الفصل السابع عشر
لا تعلم سبب هذا الشعور الذى تملك منها بعد أن ضمتها زهرة بقوة لأول مرة تشعر بالأمان منذ عدة أعوام و كان الجميع يراقبون ما يحدث بهدوء شديد من يراهم في هذه الحالة يظن أنهام أم و ابنتها حقاً
ابتعدت عنها لتتابع نظرات آدم الذي تحدث بضيق مصطنع :
ـ بقول أشوف أنا بيت تاني أقعد فيه
ابتسمت له زهرة لتضمه هو الآخر :
ـ إنت عارف كويس إنت إيه بالنسبالي يا آدم و كفاية بقى علشان هنطرد أنا و إنت
اتجهوا معاً للداخل لتحضر لهم الخادمة العصائر ليهتف ناجي بتعجب :
ـ إيه حكاية النظارة دى يا آدم
نظرت ملك له بتوتر لينصدم ناجي بعد رؤيته لعينيه الزرقاء بسبب الكدمات
وقفت زهرة و اقتربت منه لتتحدث زهرة بقلق :
ـ إيه عمل في عينك كده
أردف بتعب و هو يقف فهو بحاجة للنوم الآن :
ـ متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس ممكن أرتاح دلوقتي و نتكلم بعدين الرحلة كانت طويلة
نظرت له بشفقه لتتحدث بجدية و هي تنظر ل نور :
ـ طيب تعالوا ارتاحوا دلوقتي و نتكلم بعدين
صعدت معهما للأعلى ليرحل فارس برفقة ملك و جمال و في طريقهم للعودة سألها فارس عن سبب إصابة آدم لتخبره بما حدث بينه و بين سفيان ليتنهد بضيق لقد ظن أنه تجاوز هذا الأمر لكنه كان مخطئًا
ـ سفيان لازم يعرف الحقيقة كفاية بقى
أجابه جمال بقلق بسبب خوفه من ردة فعل سفيان بالحقيقة :
ـ ممكن يرفض يصدق كلامنا يا ريس هو بعد آخر مهمة و علاقته متوترة مع آدم
هتفت ملك بهدوء شديد و حذر :
ـ أنا شاكه إن مازن له علاقة بالتوتر ده لأننا عارفين إنه بيغيير من سفيان و علاقته هو و آدم
تنهد فارس و هو يقف بسيارته أمام منزل ملك :
ـ المهمة لسه محتاجة اتحادكم سوا بالطريقة دي هضطر أبعد واحد منهم عن باقى الخطوات هتكلم مع سفيان في القيادة بكرة
تحدث جمال بجدية بعد مغادرة ملك و صعودها لمنزلها :
ـ للأسف يا ريس قرار زي ده هيضر علاقتهم أكتر سفيان محتاج يهدى شوية
وصل جمال لمنزله ليودع فارس و أخبره أنه سيكون في انتظاره في مكتبه في الغد و كان فارس يفكر في سبب غضب سفيان هكذا يعلم أنه عصبي لكن لقد تجاوز كثيراً ليقرر إخباره بالحقيقة غداً
وصل سفيان لمنزله في المساء و كانت مريم تجلس مع والدتها في غرفتها لتستمعا لصوت الباب ابتسمت مريم بعد رؤيتها له يقف أمامها ضمها بقوة ليتركها و يتجه لوالدته التى كانت جالسه على فراشها قبل رأسها و يديها ليضع رأسه على حجرها و أغمض عينيه يريد أن ينسى كل ما مر به الفترة السابقة
تحدثت زينب بقلق و هي تمسد بيدها على رأسه :
ـ إيه الحكاية يا سفيان فيك إيه
أجابها و هو مازال على وضعه :
ـ محتاج أرتاح يا أمى فقدت ثقتي في أقرب الناس ليا
تعجبت مريم من حديثه و نظرت لوالدتها :
ـ سفيان إيه الحكاية أول مرة أشوفك بالحالة دي
ابتسم بسخرية و هو يعتدل في جلسته :
ـ ضغط في الشغل متقلقوش فترة و هتعدي بس محتاج دعمكم الفترة الجاية علشان فيه قرار مهم هاخده قريب
ـ قرار إيه يا سفيان إنت مخبي إيه !!
قالت زينب هذا الحديث و هي تنظر له بقلق :
ـ أنا بفكر أستقيل و أفتح مكتب محاماة
نظرت مريم لوالدتها بصدمة :
ـ إنت اتجننت إيه معنى كلامك ده إيه اللي وصلك تاخد قرارك ده
وقف و ابتعد عنها ليهتف بوجع :
ـ اكتشفت إني عايش في كدبه كبيرة الكل خدعني حتى آدم اللي كنت بقول إنه أخويا هو أول شخص غدر بيا
لم تفهم زينب مقصده لتسأله بهدوء :
ـ آدم خدعك إزاى اتكلم !!
ـ هو اللي بلغ عن أسمهان كان بيحبها و لما اتأكد إني بحبها قرر يتخلص منها
أومأت مريم برفض هي تعلم الحقيقة لكنها لا تستطيع إخباره بالأمر لأنها وعدت ملك في الماضي أن لا تخبر سفيان أردفت زينب باعتراض شديد :
ـ إنت اتجننت آدم مستحيل يعمل كده و إنت واثق كويس آدم مش صاحبك بس يا سفيان كمان ابن خالتك و يعتبر متربيين سوا إنت و هو اللي قالك الكلام ده حد عاوز ينهي صداقتكم أنا مستحيل أصدق الكلام ده بعدين آدم أكتر واحد وقف معاك الفترة دي بعدين ياترى اتاكدت من كلامك ده متنساش القران الكريم بيقول إيه بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾
صدق الله العظيم
نظر لها و غادر الغرفة هو لا يريد الاستماع لأحد الجميع سيقومون بالدفاع عن آدم متجاهلين الألم الذي يشعر به
تحدثت مريم بحزن شديد :
ـ ماما سفيان لو عرف الحقيقة هينتهي و لو استمر في شكه في آدم العلاقة هتدمر بينهم
زينب بدموع و هي تنظر ل مريم :
ـ بكره هنروح ل زهرة و أتكلم معاها هي اللي تقدر تقنع أخوكي و إلا هيمشي في طريق غلط
ظلت مريم مع والدتها حتى نامت و دثرتها بالغطاء لتتجه لغرفتها و هي تفكر فيما حدث لتمر ليلة صعبة على الجميع
❈-❈-❈
استيقظ آدم مبكراً و قرر رؤية فارس و التحدث معه و في الاتجاه الآخر كان سفيان في طريقه للقاء فارس و لكل منهم طلب مختلف عن الآخر وصل جمال برفقة ملك و اتجها لمكتب فارس و كانا في انتظار قدوم آدم و سفيان ليصلا معاً في نفس الوقت و بينهما نظرات غضب و عتاب وضع كل منهما ورقة على مكتب فارس و نظر لهما جمال بتعجب أمسك فارس ورقة سفيان أولاً و مزقها ليضرب بقوة على مكتبه ليأخذ ورقة آدم أيضاً لكنه قام بتمزيقها قبل أن يعلم ما فيها لأنه توقع الطلب الخاص به
تحدث بغضب شديد و هو ينظر لهم :
ـ ده الفريق اللي كان على وشك الترقية إيه حكايتك إنت و هو هاه
أشار ل سفيان ليكمل حديثه :
ـ استقالة إيه يا حضرة الضابط ممكن تقولي إيه سبب الاستقالة دي غير السبب العجيب المكتوب في الورقة دي
نظر سفيان له و أجابه بجدية شديدة :
ـ علشان أرجع حق خطيبتي اللي كلكم شاركتوا في موتها و سيبتوا القاتل الحقيقي عايش حياته يخدع الكل
كان آدم يتابع ما يحدث بهدوء لكن يكفى لقد سئم حقاً من عناد صديقه أخرج سلا.حه من جيبه و فتح يد سفيان ليضعه فيها
ـ يلا اقتـ.ـلني و خد تارك مش ده اللي عاوز تعمله يلا علشان ترتاح أيوه أنا شاركت في قتل أسمهان و لو رجع بيا الزمن كنت قتـ.ـلتها بنفسي يا سفيان
وقف فارس بينهما و ضرب يد سفيان ليسقط السـ.ـلاح منها على الأرض ليتحدث بحدة :
ـ عاوز تعرف الحقيقة يا سفيان هقولك بس ياريت تفوق بعد ما تعرفها
نظر له سفيان بتعجب شديد ليكمل فارس حديثه :
ـ أسمهان كانت عميل مزدوج شغاله معانا لحسابهم نجحت تقنعك بحبها و بعد كده تعرف المعلومات منك و تبلغها ليهم و طبعاً لما كنا بنقرب منهم كانوا بينجحوا في الهرب بدل ما نتقدم عليهم خطوة كان التقدم ليهم آدم شافها في يوم مع واحد منهم و لما واجهها قالتله إنهم بيهددوها خدعته طبعاً وقتها رفض يبلغنا و قرر يراقبها بهدوء بعد ما أقنعها إنه هيساعدها تخلص منهم لكن كانت مشيت في طريق النهاية الكل عارف إن ميعاد العملية اتغير قبلها ب ساعات وقتها رفضت أبلغكم علشان العملية تتم من غير أي عقبات ... آدم بلغني بعد تأكده إن أسمهان خدعتنا كلنا و أظن كان فيه مواجهة بينك و بينه زمان ياترى لو هو له علاقة بقتـ.ـلها ليه خد الطلقة مكانك و لا ده كان تمثيل
نظر للجميع بصدمة و عقله يرفض الحقيقة التى استمع إليها من هذه الخدعة التي تعرض لها لكنه تذكر الرسالة التى أعطتها له أسمهان و أخبرته أن يفتحها إن تعرضت لأي خطر ليتركهم و يرحل ظل آدم في مكانه لأول مرة يتخلى عنه لكن هذه رغبته
جلس فارس و أردف بجدية و هو ينظر ل آدم :
ـ أنتم مش لسه أطفال علشان تاخدوا قرارات غير مسؤولة هتستمروا مع بعض فريق واحد الأفضل نلغي الاجتماع لوقت تاني علشان الكل يهدى مش ده الوقت المناسب علشان تتخلوا عن بعض
رحلت ملك و آدم ليظل جمال مع فارس :
ـ أنا قلقان يا ريس جوزيف بعد اكتشافه لمرض هيلين هيتصرف بجنون المفروض نكون متحدين سوا
تنهد فارس بهدوء ليتحدث و هو يقرأ الملف الخاص بالقضية :
ـ جوزيف هنا علشان ينقذ هيلين لأنه عارف إن نور هي اللي ممكن تنقذها من الموت خليك مراقبهم و خطواتهم تكون عندي أول بأول
وقف جمال كي يرحل و أردف بتأكيد :
ـ تمام يا ريس متقلقش أنا متابعهم بنفسي
جلس فارس يفكر بعد مغادرتهم يجب أن ينهي هذه القضية سريعاً
استيقظت نور و ظلت في غرفتها كانت تشعر بالحرج نعم في هذا المنزل شعرت بالأمان لكن يجب أن لا تنسى أنها أيام فقط و تعود لحياة جديدة عليها لا تعلم ما ينتظرها فيها طرقت زهرة الباب عدة مرات و دلفت للداخل وجدت نور تقف لها
أردفت بهدوء فهي تريد أن تعتاد نور عليهم سريعاً :
ـ إنتي هنا ليه و لا مش عاوزه تفطري معانا
ابتسمت نور لها بخجل و نظرت للأرض وضعت زهرة وجه نور بين يديها و تحدثت بصدق :
ـ نور أنا مقدرتش أكون أم فكرت كتير اتبنى طفل بس خفت لكن وجود آدم في حياتي ساعدني كتير هو كان محتاج أم و أنا كنت محتاجة طفل من أول لحظه و هو قلي يا ماما الكلمة دي محت أي وجع كان جوايا وقتها و دلوقتي بقى عندى بنت جميلة كمان أنتم الاتنين أولادي
ضمتها نور بقوة لقد أثر فيها حديث زهرة لتهبطا معاً للأسفل و تتناولان الإفطار لأن ناجى اضطر للذهاب لشركته لأن لديه اجتماعًا هامًا و أخبرها أنه سيعود سريعاً كانتا تجلسان تتحدثان و تخبرها زهرة عن مغامرات آدم و هو في الدراسة لا تنكر نور أن زهرة جعلتها تشعر بالأمان في هذا المنزل
عاد آدم ليجدهما تجلسون ليهتف بمزاح :
ـ بتتفقوا سوا على إيه كده هقلق على نفسي منكم
ألقته زهرة بالوسادة ليتحدث بحزن مصطنع :
ـ بتبعيني يا زهرة بعد ٢٣ سنة لكن أنا مش هسكت
ضحكت نور بقوة هي و زهرة على حديثه ليجلس أمامهم و قضوا وقتاً ممتعاً
وصل سفيان للمنزل لتتعجب زينب من حالته ذهب لغرفته و بدأ يبحث عن هذه الرسالة التى قد تقضي عليه بدأ يلقي بجميع الأغراض بغضب على الأرض كانت والدته تتابعه بقلق أرادت مريم الاقتراب منه و التحدث معه لكن منعتها والدتها لتراقبه بهدوء هي أيضاً جلس على الأرض بعد أن وجد الرسالة لا يعلم سبب زيادة ضربات قلبه التي شعر بها قام بفتحها و أغمض عينيه تمنى أن يكون حديث فارس غير صحيح بدأ بقرائتها بصوت متعب
سفيان لما تقرأ الرسالة دي هكون اختفيت من حياتك أنا حبيتك بجد و اتمنيت كتير نأسس عيلة سوا لكن مقدرتش أنا عارفه إن كلامي هيصدمك لأني اشتغلت مع جوزيف علشان أقدر أعيش حياة كويسة و عاوزه أقولك حاجة كمان أنا رغم كل أخطائي لكن حبيتك أكتر من أي شخص تاني أتمنى تسامحني لما تعرف الحقيقة و تنساني
أغلق الرسالة ليمزق الرسالة إلى ورق صغير اقتربت زينب منه لتضمه ليبكى بصوت مرتفع مثل الطفل الصغير مسدت على رأسه ظلت جواره حتى ذهب في النوم دثرته بالغطاء جيداً و قامت لتظل جواره و هي تشعر بالخوف عليه ليستيقظ في المساء و غادر المنزل كان يريد الابتعاد عن الجميع ليقود سيارته بسرعة شديدة لتصطدم سيارته في شجرة كبيرةيتبع
أنت تقرأ
بنت السفير
Misterio / Suspensoمقدمة مرت بتجارب عديدة لتفقد والديها في حادث غريب و ظلت تكمل عملها في الخارج إلى أن استطاعت التوصل لشيء يغير العالم لتصبح بعد ذلك محط أنظار الجميع بسبب ذكائها و تفوقها الذي شهد به جميع من يعمل معها لتبدأ مرحلة مختلفة من حياتها بعد تعرضها لبعض المخا...