-2023.1.3
7:10
على الرغم من شروق الشمس الا ان شوارع المدينة مازالت تبدو باهتة ومظلمة بسبب ان الغيوم تكتسي سماء الصباح غير سامحه لأشعه الشمس بالمرور ويبدو ان الجو سيكون ممطر اليوم، في هذه الاثناء كان "ايزيس" يستعد للذهاب إلى عمله والذي بالتأكيد هو متأخر عنه كالعاده لذلك بدء بجمع حاجياته بسرعة والقى نظرة اخيرة على مكتبه في حال نسيانه لشيء فوقعت عينيه على الدفتر من وقت سابق فحول ناظريه متجاهل أياه لكنه عاد اليه في النهاية بحجه انه سيضيع فيه وقت فراغه
07:30
المدير : أنها المره العشرين التي اسمع بها انك أسف على تأخرك في هذا الشهر فقط!!
ايزيس :اجل سيدي!! انت قلتها العشرين لقد كنت ملتزما لمده عشر ايام اخرى~
المدير : انا لا أفهم سيد "نواه" هل وظيفتك لاتروقك؟
ايزيس :لا، بالطبع انها تروقني أعني هل هناك من يجني المال أكثر من الدكتور~؟
وكالعاده أجاب بأكثر ابتسامة مزعجه قد يراها أحدهم وهو يميل رأسه مما تسبب في غضب البركان القابع أمامه فصرخ بوجهه "اذا ان كنت تريد الحفاظ على مالك لاتفكر حتى تفكير بسيط بالتأخر مجددا" فأجاب الاخر عابسا "حاضر" وخرج من مكتب المدير وكل ما يفعله اغتياب المدير حتى وصل إلى مكتبه
أفان :يبدو لي ان أحدهم قد تم توبيخه من الصباح.
التفت لها ورفع احد حاجبيه و أجاب "اظن ان هذا ليس من شأنكِ؟ "
أفان :يارجل استغرب من قدرتك على تحمل هذا منذ الصباح الباكر، مستعدة للوصول قبل حارس الأمن في سبيل ان لا اسمع صوت هذا العجوز وكلامه.
ولكنه لم يجيب فقط استمر بالنظر إلى كومه الأوراق التي أمامه وهمس"هذا ممل" فنظرت اليه الأخرى وكأنها تعلم ما مقبل على فعله فصرخت بوجهه "أياك ان تتجاهل عملك وتبدء بالتسكع!!، اراهن على انه بيوم من الايام سيموت احد المرضى بسببك"
ايزيس :لم ولن يموت أحد بسبب مجرد أوراق انها حتى بدون فائده
أفان : هل تعينت عن طريق أحدهم؟
أجاب مبتسمه "رأئع انا الان اتساءل كيف علمتِ؟"
أفان :لذلك بالضبط لا أحد يحبك
ايزيس :السيدة" فالفرد" تحبني
أفان :لانك لست الطبيب المسؤول عنها لو علمت اي نوع من الأشخاص انت لكانت من اشد كارهينك. قالتها وهي تحول النظر إلى مكتبها لأنها تعلم انه لن يهتم بكلامها وهي محقه، لانه أصبح يفتش بحقيبته عن شيء يقضي به الوقت وها قد وجده دفتر المذكرات، حتى أنه تسأل بين نفسه مالذي كان سيفعل بدونه
_____________________________________
-1997-1-3
كانت ايف جالسه كعادتها في سريرها وتنظر من النافذة لأنها ملجأها الوحيد حاليا، مؤخراً بدأت تشعر بالخدر في جميع أجزاء جسدها قد يكون بسبب مرضها او ربما لأنها لم تخرج من سريرها منذ مدة طويلة، في هذه الاثناء سمعت الباب تفتح فالتفتت كحركه تلقائية لترى من على الباب ولم يكن سوى الطبيب المسؤول عنها مع بعض الممرضات
الدكتور :مساء الخير أنسه "جوهان" كيف كان يومك؟
أيف :انا حقا استغرب من حضرتك سيدي الدكتور.
فأجاب بضحكه مستغرب "ولما هذا آنسة جوهان؟"
أيف : لانك تسأل سؤال كهذا لشخص يقضي ايام وأشهر وسنين بمكانه.
الدكتور :اهه.. حسنا ما رايكِ في ان تخبريني كيف تشعرين مؤخرا؟
أيف : أشعر بالخدر في جميع أنحاء جسدي كما أن التنفس اصبح أصعب من ذي قبل.
الدكتور :حقا ولكن التقارير هنا تقول انكِ بخير؟
أيف : سيدي هل انت مدرك لكلامك؟ هل انت حتى تعي ما هي الثلاسيميا؟ كيف يمكن أن اتحسن بليلة واحدة؟
الدكتور : هل انت متأكدة؟ ان ممرضاتي لا يخطئن كما تعلمين.
أيف : انا لا أفهم سيدي لما لا تصل إلى ما تريد الوصول اليه، هل تقصد اني أصبحت مجنونة وأهلوس؟ قد أكون مريضة ولكني لست مجنونة.
الدكتور : انا حقا أسف لم أكن اقصد هذا سأتاكد مِن مَن كتب هذه التقارير واحرص على ان لايتكرر الأمر مجددا.
نهض وبدء بالخروج من الغرفه وخرجت خلفه الممرضات.
نظرت اليه وهو يغادر والتفتت لتعاود النظر إلى النافذة فشعرت ان المنظر أمامها بدء يتشوش فرفعت يديها واضعة اياها على عينيها لتشعر بدموعها تنهمر على وجنتيها وصولاً لفكها حاولت مسح دموعها لكن الأمر لم يفلح حتى استسلمت من محاوله مسحها منتظرة إلى أن تتعب عينيها عن البكاء، وعلى الرغم من الدموع التي تذرفها عينيها لم تكن تشعر بالسبب وراء كميه الدموع هذه حسنا اجل هي حزينه وتشعر بالوحدة والأسى والخيبه ولكن ماذا بعد؟ مالذي يجعل كل هذه الدموع تنهمر؟ لان الأسباب تعددت لم تعلم مالذي يجعلها تبكي.
بعد أن بدأت تهدأ قررت اللجوء لمذكراتها كما فعلت في المره السابقه افضل من عدم فعل شيء فمسكت قلمها وبدأت تقلب في صفحات الدفتر
(ها انا مجددا هنا ويبدو لي اني سأكون هنا كثيراً
اليوم على غير الايام الأخرى الخاليه من الاحداث
حصل حدث بسيط
يبدو لي ان الدكتور وممرضاته العزيزات ومساعديه المحببين اليه بدأو يضجرون مني
يبدو أنه من الممل بالنسبه لهم الاعتناء بشخص يعلمون انه سيموت بيوم من الايام أعني حتى زوجي الغالي قد رماني هنا منذ سنين ولم يسأل عني انه فقط يتصنع المثاليه عن طريق ارسال الدكاتره او اي احد سخيف اخر للتأكد من صحتي التي لا تهمه
أيا يكن لايجب علي الخروج من موضوعي الأساسي بالتحدث عن زوجي المثالي
لذا فأحدى ممرضات الدكتور العزيزات قامت بتجاهل كل ما اخبرتها به لتقوم بكتابه كلمه وحيده بالتقرير وهي
حالة المريض : بخير
لهذا فقط انا اكره الممرضات والدكاترة
التصرف بغرور، بتعالي، التبجح، التصنع
اتمنى ان تختفي هذه النوعية من وجه الأرض ليعيش البشر بسلام
أعني ليس وكأني اطلب واتوسل منها الاهتمام هذا عملها، في نهايه الأمر لم اتمنى ان أولد مريضة انا ايضا اتمنى ان اعيش بشكل طبيعي)
نظرت إلى النص الاخير وبدأت الدموع تتراكم مجددا في عينيها المتورمة حتى احتضنت الدفتر ونامت غارقة في دموعها
_____________________________________
-2023.1.3
8:30
ايزيس : يا أللهي ما مشكله هذه المرأة لما هي كئيبة هكذا؟؟ اعلم انها مريضه ولكن الا تعلم أن الاكتئاب والحزن سيزيد الأمر سوء عليها.
نطق اخر كلماته بصوت خافت وهو ينزل عينيه، هو حقا لم يعد يعلم ما المشاعر التي تخالجه في الوقت الحالي، يتساءل حقا اي نوع من المشاعر التي كانت تجتاحها عندما كتبت هذا الكلام... حسنا هو من الأشخاص الذين كانوا يتكاسلون في عملهم لكن...
"هي مجرد تقارير يمكن أن يتم تعديلها لما عليها ان تصعب الأمور على الاخرين هم أيضا لديهم أعمال أخرى وحياه ربما هم دكاترة لكنهم أيضا بشر ما مشكلتها" فكر بين نفسه وهو الآن يتساءل ان كان هذا ما يشعر به المرضى الآخرين بسببه؟
ترك الدفتر في زاويه أمنه في حقيبته وقرر العودة إلى عمله لانه يظن ان مزاجه تعكر بما فيه الكفايه ولا يريد أن يسمع توبيخ من احد اخر
8:45 pm
لقد بدء المطر بالهطول بالفعل هو يقف على عتبه المستشفى ينظر إلى الخارج بالعادة كان سيخرج بالمطر بلا مظلة بدون اي مانع فهو يحبه حقا!!... لكنه مازال واقفا في مكانه حسنا انه مطر ولكن منذ يومين وهو لايستطيع رؤية المطر كما كان يراه دائما ذاك الشيء المحبب الذي يترقبه دائما انه يبدو الان باهتاً
ايزيس :هل كان دائما المطر هكذا؟
قالها وهو يفتح مظلته مغادرا المكان.
أنت تقرأ
يناير 21.
Storie d'amore"هل انت نادم على معرفتها؟" . . أيزيس : لكن رغم هذا لا أشعر اني نادم على معرفة انسانة عظيمة مثلها. قالها وهو يدفن راسه في كتف ليون الذي بدأ يشعر بقطرات تسقط على قميصه فقال وهو مبتسم "يبدو أن عينيك بدأت تمطر" أيزيس : لا تشبهها بالمطر لم اعد احبه.