تلك اللحظات الصعبة والمشاعر المتأججة كانت تسيطر على كل شيء، لكن بعد أن تمكن حسين من تهدئة رائد، جلس الاثنان في زاوية من المستشفى،
مر الوقت ببطء، وكل دقيقة كانت تزداد معها مشاعر القلق والتوتر. كان رائد يجلس ويفكر في الحلم الذي رآه، وكيف أن أحداثه بدت وكأنها تنبأت بما حدث في الواقع. هل يمكن أن يكون الحلم رسالة أو تحذير؟ هذه الأفكار لم تغب عن ذهنه، لكنها لم تكن تجلب له أي نوع من الراحة.
بعد فترة، خرج الطبيب مجددًا من غرفة العمليات. وقف رائد وحسين بسرعة، وكل عيونهما متجهة نحو الطبيب الذي بدا منهكًا ولكنه أكثر اطمئنانًا هذه المرة. اقترب الطبيب وقال: "أدهم خرج من المرحلة الحرجة. الوضع الآن أكثر استقرارًا، لكن كما ذكرت سابقًا، يحتاج إلى مراقبة مكثفة. سنبقيه في العناية المركزة لبضعة أيام لنرى كيف يستجيب."
رائد شعر بموجة من الارتياح، ولكن لم يكن هناك شعور كامل بالراحة. الخوف لم يختفِ تمامًا، لكنه الآن يحمل بعض الأمل. حسين ابتسم بخفة وقال بصوت هادئ: "ده خبر كويس، الحمد لله."
رائد، الذي كان غارقًا في مشاعره، أومأ برأسه دون أن يتحدث. كان عليه أن يكون قويًا، أن يبقى بجانب أخيه في هذه اللحظة الصعبة. نظر إلى حسين وقال بصوت هادئ وممتن: "شكراً، حسين... لولاك، مكنتش هعرف أتصرف."
حسين ربت على كتف رائد وقال بثقة: "انا اخوك قبل ما اكون عمك دا احنا تربينا مع بعض."
رائد شعر بالدفء في هذه الكلمات، وأدرك أن الأمور رغم صعوبتها يمكن أن تتحسن بوجود أشخاص يعتمد عليهم. كان يعرف أن الرحلة نحو تعافي أدهم ستكون طويلة، لكنها بدأت الآن بخطوة أولى ناجحة.
بعدما هدأت الأجواء قليلاً في غرفة الانتظار، جلس حسين بجوار رائد، ملامحه كانت تعكس القلق والحرص على أخيه، لكنه كان يعلم أن هناك أمورًا يجب أن تُرتب الآن.
حسين بدأ بهدوء: "رائد، عارف إنك قلقان على أدهم، لكن لازم ترجع البيت وتريح شوية. الوضع هنا مستقر دلوقتي، والأطباء بيتابعوا حالته."
رائد كان ينظر إلى الأرض، يرفض النظر إلى حسين. بصوت مبحوح ومليء بالعزم قال: "مش هسيبه هنا
لوحده، ده لو صحى و ملقانيش هيفتكرني سيبتو انا مستحيل احسسه الاحساس دا كمان مره هو حسه ثالث مرات كفايا عليه كدا يا حسين . مش قادر أتحرك ولا عايز أسيبه."حسين تنهد بعمق، محاولًا أن يجد كلمات تهدئ رائد وتقنعه في نفس الوقت. "عارف إنك تعبان، لكن مفيش حاجة نقدر نعملها دلوقتي. الأطباء هم اللي في إيديهم الموقف. لو فضلت هنا من غير ما ترتاح، مش هتقدر تساعده لما يحتاجك."
رائد ظل صامتًا لبرهة، عناده واضح في تعابير وجهه، لكنه لم يستطع الرد على كلام حسين. كان يعرف أن عمه على حق، لكنه في الوقت نفسه لم يكن مستعدًا للتخلي عن أخيه، ولو للحظة.
أنت تقرأ
.....
Actionانا أدهم عمري 30 سنه انا من ربيت اخوتي واجهت صعاب كثيرا لا انكر اني كنت قاسي معهم ولاكني احبهم