تقدم

158 9 11
                                    

أكمل حسين حديثه بابتسامة خفيفة، وقال: "يا ابني، رائد ليه حق، انتا عارف إنهم مش بيسيبونا في حالنا، وكونك خرجت من اللي حصل ده بسلام، دي نعمة لازم نحمد ربنا عليها."

نظر أدهم إلى حسين، ثم إلى رائد الذي كان واضحًا على وجهه العزم والجدية، وقال بابتسامة هادئة: "ماشي، مش هقول حاجة، خلاص، هلتزم بالكلام."

رائد نظر إليه نظرة تحذير، وقال بلهجة صارمة لكن مليئة بالحنان: "أنا مش بهزر يا أدهم، اللي حصل مش بسيط، ودي آخر مرة أسمح لك تطلع من غير حماية. لو عندك مشوار، أنا اللي هكون معاك. مفهوم؟"

أدهم أومأ رأسه موافقًا، وأدرك أن رائد يتحدث من دافع حب وحماية، مش مجرد عناد.

حسين ابتسم بمكر، وقال بنبرة ساخرة: "والله يا أدهم، لو مكانك أسمع الكلام وأرضى بالحراسة، بدل ما يقع عليك عقاب أكبر."

نظر أدهم إليهم وأخذ نفسًا عميقًا وقال: "ماشي، أهو كلكم عليّ، خلاص موافق."

ضحك الثلاثة سويًا، وكان الجو في الغرفة مليئًا بمشاعر الحب والانتماء، وكانت اللحظة مليئة بالدفء والأمان بعد أيام من القلق والخوف

بعد لحظات من حديثهم، بدأ أفراد العائلة في التوافد واحدًا تلو الآخر. وصل الجد، يتقدمه اكرم الذي يبدو عليه القلق، وتلاه أنس وكريم وأسر، وأخيرًا ميرا التي اقتربت من أدهم ووضعت يدها على كتفه برفق و هي تبكي بصمت.

الجد جلس على الكرسي المقابل، وقال بلهجة هادئة لكن صارمة: "يا ولاد، إحنا مش هنسكت. اللي حصل دا مش مجرد حادث، ولابد نفهمه كويس."

كريم، بنبرة مليئة بالفضول، نظر لرائد وقال: "أيوه يا رائد، إيه اللي حصل بالظبط؟ كلنا مستنين نعرف الحقيقة."

رائد، نظر إلى حسين للحظات، ثم قال بلهجة محايدة محاولًا الحفاظ على هدوئه: "الموضوع كبير، والأهم دلوقتي إن أدهم يكون بخير. خلينا نركز على النقطة دي وبعدين نبقى نفكر في اللي حصل."

حسين قال بنبرة تشجيع: "رائد عنده حق، المهم حاليًا نطمن على أدهم، وبعد كده نقدر نتصرف."

كانت نظرات القلق تملأ وجوه الجميع، لكن كلمات رائد هدأت بعض الشيء من التوتر.

وبعد مرور بعض الوقت وتهدئة العائلة، خرج رائد وحسين إلى الحديقة الجانبية للمشفى، حيث قررا التحدث بحرية بعيدًا عن أدهم وبقية العائلة.

رائد نظر لحسين وقال بصوت منخفض وحازم: "أنا متأكد، يا حسين، اللي بيحصل ده كله مرتبط بموت روبرت. هما بيحاولوا يردوا علينا بنفس الطريقة، بس أنا مش هسيبهم يوصلوا لحد من عيلتي تاني."

حسين أومأ برأسه وقال: "عارف، وكنت حاسس إنك شاكك في الموضوع. لكن لازم نحذر يا رائد، الموضوع محتاج تخطيط وتحركات محسوبة. أهم حاجة إن محدش من العيلة يعرف أي تفاصيل عن اللي حصل."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن