بنت السفير

الفصل الخامس عشر

الفصل الخامس عشر

مسح آدم وجهه ليحمل نور و يتجه بها لغرفتها حاول إفاقتها عدة مرات ليتنهد بهدوء كان سفيان يقف أمام الغرفة و لا يعلم سبب شعور الغيرة الذى تملك منه بسبب اقتراب آدم من نور
دلف للداخل و هتف بجدية شديدة :
ـ أظن كفاية جمال يكلم الدكتور و يقوله نعمل إيه
تحدث آدم بجمود و هو يضع العطر على أنفها :
ـ مش محتاجة دكتور هي ذاكرتها رجعت لها أظن الإغماء نتيجة ضغط نفسي بسبب اللي مرت به آخر فترة
أردف سفيان بسخرية و تهكم :
ـ واضح إنك درست الطب كمان و عندك معلومات عامه
حاول آدم أن يتجاهل حديثه ليجيبه بجدية :
ـ أنا متعلمتش في كليات يا سفيان الدنيا هى اللي علمتني
بدأت تستعيد وعيها لتنظر حولها بتوتر ابتسمت ملك لها :
ـ اتخضينا عليكي اطمنى إحنا معاكي بلاش خوف
لم تتحدث ليهتف آدم بجدية :
ـ بكره هنسافر سلوفينيا و أعتقد هيكون سهل نتحرك هناك من غير قلق أنا محتاج أرتاح شويه
تركهم و غادر متجهاً لغرفته فهو لا يريد التحدث مع أحد الآن نظرت ملك ل سفيان بعتاب شديد فهو تجاوز هذه المرة لم تظن أن يحدث صدام بينه و بين صديقه فهما منذ المرحلة الثانوية و هما معاً حتى دخولهما لكليةالشرطة وتخرجهما وانخراطهما في العمل ... انتظرت حتى نامت نور لتتركها و تتجه للخارج وجدت جمال يجلس و سفيان يقف في الشرفة
تنهدت بهدوء و قررت أن تتحدث مع سفيان اقتربت منه و أردفت بهدوء :
ـ سفيان إحنا بننفذ الأوامر منقدرش نعترض لو رفضنا تدخلك دي كانت رغبة الريس علشان ميكونش فيه مواجهة بينك و بين جوزيف دلوقتي لأن أى تدخل الشرطة الإيطالية مش هيسكتوا لأنه إيطالي
ظل صامتاً عدة دقائق و أردف بجدية :
ـ أنا هطلب تغيير الفريق بعد رجوعنا مصر مش أنا اللي أكون احتياطي يا ملك .. أنا أقدر في لحظه أخلص من جوزيف و مفيش حد منكم يقدر يمنعني
نظرت له بيأس لتتركه و تجلس مع جمال الذي كان يتابع ما يحدث بهدوء و قرر إخبار فارس بما حدث بين سفيان و آدم
كان جوزيف يشعر بالغضب الشديد بسبب هروب نور منه و توعد بالانتـ.ـقام من الجميع عليه التريث قليلاً طلب من رجاله أن يراقبوا سناء جيداً في مصر لأنه سيذهب لهم بعد رؤيته للطبيب غداً .. عاد للمنزل ليجده هادئاً اتجه لغرفته واقترب من هيلين ليمسك يدها و يمسد على شعرها
ـ ستكونين بخير أعدك سأفعل أي شيء كي تصبحي بخير سنتزوج و سيكون لدينا أطفالًا كثيرين يركضون حولنا
استيقظت هيلين في الصباح لتجده نائمًا جوارها نظرت له بابتسامة حزينة ظلت تنظر له بعض الوقت لتجده يستيقظ ضمها بهدوء شديد لم يشعرا بالوقت لكن اتجهت سيمون لرؤيتها كي يذهبوا للمشفى طرقت الباب ليسمح لها جوزيف بالدخول
ـ يجب أن نذهب للمستشفى بعد ساعة من الآن هيا كي نتناول الطعام قبل المغادرة
أومأ جوزيف بموافقة لتتركهم و ترحل أمسكت هيلين يده و هو يقف :
ـ أنا لست خائفة لأنك معي أحبك كثيراً جوزيف
ابتسم لها بحب ليقبل جبينها بدلا ملابسهما  و اتجها للخارج وجدا سيمون في انتظارهما تناولوا الإفطار معاً ليغادروا بعد ذلك للمشفى وجدوا الجميع يتأهب و حركة غير طبيعية ليبتسم جوزيف بتهكم بعد رؤيته لسيارة ألبرت و سيارات الحرس المرافقين له دلفوا معاً للداخل و كان جون بانتظارهم و طلب منهم أن يتوجهوا لغرفة خاصة وجدت والدها ينتظرها هناك اقتربت منه و جلست جواره كانت سيمون تشعر بالقلق خاصة بسبب نظرات جون ل هيلين
تنهد جوزيف بضيق بسبب تأخر الطبيب :
ـ ما الأمر ؟!
أين الطبيب ؟!
كان يجب أن يكون هنا منذ وقت
تحدث جون بجدية شديدة :
ـ سيأتى بعد قليل هو فقط ينتظر نتيجة الفحوصات الجديدة
نظر له بعدم فهم لتردف سيمون بهدوء :
ـ لقد أجرينا الفحوصات مرة أخرى كي لا يكون هناك شك دقائق قليلة فقط و سنعلم النتيجة
مرت ساعة كاملة ليشعر جوزيف بغضب شديد لكن كان يتعجب بسبب هدوء ألبرت و اهتمامه ب هيلين طرق الطبيب الباب و دلف للغرفة نظر لجون بنظرات غامضة
ـ أخبرني ما سبب تأخرك كل هذا الوقت ؟!
تحدث جون بهدوء و هو يقوم بإبعاد جوزيف عن الطبيب :
ـ اهدأ هو يقوم بعمله سيخبرنا الآن بكل شيء
أردف بقلق من نظرات جوزيف لأنه يعلم أن معرفتهم بالحقيقة لن تكون سهلة عليهم :
ـ لقد قمت بإعادة الفحوصات مرة أخرى حتى أتأكد من النتيجة
ابتلع ريقه بتوتر شديد و حذر :
ـ لقد أثبتت النتائج أنها تعاني من سرطان المعدة لكنها في حالة متأخرة أعتذر كل ما نستطيع فعله الآن أن نبدأ في جلسات كيميائية لها
كأن الزمن توقف بالجميع لم يستطع أحد التحدث من يرى جوزيف الآن يقسم أنه ليس نفس الشخص الذى كان يريد الفتك بالطبيب بسبب تأخره عليهم نظرات تائهة هذا حلم بالتأكيد هي بخير لن يسمح لهم بالاقتراب منها لم يمهلهم الوقت ليجذبها من يدها و يغادر سريعاً لم يستطع أحدًا إيقافه مازالت حالة الصدمة تؤثر على الجميع
كان يقود سيارته بسرعة لن يسمح لهم بإيذائها تجلس جواره صامتة كأنها فقدت النطق ليصل للمطار سيذهب بها لأي مكان في العالم من أجل إنقاذها أخذ جواز سفرها ليتجها معاً للداخل ليقرر أن يذهب بها أولاً إلى نيويورك و بعد ذلك سيرى ماذا سيفعل ؟!
❈-❈-❈
في الصباح استيقظت ملك و اتجهت لرؤية نور للاطمئنان عليها وجدتها مستيقظة جلست جوارها لتجد بيدها صورة تجمعها بوالديها
ـ بابا في فترة من الفترات طلب مني أرجع مصر كتير كنت بفكر في الرجوع لكن مراقبتهم ليا كانت سبب إني أجازف بحياتي
هتفت نور بهذا الحديث للتحدث شهد بهدوء :
ـ خلاص هترجعي بلدك و هتعيشي في أمان وسطنا
نظرت لها بحزن شديد :
ـ أنا هعيش هناك إزاى لوحدي بابا متكلمش معايا قبل كده عن أهله و ماما اللي عارفاه عنها إن أهلها ماتوا و أنا صغيرة
تنهدت شهد و هتفت بجدية :
ـ كلنا معاكي و أكيد بقينا أصحاب و طنط زهرة هتحبيها أكيد كفاية هتكوني مع آدم
و كأنها تذكرت شيئاً بعد ذكر ملك اسم آدم و قفت و نظرت لها :
ـ ملك عاوزه أتكلم مع آدم قبل السفر
تعجبت من حالتها لتجيبها بهدوء :
ـ هو أكيد صحي هشوفه
اتجهت ملك لغرفة آدم وجدته يتناول القهوة لتتحدث بمزاح :
ـ خيانة يا آدم بتشرب قهوة من غيري
ابتسم لها و أردف بهدوء :
ـ إنتي اتأخرتي جهزي نفسك و شوفي نور علشان نمشي هنوصل سلوفينيا و أرجع مصر على طول
نظرت له بصدمة لتعلم أنه غاضب بسبب ما حدث بينه و بين سفيان :
ـ آدم إنت عارف كويس سفيان هو بس كان قلقان بسبب تأخيرك خاف تكونوا في خطر بعدين دي مهمتنا كلنا و إحنا فريق واحد
قاطعها و هو ينظر من النافذة :
ـ مش فريق واحد يا شهد هو قال الحقيقة إحنا بنفذ أوامره بس بعد رجوعي هطلب النقل لأي فريق تاني
قررت أن تنهى الحديث في هذا الأمر مؤقتاً :
ـ نور عاوزه تشوفك و تتكلم معاك قبل السفر
اتجه لغرفة نور وجدها تجلس نظر لها بهدوء لينصدم بعد رؤيته لها تفتح الجاكيت الذي ترتديه و ما زاد صدمته حديثها له
ـ ممكن تغمض عينك لحظه
فعل ما طلبته منه لترفع ثيابها و تقوم بإخراج الملفات التي أخفتها بالأمس أثناء تواجدها في منزلها اقتربت منه و أمسكت يده لتضع فيها الملفات كان ينظر لها بتعجب شديد
ـ الملفات دي هي السبب في كل العذاب اللي عشته السنين اللي فاتت و كمان السبب في موت أهلي أنا مش هقدر أثق في حد غيرك واثقه إننا هنرجع مصر سوا
أومأ بموافقة نظر لها نعم تبدو كطفلة قرر أن يخبرها بأنها ستعود لمصر بهوية مختلفة و أخبرها بأنها ستظل في منزل عمه فترة أعاد لها الملفات و أردف بجدية :
ـ الملفات هتكون معاكي إنتي هتسلميها للقيادة بعد رجعونا اجهزي علشان هنتحرك بعد شوية
تركها و اتجه للخارج مر وقت قصير و خرجت نور برفقة ملك ركبوا في سيارة جمال جلس سفيان جواره في الأمام و جلست ملك و نور في الخلف و آدم جوارهم وصلوا للمطار و أنهى جمال و سفيان إجراءات السفر في الطائرة جلست ملك جوار نور و جلس جمال جوار سفيان و جلس آدم أمام نور وصلت الطائرة و اتجهوا للفندق بعد ذلك اتجه كل منهم لغرفته شعر آدم بالملل و قرر أن يتجه للخارج قليلاً ليجد جمال في الأسفل اتجه إليه
ـ أنا محتاج أخرج شوية لو احتاجت حاجة كلمني
قرر أن يتحدث معه بهدوء :
ـ آدم أنا كلمت الريس و هو رفض رجوعك مصر و طلب نرجع سوا كمان نور مش هتطمن لو إنت مشيت و أظن سفيان مش هيقدر يتعامل معاها
ـ اطمن يا جمال هكمل المهمة معاكم إنت ليه مش في أوضتك
أجابه و هو ينظر ل شهد القادمة إليهم برفقة نور :
ـ ملك عاوزه تخرج تشوف أوروبا و اقترحت نور تكون معانا
ـ ياترى كلمت سفيان علشان ميقولش إننا بنتجاهله جمال أنا سلمت الجزء المسؤول مني
تحدث بسخرية و استنكار أجابه بجدية :
ـ سفيان جاي معانا
لم يتفاجأ آدم ليتحدث بهدوء :
ـ أنا عاوز أكون لوحدي لو احتاجت حاجة كلمني
لم يمهله الوقت كي يتحدث معه لينظر له بحزن اقتربت نور و ملك منه لتهتف بتعجب
ـ آدم راح فين مش قولتله هنخرج سوا
أجابها و هو يتجه للخارج و هم خلفه :
ـ عاوز يكون لوحده شويه
شهد بتنهيدة عميقة و هم يسيروا في الشوارع برفقة سفيان الذى كان يمشي أمامهم :
ـ بصراحه سفيان غلطان اتعامل بعـ.ـنف مع آدم أول مرة أشوفه عصبي كده من فترة طويلة أتمنى يتصالحوا بسرعة
لا تنكر نور أن المدينة أعجبتها كثيراً عادوا في المساء و سأل جمال عن آدم أخبروه أنه لم يعد حتى الآن ليشعر بالقلق عليه و رفض إخبارهم تناولوا العشاء ليصعدوا لغرفهم بعد ذلك .. لا يعلم كم من الوقت مر عليه و هو يسير و كأنه فقد طريقه ليجلس في أحد المطاعم و طلب العشاء ليتذكر أنه لم يحضر معه نقودًا ابتسم بسخرية
ـ هغسل الأطباق الليلة في أوروبا
أرسل رسالة ل جمال بعنوان المطعم ليتجه إليه ابتسم له
ـ كويس أنقذتني أو كان منظري بقى غير لائق لظابط مخابرات
تحدث جمال بضحك شديد بعد خروجهم من المطعم :
ـ مجنون يا آدم يلا علشان ننام شوية الفجر خلاص قرب
وصلا للفندق و اتجه كل منهما لغرفته لينام آدم سريعاً عقب دخوله الغرفة .. ظل سفيان مستيقظاً أراد أن يذهب كي يتحدث مع آدم فهو أخطأ معه لكن الوقت متأخراً سيلتقى به في الصباح
❈-❈-❈
في نيويورك عرض جوزيف ' هيلين على أطباء كثيرون و كانت النتيجة واحدة لذلك لم يجد أمامه حلًا سوى السفر لمصر برفقتها رغم اعتراض ألبرت لكنه طلب منه أن يطمئنه أول بأول ليصل للقاهرة و قام بالحجز في أحد الفنادق الكبرى علم فارس بوجوده و طلب من رجاله أن يراقبوه جيداً قرر أن يتجه لرؤية زهرة و التحدث معها لأن نور ستعود بعد أيام قليلة كان ناجي يجلس معهم أخبرها فارس بكل شيء ليجلس هو و ناجي يترقبان قرارها الأخير

يتبع