.....

رجوع

بعد ليلة مليئة بالضحك والتصالح بين الإخوة، استيقظ الجميع في البيت مع شعور مختلف. كان الجو هادئًا نسبيًا في الصباح، ولكن كان هناك دفء خفي، ربما بسبب اللحظة النادرة من القرب التي جمعتهم الليلة الماضية. رائد، كالعادة، كان أول من استيقظ. جلس في المطبخ، يتناول قهوته السوداء، يُفكر في الخطوة القادمة.

بعد دقائق، نزل كريم إلى المطبخ، شعره مائل قليلاً بفعل النوم، ووجهه يُظهر علامات الإرهاق. ولكنه، على غير العادة، بدا مرتاحًا.

كريم بابتسامة ناعسة: "صباح الخير يا كابتن."

رائد برفع حاجب: "صباح الخير... إيه؟ صاحي بدري النهاردة؟"

كريم وهو يحك رأسه: "أهو، قلت أحاول أكون ملتزم، برضه مش عايزك تضربني الصبح."

رائد بابتسامة جانبية: "أول مرة تعمل الصح؟ مال الدنيا مقلوبة؟"

كريم بضحكة صغيرة: "الليلة كانت حلوة... حسيت كده إنك مش عدو، يعني.. تقريبًا."

رائد: "تقريبًا؟ بطل رغي كتير، وادخل الفطار جاهز."

في هذه اللحظة، نزل أسر، مبتسمًا كعادته رغم أنه لا يزال يحاول أن يزيل آثار النوم من عينيه. جلس بجانب كريم.

أسر بمرح: "أنا بحلم لسه ولا إيه؟ كريم صاحي بدري؟!"

كريم: "إنت مالك، خد فطارك يالا."

رائد ببرود: "فعلاً، خد فطارك وسيبك من الكلام اللي ملوش لازمة."

أسر، وهو يملأ طبقه: "أمال ابيه أدهم فين؟ دايمًا بيكون هنا بدري."

رائد وهو يأخذ رشفة من قهوته: "لسه نايم، سيبوه شوية. امبارح كنا طالعين مع بعض نتكلم شوية."

كريم بفضول: "طب بتتكلموا في إيه؟"

رائد بنبرة قاطعة: "مالكش دعوة."

كريم بضحكة صغيرة: "خلاص، مكنتش عايز أعرف حاجة أصلاً."

أسر وهو يلتفت إلى كريم: "هو ابيه رائد متغير شوية ولا أنا اللي حاسس؟"

كريم بنظرة ماكرة: "أكيد متغير، يمكن عشان في كوكب تاني."

رائد ناظر إليهم بنصف ابتسامة: "مش فاهم إنتو بتقولوا إيه، بس مش هسيبكم تفلتوا بالكلام دا."

أسر، محاولاً الابتعاد عن أي توتر: "طب، طب، خلصنا الكلام. إيه الخطة النهارده؟"

رائد بهدوء غامض: "كل واحد عنده شغل. أنا كمان عندي حاجة مهمة أخلصها."

كريم بابتسامة ماكرة: "إيه بقى المهمة؟ برضه مش هتقول؟"

رائد وهو ينظر إليه بحدة: "قولتلك مش شغلك، خلص فطارك أحسن."

أسر، محاولًا تغيير الموضوع: "طب وإيه يا كريم؟ إنت مش رايح الكلية النهاردة؟"

كريم بتنهد: "آه، لازم أروح طبعًا. بس والله مش عايز. اليوم هيبقى طويل وممل."