الفصل الرابع

3 0 0
                                    

الفصل الرابع

ابتعد سفيان قليلاً عن شقيقته و قام بالاتصال ب فارس فهو لا يستطيع أن يترك والدته و شقيقته في هذا الوضع كان ينتظر أن يجيبه انتظر عدة دقائق حتى أجابه
أردف سفيان بتردد و هدوء :
ـ مساء الخير يا أفندم عارف إن ميعاد السفر الليلة بس ممكن أأجل النهارده و بكره هكون موجود في روما
تفاجأ فارس من طلب سفيان فهذه المرة الأولى الذى يطلب فيها تأجيل السفر ليشعر أنه لا يريد أن يذهب لهذه المهمة :
ـ إيه الحكاية يا سفيان واضح إنك مش عاوز تسافر للمهمة دى
أجابه سفيان معارضاً فهو حقاً لم يكن يريد السفر لهذه المهمة لكنه لا يستطيع الاعتراض على أي مهمة مهما كان السبب :
ـ للأسف يا أفندم والدتي اتنقلت للمستشفى و مش هقدر أسيب أختى لوحدها معاها في الوضع ده يوم واحد و أوعدك هسافر بس أطمن على حالة والدتي
تحدث فارس بتفهم و جدية :
ـ تمام آدم يسافر الليلة و أول حالة والدتك ما تستقر تقدر تسافر لأن أظن مش هتقدروا ترجعوا بسرعة قبل حالة نور ما تستقر
هتف سفيان بهدوء شديد :
ـ شكرا يا ريس و أوعدك أطمن على والدتي و هكون في روما في أقرب وقت
أغلق معه و أخبر آدم أنه سيلحق به في الغد بسبب مرض والدته .. عاد لشقيقته مرة أخرى و اقترب منها ليضمها بهدوء كي يخبرها أنه معها كان الوقت يمر عليهم ببطء في المساء وجد آدم أمامه تفاجأ من وجوده في هذا الوقت ظن أنه الآن يتجه للمطار رحب به سفيان ليبتعد عن مريم قليلاً
أردف آدم بعتاب شديد :
ـ ليه مكلمتنيش من وقتها كنت جيت
قاطعه سفيان بهدوء و تنهيدة عميقة :
ـ أنا لاقيت الوضع اتغير فجأة رجعت و كنت هتكلم مع ماما في موضوع السفر لكن سمعت مريم بتعيط بصوت عالي و بتنادى عليها وقتها حسيت بالعجز خفت أوي يا آدم أنا واقف على رجلي دلوقتي علشانهم لو خسرت حد منهم مش هقدر
يعلم آدم مدى تعلق سفيان الشديد بوالدته و شقيقته ليهتف بجدية :
ـ طيب طمني الدكتور بيقول إيه و حالتها أخبارها إيه دلوقتي
نظر سفيان له ثم أعاد النظر لشقيقته التى تجلس صامتة منذ وصولهم للمستشفى :
ـ قال غيبوبة سكر مش عارف إزاى ده هي عمرها ما اتكلمت عن أعراضه قبل كده
أومأ سفيان برفض لأن والدته لم تشكُ من أعراض السكر من قبل ليهتف آدم باعتذار :
ـ أنا آسف إني مش هكون موجود معاك فى الظرف ده ميعاد الطيارة بعد ساعة هستناك في روما
تحدث سفيان بجدية و هو يسير معه للخارج :
ـ يومين بالكتير و هكون معاكم خدوا حذركم إنت عارف جوزيف كويس
ـ متقلقش أنا كنت مستني فرصة علشان أقابله مرة تانية واضح هنعمل قلق في شوارع روما
ضحك سفيان على حديث آدم بقوة و انتظر حتى غادر بسيارته ليعود للداخل من جديد وجد شقيقته تقف أمام غرفة العناية اقترب منها و نظر من زجاج النافذة وجد الطبيب بالداخل انتظر أن يطمئنهما عليها خرج بعد فترة وجيزة وجدهم يقفان أمامه ابتسم لهما بهدوء
ـ اطمنوا هي دلوقتي أفضل و هتتنقل أوضة عادية دلوقتي لكن بلاش كلام كتير معاها
تحدث سفيان بجدية و قلق :
ـ طيب يا دكتور ممكن أعرف يعني هي ممكن تتعرض لأي خطر في المستقبل
تفهم أمير سبب قلق سفيان ليجيبه بهدوء :
ـ هي أهم شيء إنها تلتزم بالأدوية و مواعيدها لكن لو أجلت أي نوع لأى سبب وقتها ممكن تتعب مرة تانية للأسف السكر مالوش علاج يقضي عليه لأنه بلازم المريض لآخر العمر المطلوب منكم تهتموا بيها و تتابعوا الأدويه بنفسكم و بلاش تتعرض لأى صدمه أو قلق
ـ شكراً يا دكتور طيب نقدر نشوفها لما تروح أوضة تانية
هتف سفيان بهذا الحديث و هو يشاهد الممرضة تساعد زينب في الجلوس على كرسي متحرك كي تذهب لغرفة أخرى ليردف الطبيب بهدوء
ـ أكيد تقدروا تشوفوها بس زي ما قلت بلاش كلام كتير علشان متتعرضش للإرهاق
ابتسم لهما ليغادر و يتركهما ذهبا مع الممرضة للغرفة التي ستنتقل والدتهم إليها وضعتها الممرضة على الفراش بمساعدة مريم لتتركهما  مع والدتهما بعد ذلك اقترب سفيان منها ليقبل رأسها و يدها نظرت له بتعب و ابتسامة هادئة فعلت مريم مثله أيضاً و جلسا جوارها
هتف سفيان بحزن و توتر :
ـ أول مرة أخاف يا أمى أنا ماليش غيرك إنتي و مريم أنتم كل شيء في حياتى مش هقدر أخسركم لأى سبب
تحدثت زينب بتعب و إرهاق :
ـ إياك تضعف سفيان أنا قوية بيك إنت و أختك بعدين التعب ده اختبار و منقدرش نعترض صح و لا كلامي غلط
أومأ بموافقة ليتحدث بجدية :
ـ كفاية كلام بقى و ارتاحى دلوقتي و إلا الدكتور هيمنع الزيارة
أغمضت زينب عينيها و نامت سريعاً نظرت مريم ل سفيان و شعرت أنه يخفي عنها شيئًا انتبه لها ليبتسم بهدوء أشار لها ليجلسا على أريكة في الغرفة
تحدثت مريم بهدوء و هي تنظر له :
ـ إيه الحكاية يا سفيان من وقت وصولنا للمستشفى و إنت مش طبيعي في الأول كنت بقول قلق على ماما لكن وجود آدم و بعدين مشي أول مرة يسيبك في الحالة دي كان دايماً بيكون معاك
تنهد بهدوء شديد لا يعلم هل يخبرها أم ينتظر لكنها ستعلم سواء الآن أو لاحقاً ؟!
ـ أنا مطلوب مني أسافر روما في مهمة و كان ميعاد السفر الليلة آدم كان معايا لكن اعتذرت و أجلت السفر على ما حالة ماما  تتحسن و هو سافر لأنه مش هيقدر يعتذر هو كمان .. مريم عارف إني بضغط عليكي كتير بس مفيش غيرك ممكن أعتمد عليه أنا مش ملك نفسي شغلي في المرتبة الأولى و أى تقصير هيضيع تعب السنين اللي فاتت
تحدثت برفض لحديثه الأخير تعلم مدى تعلقه بعمله :
ـ إنت بتقول إيه دي أمي يا سفيان مش واحده غريبة عني بعدين أنا ماليش غيرك إنت و هي أول ما نرجع البيت اتكلم معاها بهدوء و اطمن أنا معاها طول الوقت هقدم طلب أجازة على حالتها ما تستقر
قبل جبينها بحب و جلسا يتحدثان معاً ليتركها و يذهب للخارج ليحضر قهوة و طعامًا كي يتناولاه معاً
❈-❈-❈
بدأت حالة نور تتحسن ببطء لكنها مازالت في الغيبوبة فهي بحاجة لأن تذهب لأحد المستشفيات كي يتم فحصها جيداً خشية أن تكون تعرضت لنز.يف داخلى أو كسور أخرى كانت ملك معها طوال الوقت رفضت أن تتركها أجل المكان آمن لكن منذ بداية عملها و يشهد لها الجميع بكفائتها
كان جمال يتابعها باهتمام شديد فهو يحبها و ينتظر الوقت المناسب للارتباط بها كان يريد أن يسافر إلى مصر و يتحدث مع والدها لكن قرر التأجيل لحين انتهاء هذه المهمة أتاه اتصالًا ليبتسم بهدوء
ـ آدم هيوصل كمان ساعتين تقريباً هروح أقابله في المطار
أومأت بموافقة و هتفت بهدوء :
ـ هو جاي لوحده مش قلت سفيان هيكون معاه
تنهد بعمق و أجابها بجدية :
ـ مش عارف لما أقابله أكيد هعرف إيه الحكاية مش هتأخر عليكم و لو فيه جديد كلميني
تركها و رحل بسيارته .. كان الوضع مختلفًا عند سناء فهي تأبى مواجهة جوزيف خوفاً من أن يتعرض لابنتها أو زوجها كانت تقف في حديقة المستشفى و تشعر بالخوف و التوتر من رؤيته مرة ثانية بينما عند جوزيف استيقظ و ترك لها رسالة أخبرها فيها أنه ذاهب للقيام بعمل ما و سيعود في وقت لاحق كي يذهبا لوالدها فموعد لقاءه معه في المساء وصل للمستشفى ليجد سناء تجلس في الحديقة و يبدو عليها القلق و التوتر اقترب منها لتشعر بالفزع بعد رؤيتها له
ـ لقد انتهى الوقت أخبريني أين نور الآن ؟!
أحذرك إن تلاعبتي معي أقسم ستندمين كثيراً ابنتك مازالت هنا إبره خطأ و ستقضي على حياتها في لحظة
نظرت له بخوف و نظرت حولها خوفاً من أن يراها أحدًا معه :
ـ أظن أنها عادت لمصر لأن زوجي أخبرني أننا سنذهب إليها
سار عدة خطوات و بدا عليه الغضب الشديد يقسم أنها تخدعه لكنه سيراقبها و يجعلها تعمل معه إن استدعى الأمر
ـ حسناً بعد ذهابك لمصر سنتواصل معاً لتخبريني كل شيء يحدث هناك حتى آتي إليكم إن أخبرتي أحدًا أنتِ تعلمين النتيجة
ـ لا أستطيع أن أساعدك إن علم زوجي لن يسامحني
كانت تتحدث بدموع ليرفع الهاتف على أذنه و يدّعي أنه سيقوم بالاتصال بشخص ما
ـ أنت تعلم رقم الغرفة و تعلم ما هو المطلوب منك
أخذت الهاتف منه و نظرت له بتوسل لتهتف بدموع :
ـ سأفعل ما تريد لكن ابتعد عن ابنتي
ابتسم لها بخبث و أغلق الهاتف بعد أن أخذه منها :
ـ هذا جيد لأجلك فقط سأغادر الآن و إن حاولتي التلاعب معي لا تغضبي مما سيحدث لاحقاً
غادر و تركها تفكر فيما حدث جلست في الخارج حتى هدأت قليلاً ثم صعدت للأعلى وجدت الطبيب في الغرفة أخبرهم أنها أفضل الآن و ستغادر بعد قليل ابتسمت شهد لوالدها ليضمها قصي بسعادة غادر الطبيب لتقترب سناء من شهد لتساعدها في تبديل ثيابها ليغادروا متجهين للمنزل بعد أن أتت الممرضة إليهم لتجعلهم يوقعون عدة أوراق قبل رحيلهم
وصل آدم ليجد جمال في استقباله رحب به ليتجه معه للسيارة
ـ روما اتغيرت كتير طمني أخبار الجو إيه هنا أنا عاوز أعيش يومين من نفسي
أجابه جمال بمزاح و ضحك :
ـ مش هتتغير أبداً اطمن روما كويسه و بتستناك
آدم بمرح و مراوغة :
ـ حبيبي يا جيمي شوف بنتين يكونوا حلوين عاوز يوم إجازة
ـ بقول أبلغ الريس بكلامك ده و نشوف رأيه هيكون إيه المهم قولي سفيان مش معاك ليه متقولش هتقوم بالمهمة لوحدك
نظر له آدم بغيظ شديد :
ـ إيه يا كابتن مش هقدر أقوم بالمهمة لوحدي ولا إيه بعدين سفيان يومين و هيكون هنا
هتف جمال بهدوء شديد :
ـ أنا عارف إنك تقدر تقوم بالمهمة لوحدك لكن المعلومات اللي عندي قالوا سفيان هيكون معاك علشان كده سألت
أخبره آدم بمرض والدة سفيان و نقلها للمستشفى ليتحدثا معاً في هذه المهمة قام جمال بتوصيل آدم لأحد الفنادق و أخبره أنه سيعود إليه في المساء كي يذهبا معاً لرؤية نور .. صعد آدم للغرفة ليبدل ثيابه و نام سريعاً بسبب إرهاقه
عاد جوزيف ليجد هيلين تنتظره و يبدو عليها الحزن لتهتف بغضب بعد رؤيته :
ـ أين ذهبت أخبرني ؟! أنت تتلاعب جوزيف أليس كذلك !!
نظر لها بغيظ شديد ليحاول التماسك كي لا يضيع تخطيطه الذي يرتبه منذ سنوات :
ـ استمعي إلى حديثي جيداً هيلين لا أحب أن يتحدث أحدًا معي بهذه الطريقة ليس معنى أننا سنتزوج أن تتعاملي معي هكذا أنا لست خادمًا لديك
تركها و غادر متجهاً لغرفته لتضـ.ـرب قدمها في الأرض كالأطفال لتذهب خلفه بعد ذلك و ضمته من الخلف و تحدثت بندم :
ـ أعتذر جوزيف أنت تعلم جيداً أنني أغار عليك لقد ظننت أنك ذهبت لتلك الفتاة
التفت إليها ليضع إصبعه على فمها كي تتوقف عن الحديث :
ـ هيلين لا أريد أن نتحدث عن أحد أنا أحبك اطمئني هيا لنذهب للقاء والدك كي لا نتأخر عليه
ذهبا معاً للقاء والدها في منزل كبير في أطراف المدينة و الحرس يقفون في الخارج والداخل أخبر الحارس الخارجي من بالداخل عن قدوم جوزيف ليطلب منه أن يقوم بتفتيشه و يأخذ منه السـ.ـلاح الخاص به
تحدث الحارس بقلق من نظرات جوزيف :
ـ أعتذر سيدي لكن هذه أوامر القائد
تعجب جوزيف من نظرات الحارس و هتف بهدوء :
ـ ما الأمر تحدث ؟!
ـ لقد طلبوا مني أن آخذ السـ.ـلاح الخاص بك و أقوم بتفتشيك

يتبع

بنت السفير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن