ندم

42 6 1
                                    

رائد، ينظر إليه بابتسامة مخيفة: دلوقتي هنعرف مع بعض إزاي الخوف ممكن يغير كل حاجة.

أدهم، قلقه يتصاعد، شعر بأن رائد قد يتجاوز كل الحدود. عينيه تتنقل بين وجه رائد ويديه اللتين تتجهان نحو حزامه.

أدهم، بصوت مرتعش: رائد، ابوس إيدك، بلاش تعمل كده... أنا آسف.

رائد، يقترب منه أكثر، ويقول ببطء: آسف؟ أنت لازم تتعلم إيه يعني تدفع ثمن تصرفاتك.

أدهم، وهو يضغط على شفتيه في محاولة لعدم البكاء: بلاش، عشان خاطري، إنت أخويا.

رائد، يقف أمامه مباشرة، يحدق في عينيه: لو كنت أخويا، كنت هتفكر مرتين قبل ما تخلي نفسك في الموقف ده.

أدهم، يتراجع للخلف في محاولة يائسة للابتعاد، لكنه اصطدم بالحائط مجددًا، ولم يعد لديه مفر. بدأ يشعر باليأس، لكن رائد لم يتوقف.

رائد، وهو يفك حزامه: هقولك حاجة، المرة دي هتعرف إن كلامك له ثمن، والمرة الجاية هتفكر كويس قبل ما تتكلم.

أدهم، بعينين مليئتين بالخوف، تمتم: لا، رائد... ابوس إيدك

لكن رائد لم يكن يستمع، بل كان عازمًا على تعليم أدهم درسًا قاسيًا. اندفع نحوه، وسحب الحزام من خصره وبدأ يلوح به أمام أدهم الذي كان يحاول التراجع، لكن بلا فائدة. في لحظة، اندفعت أول ضربة بالحزام على ساقه، وصوت الجلد وهو يرتطم بالجسد ملأ الغرفة.

أدهم، صرخ بألم شديد: رائد، بلاش... عشان خاطري!

لكن رائد لم يتوقف. تتابعت الضربات بالحزام، تتهاوى على جسد أدهم. كانت كل ضربة تشعل لهيب الألم في جسمه، وكان الخوف يتملك قلبه. هذه ليست المرة الأولى التي يضربه فيها رائد، لكنه لم يتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة.

رائد، بنظرة حادة: كنت لازم تتعلم إن كل تصرف له عواقب، ودي نتيجة اختيارك!

أدهم، يتوسل وهو يرتجف: خلاص، رائد، بلاش كده... ابوس إيدك، عشان خاطري سامحني المره دي

رائد، بنظرة باردة: اسامحك؟ على إيه بالضبط؟ اللي عملته مش سهل، ومش هتخلص من كده بسهولة!

أدهم، يحاول حماية نفسه بيديه، شعر بالدموع تتجمع في عينيه، لكنه حاول أن يظهر شجاعته. في ختام الضربات، أمسك رائد بأدهم من قميصه، وجذبه نحوه مرة أخرى، مُعيدًا له تلك النظرة المخيفة.

رائد: لو كنت هتتصرف كده تاني، مش هكون رحيم.

سليم، الذي كان يطرق الباب بقوة، صرخ: "رائد! كفاية بقى! افتح الباب!"

لكن رائد لم يكن يستمع، بل استمر في توجيه الضربات لأدهم دون أن يلتفت. كانت مشاعر الغضب والخيبة تسيطر عليه تمامًا. أدهم، بين الضربات والتوسل، كان يحاول أن يرفع يديه ليحمي جسده، لكن الضربات كانت أقوى مما يحتمل.

اخي من ربانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن