كل مرة يراها يحضر لها الحلوى؟ يختار ملابسها بنفسه ويمنعها من وضع مساحيق التجميل، كان أول رجل تراه عينيها ويدق قلبه لها حتى غاصت فى نومها حقًا من التعب.....
______________________