حل المساء، وكان الجميع في المطار يستعدون لرحلتهم إلى مصر. الجو كان مليئًا بالترقب، حيث لم يكن أحد يعرف بالضبط ما الذي ينتظرهم. رائد كان واقفًا بالقرب من الطائرة، يتفحص بعض الأوراق بهدوء، بينما كريم كان يراقب الطائرة بشغف واضح.
صعد الجميع على متن الطائرة الفخمة التي كانت ملكًا لرائد، وكان واضحًا أن التفاصيل الفاخرة فيها تعكس شخصيته. الطائرة كانت مزينة بأفخم أنواع الجلود والأخشاب الراقية، مع كراسي مريحة ذات تصميم خاص، وإضاءة هادئة تملأ المكان بجو من الرقي والترف. كانت هناك شاشات مسطحة كبيرة معلقة في كل زاوية، وأماكن مخصصة للاسترخاء والعمل.كريم وهو يجلس بتعجب: "ده غير، الطيارة دي مش عادية خالص! رائد، دي بتاعتك؟"
رائد بنبرة هادئة: "أيوة، دي طيارتي."
كريم بانبهار: "ما شاء الله ، كل ده وعمرنا ما ركبناها قبل كده؟!"
أدهم بابتسامة صغيرة: "مش كل حاجة لازم تعرفها يا كريم."
أسر جلس بجانبهم، وهو يحاول إخفاء انبهاره بالطائرة: "بصراحة، حتى أنا اللي مش بحب الفخامة دي مش قادر أتجاهل اللي شايفه."
كريم بابتسامة ماكرة: "أيوة يا أسر، ده أنت أول واحد هتنبهر."
أسر وهو يلتفت إليهم بمرح: "ماشي، مش هتكلم، بس لو العشاء مش فخم زي الطيارة، هبقى زعلان."
رائد بنبرة قاطعة: "كفاية كلام عن الأكل، ."
الطائرة أقلعت في هدوء، وبدأ الإخوة يسترخون في مقاعدهم الفخمة. كريم كان لا يزال مستمتعًا بكل تفصيلة، بينما أسر كان يحاول الحفاظ على تذمره المعتاد رغم أنه كان يشعر بالراحة. أما أدهم، فكان جالسًا بهدوء بجانب رائد، يراقب التفاصيل بتمعن.
أسر وهو ينظر من النافذة: "أنا بصراحة مش عارف ليه حاسس إن الرحلة دي مش عادية."
أدهم بنبرة خفيفة: "الرحله عاديه رايحين نزور اهلنا مفهاش حاجه."
نظر له رائد بنظر شكر لتداركه الموقف رائد، بينما كان يحدق في النافذة من مقعده الفاخر، تحدث بنبرة هادئة: "احنا قربنا نوصل مصر."
بعد ساعه ها هم ينزلون من الطائره متوجهين إلى قصر العائله عندما وصل الإخوة الثلاثة إلى بوابة القصر، كان الجو مهيبًا بعض الشيء، فالعودة بعد غياب طويل لا تمر دائمًا بهدوء. كريم، رغم حماسه المعتاد، كان يحاول أن يبدو هادئًا، بينما أسر لا يزال يحمل تلك الابتسامة الطفولية المرسومة على وجهه. أدهم كان الأكثر تحفظًا، فدائمًا ما كان يلتزم الصمت في المواقف الحاسمة.
أمامهم كانت بوابة القصر مفتوحة على مصراعيها، وظهرت لمحات من الداخل. قصر العائلة كان ضخمًا وجميلًا، محاطًا بحدائق واسعة وشجر يلامس السماء. لحظات قليلة مرت قبل أن يدخلوا. كريم أسرع بخطواته نحو الداخل، بينما أسر ظل يراقب المكان بنظرة ممزوجة بين الفضول والحنين.
أنت تقرأ
.....
Actionانا أدهم عمري 30 سنه انا من ربيت اخوتي واجهت صعاب كثيرا لا انكر اني كنت قاسي معهم ولاكني احبهم