صراع

51 5 14
                                    

جلس رائد في مكتبه متأملًا الوضع. كان يعرف أن التعامل مع روبرت يجب أن يتم بحذر، لكن يجب إنهاءه سريعًا. تذكر المرة التي منح روبرت الفرصة للإصلاح، لكن خان الثقة. الآن، الأمور لم تعد تحتمل التأجيل.

رن هاتفه فجأة، فأجاب بنبرة متجمدة. كان العميد على الطرف الآخر، وبعد محادثة قصيرة وحازمة، قال العميد: "رائد، أنا معاك. بس خلي بالك، الموضوع بقى تحت عين الكبار. لازم يكون كل شيء في منتهى الدقة."

رائد بهدوء: "ما تقلقش. عارف إيه اللي لازم يتعمل. أنا المسؤول هنا، واللعبة هتنتهي زي ما أنا مخطط."

بعد انتهاء المكالمة، شرد رائد للحظة. بين التهديدات التي تحيط به من الخارج والمخاطر الداخلية، كان يعلم أن الجميع يعتمد عليه. كريم وأسر، رغم محاولاتهم لمعرفة ما يجري، كانوا بعيدين عن الصورة الحقيقية. لكنهم لن يبقوا كذلك إلى الأبد، ولذلك يجب عليه أن يحسم كل شيء قبل أن ينكشف الوضع.

عاد سليم بعد دقائق قليلة، وكان وجهه يوحي بأن هناك تطورًا جديدًا.

سليم بجدية: "رائد، في حاجة غريبة. روبرت مش بيتكلم، رغم كل الضغوط اللي حطيناه تحتها. ده معناه إنه يا إما عارف إنه ميت ميت، أو إنه مخبي حاجة أكبر بكتير."

رائد بانزعاج: "أنا قلتلك لازم نتأكد إنه يتكلم. ما فيش حاجة أكبر من حياته دلوقتي. زود الضغط لو لزم الأمر."

سليم، بنبرة حذرة: "هعمل كده، لكن رائد... محتاجين نكون مستعدين للاحتمالات الأسوأ. ممكن يكون عنده دعم خارجي، أو عنده خطة مهرب."

رائد بنبرة صارمة: "مفيش مهرب. لو عنده دعم، هنوصله. روبرت خلاص انتهى دوره."

خرج سليم مرة أخرى، تاركًا رائد يفكر في الخطوة القادمة. كل شيء كان يتحرك بسرعة، والخطر يقترب من كل جانب. لكن رائد كان معتادًا على هذه اللعبة، وكان مستعدًا لأي شيء رائد جلس للحظة في صمت، يُعيد حساباته. كان يعلم أن روبرت ليس بالخصم السهل، ومع ذلك، لم يكن لديه خيار آخر سوى التحرك بذكاء وبسرعة. خطر بباله أن هناك شيء لم يُكتشف بعد، شيء يتعلق بروبرت وخطته.

رن هاتفه مرة أخرى. هذه المرة كان الصوت من رجاله الذين ف المخزن

الرجل بصوت مضطرب: "ريس، في مشكلة. ناس مجهولين حاولوا يقتحموا المخزن اللي محبوس فيه روبرت."

رائد، بغضب مكتوم: "مين دول؟ قبضتوا عليهم؟"

الرجل: "لأ، هربوا بسرعة. واضح إنهم كانوا مستعدين. لكن لحسن الحظ، روبرت لسه معانا."

رائد تنفس بعمق محاولًا السيطرة على غضبه: "تمام، زودوا الحراسة على المخزن، وما حدش يدخل أو يخرج إلا بأمري. وأنا جاي في الطريق."

أغلق الهاتف ونظر سريعًا إلى المكتب، ثم نهض وهو يضع سترته ببطء، استعدادًا للتحرك. كان عليه أن يتواجد في المكان، أن يرى بعينه ويتخذ القرار المناسب. عرف أن هذه المحاولة ليست سوى بداية لمؤامرة أكبر تحاك في الخفاء.

اخي من ربانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن