تمرد

66 8 10
                                    

بينما كانوا ينهون فطورهم، كان رائد غارقًا في أفكاره، يحاول ترتيب أولوياته بين مشاكل روبرت، العمل، والانتقام من المافيا. فجأة، قطع كريم الصمت، وأرسل نظرة مترددة نحو أدهم. التقط رائد هذا التلميح على الفور وقال بتنهيدة ملحوظة: "عايز إيه يا كريم؟"

كريم، بتوتر واضح لأنه متأكد من رفض رائد: "الجامعة عاملة رحلة... وكل الدفعة هيروح."

حدّق فيه رائد بنظرة ثابتة، بينما كان أدهم يحاول التحدث بنبرة هادئة، وهو يعلم مسبقًا ما سيحدث: "يعني الرحلة مش هتكون مشكلة... مجرد يومين في مكان آمن."

نظر رائد إلى أدهم نظرة غير مبالية ثم أعاد نظره إلى كريم وقال ببرود: "لا يا كريم. مش هتروح."

كريم، وهو يحاول الدفاع عن موقفه: "ليه يا أبية؟ دي رحلة عادية، كلهم هيروحوا، مش بس أنا!"

رائد، بنبرة صارمة لا تتغير: "قلت لا يعني لا. مش موضوع نقاش."

كريم، مستاءً ولكن يحاول السيطرة على غضبه: "أنت دايمًا كده! كل مرة تيجي فرصة لينا ترفضها، حتى لو مفيش خطر. يعني ليه؟!"

رائد، وهو ينظر له نظرة جامدة: "عشان أنا المسؤول هنا، وأنا اللي بقرر. مش محتاج تبرير لكل حاجة. لما أقول لا، يبقى الموضوع انتهى."

أدهم، محاولًا تهدئة الجو: "يعني يا رائد، مفيش مشكلة لو سابنا يروح الرحلة. الوضع مش خطير."

رائد قاطعه : "متتدخلش يا ادهم. دي مش أول مرة أرفض مضوع الرحله دا كل مرة نفس الحوار، وأنا مش محتاج أكرر نفس الحاجه."

كريم، وقد بلغ قمة استيائه: "إنت مش بتسمعني حتى! أنا مش صغير يا أبية، أنا عارف أتعامل مع الأمور."

رائد، وهو يقترب من كريم بنظرة باردة: "عارف تتعامل؟ لو كنت فعلاً عارف، مكنتش هتجادل دلوقتي. خلي بالك من كلامك."

حاول أدهم التدخل مرة أخرى: "يا رائد، كريم مش قصده يعاندك. بس يمكن لو وضحتله السبب... يمكن يفهم."

رائد، بنبرة لا تقبل الجدال: "مش مضطر أشرح حاجة لأي حد. كلمتي هي اللي ماشية، وأنا مش هفتح موضوع تاني. اللي قلته يتنفذ."

كريم، بعد لحظة صمت، قال بصوت منخفض لكنه كان مستاء: "خلاص، فهمت."

رائد، وهو ينهي الحوار: "كويس. دلوقتي خلصوا فطاركم."

ساد الصمت بين الإخوة، بينما كان رائد يتابعهم بنظرة لا تخلو من الحزم. كريم كان يشعر بالإحباط، وأدهم أدرك أن الحديث لن يؤدي إلى أي نتيجة مع رائد في هذه اللحظة بعد لحظة من الصمت التي أعقبت حديث رائد، نهض ببطء من مكانه، عينيه تعكسان الجدية التي تلازمه دائمًا. نظر إلى إخوته نظرة مختلطة بين الحزم والقلق المكبوت، ثم قال بصوت هادئ لكنه مليء بالثقل: "هخرج شوية عشان أشوف شغل. محدش يخرج من البيت النهارده، الأمور بره مش مضمونة."

اخي من ربانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن