الفصل الثامن عشر

2 0 0
                                    

الفصل الثامن عشر

استطاع سفيان الخروج من السيارة بعد أن ساعده بعض الأشخاص ليذهب مع أحدهم إلى المستشفى و قام الطبيب بتجبير يده بعد الكشف عليه شكر الجميع و عرض عليه أن يقوم بتوصيله للمنزل لكنه رفض عليه إصلاح ما أفسده أولاً كيف منح للشك أن يتمكن منه لهذه الدرجة ؟!
طالما اعتبره آدم أخاه قبل أن يكون ابن خالته ليتوجه لمنزل ناجي لرؤيته و التحدث معه وصل و طرق الباب لتفتح الخادمة انتبهت ليده و انتظرت أن يتجه للداخل كعادته لكنه ظل واقفًا في مكانه
ـ ممكن تنادي آدم محتاج أتكلم معاه
اتجهت للداخل و أخبرت زهرة التى تعجبت من رفضه للدخول لتذهب إليه لتضع يدها على وجهها بصدمة بعد رؤيتها له
ـ إيه الحكاية يا سفيان إيدك فيها إيه
ابتسم بهدوء و حاول أن يطمئنها :
ـ اهدى أنا كويس حادثة بسيطة لو سمحتي عاوز أتكلم مع آدم هنتظره في الجنينة
ازداد تعجبها بسبب رفض دخول سفيان للمنزل لتتحدث بغموض :
ـ من امتى بتتكلموا بره يا سفيان اتفضل جوه خليني أفهم إيه حكايتك إنت و هو
وضع يده على وجهه ليستند على الباب :
ـ الجنان اللي كنا بنعمله زمان أظن مش هنقدر نعمله دلوقتي
تنهدت زهرة بهدوء بعد أن أدركت أنه يقصد تواجد نور معهم لتجيبه بحسم :
ـ أدخل يا سفيان و هقعد أنا و نور فوق أو في الجنينة
حاول الاعتراض لتنظر له بغضب و استنكار دلف للداخل و هي معه في هذا الوقت كانت نور تجلس في الأسفل معها و صعد آدم لغرفته كي يرتاح قليلاً و سيهبط إليهم عقب عودة ناجي كي يتناولوا العشاء معاً وقفت نور بعد رؤيتها له و نظرت له بضيق طلبت زهرة من الخادمة أن تخبر آدم بوجود سفيان في الأسفل بعد أن أخبرته أن يصعد إليه لكنه رفض هبط آدم للأسفل لتتجه نور برفقة زهرة للخارج لتتركهما يتحدثان معاً
تنهد آدم بهدوء و هتف بجدية :
ـ إيدك فيها إيه !!
نظر له سفيان و تحدث و هو يجلس على الكرسي :
ـ عاوز أعرف الحقيقة يا آدم مهما كانت
جلس آدم مقابله ليهتف بهدوء :
ـ ياترى هتصدق الحقيقة طيب
أومأ بموافقة أحضرت الخادمة لهما القهوة و تركتهما يتحدثان معاً
ـ لما بدأت المهمة كان كل شيء ماشي طبيعي لكن مع الوقت بدأ جوزيف يسبقنا بخطوة كل مرة كان ينجح في خداعنا أسمهان وقتها قدرنا نزرعها عميلة مزدوجة علشان تجيب لينا أخباره و تحركاته .. في يوم شوفتها مع جوزيف في بيته كان مطلوب مني أجيب مستندات مهمة من خزنته شوفتهم سوا يا سفيان مع بعض مقدرتش أبلغ حد بالحقيقة قررت أراقبها و فعلاً اتاكدت إنها بتخدعنا واجهتها قالتلي إنه هددها يخـ.ـطف أخوها و إنها مضطرة تثبتله إنها معاه رغم عدم اقتناعى بكلامها لكن صدقتها لغاية يوم تنفيذ العملية و إنت عارف إيه اللي اتعرضنا له يومها رجعت أراقبها تاني و جمعت لهم صور سوا و سجلت لهم محادثات بينهم اضطريت ألجأ لأخر محاولة معاها و خليتها تشوف جزء من الصور عيطت و قالتلي إن جوزيف خطـ.ـف أخوها
كان سفيان يستمع لحديثه بصدمة ليكمل آدم بسخرية :
ـ قررت أتأكد قبل أى خطوة روحت بيتهم و عرفت من جارتهم إن أخوها و والدتها سافروا في الصعيد عند عيلتها طلبت عنوانهم في الأول رفضت تقول لكن لما عرفت إني ضابط قالت العنوان بعد ما اضطريت اكدب عليها و قولتلها إني بحبها و عاوز أعرف كل حاجة عن أسرتها ... أخدت العنوان و سافرت الصعيد علشان لما أخد خطوة ضدها أكون مظلمتهاش وصلت و شوفت أخوها و والدتها راقبتهم يومين علشان أشوف فيه تهديد على حياتهم ولا لأ رجعت القاهرة و بلغت الريس باللي عرفته قال أبعد عن المهمة و أراقب أسمهان خطوة بخطوة فعلاً بدأت أراقبها و كل يوم كنت بتأكد إنها بتخدعنا لغاية يوم ما اتقابلت أنا و جوزيف صدفه و كانت مترتبه بالنسبالي كنت محتاج أعطله يومها و نجحت وقتها أسمهان شافتني معاه و عرفته أنا مين لأنه حاول يقتـ.ـلني بعدها حادثة اتعرضت ليها و رفضت أبلغكم بالحقيقة اللواء فارس هو اللي عرف و طلب اقصائي من المهمة كلها بس كنت متابعكم خطوة بخطوة لغاية يوم العملية غيرنا الميعاد علشان نخدعهم و فعلاً وقعوا في الفخ جوزيف اتجنن لما عرف إننا قبضنا على رجالته و قتل أسمهان في وجودك إنت و جمال و قدامكم بعدها لما لاقيته هيضر.بك اتدخلت و كنت لابس الواقي لاني توقعت إنه هيغدر بالكل مش هيسيب حد و قدر يهرب بعد كده دى كل الحقيقة أنا وقتها أنبت نفسي إني مقدرتش أنقذ أسمهان مش علشانك لأ علشان هي بنت وقتها تخيلت لو عندى أخت ياترى كنت هقدر أتخلى عنها
كأنه كان مغيب طوال السنوات السابقة كان حزين عليها و حرم على نفسه أي فتاة بعدها لكنها قامت بخداعه لكن كيف انخدع فيها طوال مدة عملهما معاً
في الحديقة كانت نور تشعر بالقلق بسبب تأخرهما في الداخل كل هذا الوقت لكن ما جعلها تهدأ قليلاً عدم استماعها لأى شجار بينهما
ـ ماما أنا مش مطمنه فات وقت طويل و هما مع بعض
ابتسمت لها زهرة بهدوء و ضمتها بعد أن استمعت لها تناديها بهذه الكلمة :
ـ إنتي قولتي ماما يا نور
أومأت بموافقة و هي تمسح دموعها بيدها :
ـ أيوه إنتي ماما ياترى هتقبلي أكون بنتك
استمعت زهرة لصوت مرتفع في الداخل لتنظر لها نور بقلق لتتجها معاً لرؤية ما يحدث بعد استماع سفيان للحقيقة كأنه فقد عقله تماماً أصبح يلقي بالأغراض على الأرض بيد واحدة و بدأ يضرب يده المصابه في الحائط لقد عاش في خدعك لسنوات عديدة دلفت نور إلى لداخل هي و زهرة حاول آدم تهدئته لكنه فشل
تحدثت نور بهدوء و هي تنظر ل زهرة :
ـ ماما محتاجة أي مهدأ حالاً
طلبت من الخادمة إحضار علبة الإسعافات الأولية لتجد نور ما تريد طلبت من آدم أن يمسكه بقوة كي تعطيه الإبرة ليبدأ جسده يتراخى ساعده آدم لينام على الأريكة و جلس معه
أردفت زهرة بقلق شديد و هي تنظر ل سفيان :
ـ إيه وصل سفيان للحالة دي يا آدم
أجابها بجدية و هدوء :
ـ سفيان عرف الحقيقة يا ماما
ظلت صامتة ليتحدث آدم بمزاح :
ـ فاجأتيني يا نور إنك قدرتي تتعاملي معاه و هو في الحالة دي
هتفت بجدية شديدة و هي تجلس جوار زهرة :
ـ واضح إنك نسيت إني دكتورة يا حضرة الظابط بعدين لما كنت بتابع حالات في المستشفى كانوا بيوصوا لمرحلة صعبة من شدة الألم تعرف يا آدم الألم النفسي بيكون زيه زي ألم الأورام خاصة لو في مرحلة متأخرة أه كل واحد منهم بيعانى من ألم مختلف لكن إنك تقدر تسيطر على المريض و هو في حالة غضب و انفعال بتكون صعبة بتحتاج فترة علشان تتعلم التعامل معاه لأن أي غلطة كطبيب وقتها إنت هتتحمل المسؤولية لوحدك هو بيعاني من صدمة نفسية واضح إنه ضغط على نفسه كتير الفترة اللي فاتت لما شوفت غضبه و انفعاله عليك في سلوفينيا اتاكدت إنه هيجي وقت يعلن غضبه بالطريقة دي لكن اطمنوا مسألة وقت و هيرجع زي الأول
ظلوا يجلسون معه لتقرر زهرة الاتصال ب زينب كي تخبرها أن سفيان سيظل الليلة مع آدم رغم قلق زينب لكن حاولت زهرة أن تطمئنها عليه .. عاد ناجي في المساء و تفاجأ بسبب حالة المنزل و سفيان ليساعد آدم كي ينقلوه لإحدى الغرف بعد هبوط آدم مرة أخرى أخبرهم بإيجاز سبب انفعال سفيان و غضبه ليصعد كل منهم لغرفته بعد أحداث هذا اليوم المرهقة
❈-❈-❈
كانت سناء تجلس في الحديقة تنتظر فارس برفقة زوجها بعد أن أخبرهم فارس أنه يريد لقائهم لتسمع لصوت رنين هاتفها نظرت له بقلق أشار لها أن تفتح مسجل المحادثة لتجيبه بتوتر بعد ذلك
ـ جوزيف !! ماذا تريد مني الآن أستمع لحديثي جيداً أنا لا أستطيع مساعدتك
أجابها بغضب و هو يتابع هيلين التي تتألم أمامه :
ـ اصمتي و استمعي لحديثي جيداً أعلم أنكِ قمتي بخداعي حين أخبرتيني أن نور ماتت .. هذه المرة أريد مساعدتك و أعدك أن أبتعد عنكِ إن قمتي بمساعدتي و لن أقترب من أسرتك
كانت تستمع لحديثه بتعجب شديد لتجيبه بحذر :
ـ كيف يمكنني مساعدتك لا أفهم ماذا تقصد ؟!
تنهد بضيق و هو يقف في الشرفة :
ـ أريد رؤية نور مرة واحدة هي فقط من تستطيع مساعدتي
تحدثت بسخرية و تهكم :
ـ تريد رؤيتها حتى تقوم بقتـ.ـلها هذه المرة لن أساعدك جوزيف أعتذر لن
أردف بمقاطعة فهو قد يفعل أي شيء هذه المرة :
ـ أنتِ تقيمين في _____ عنوان المنزل هو ____
نظرت لزوجها بصدمة شديدة لا تعلم ماذا تفعل ؟!
ـ أريد رؤية نور و أعدك لن أتعرض لها مطلقاً
ـ أريد أن أعلم سبب تصميمك على مقابلة نور أنا حتى الآن لم أرها
يعلم أن حديثها الأخير صحيح لأنه يراقبهم عن كثب منذ وصولهم لمصر :
ـ هيلين مريضة و لا يوجد  سوى نور التى تستطيع مساعدتها
شعرت أن حديثه هذه المرة ليس خداعًا أو مراوغة لكنها لا تعلم ماذا تفعل ؟!
ليكمل بتنهيدة عميقة و هدوء :
ـ كل ما عليكِ فعله أن تذهبوا لأي مكان معاً في أقرب وقت
ـ حسناً دعني أفكر في الأمر هذه المرة زوجي لن يغفر لي و أنت تعلم ذلك جيداً
ـ لا تقلقي لن يعلم أحد أنكِ تقومين بمساعدتي
أغلق معها الهاتف لتنظر لزوجها بقلق و تفكر فيما حدث بعد فترة وجيزة وصل فارس و أخبرته بما حدث و جعلته يستمع لما دار بينهما من حديث و جلس يفكر في أمر ما لكن عليه الحذر جيداً أخبرهم أن نور عادت لمصر و سيجعلها تلتقي بهم قريباً عليه التحرك سريعاً لإنهاء هذا الأمر
استيقظ سفيان ليجد نفسه في غرفة مختلفه آخر ما يتذكره هو حديث آدم معه بدأ يستعيد وعيه بهدوء ليجد آدم يقف في الشرفة علم أنه مازال في منزل زهرة وقف و اقترب منه لينتبه آدم له
ـ أتمنى تكون بقيت أفضل دلوقتي
أجابه بهدوء شديد و هو يقف جواره :
ـ أنا كويس و آسف علشان انفعلت عليك
نظر له و تحدث بجدية :
ـ أنا لو سكت زمان لأن ده كان أفضل حل وقتها لاني عارف إنك كنت ممكن تغلط أي غلطه تضيع تعب سنة كاملة جوزيف قدر يهرب لكن نجحنا في المهمة .. سفيان فكر في المستقبل ياريت تتجاهل الماضي لأن تفكيرك فيه مش هيعمل حاجة غير إنه يزيد وجعك إحنا لازم ننجح المرة دي في القبض عليه خاصة إنه موجود هنا في مصر
ـ كلامك صحيح لازم أنسى الماضى و هننجح المرة دي في القبض عليه سوا فريق واحد
تحدث آدم بمكر و مراوغة :
ـ أنا مش هكمل معاكم يا سفيان قراري مش هتراجع عنه خلينا أصحاب علشان منخسرش بعض
نظر له بغيظ شديد ليركض آدم من أمامه ليلحق به سفيان لتضحك زهرة بقوة عليهما و نور تفكر في هذا الشخص الغامض بالنسبة لها
أثناء ركضهما وقف آدم خلف ناجي ليهتف سفيان بجدية :
ـ لو سمحت يا بابا ابعد عنه بينا حساب لازم يخلص
أومأ آدم برفض ليتحدث و هو يختبئ خلف زهرة :
ـ أنا ليا حق هنا أكتر منك بعدين مش هغير قراري
أردفت زهرة بتعجب و هي تنظر ل سفيان :
ـ قرار إيه يا سفيان بعدين إيه حكايتكم
تحدث سفيان بغيظ ليقذفه بالوسادة :
ـ عاوز يسيب الفريق و يتنقل قسم تاني
أعادت زهرة النظر ل آدم و قبل أن تتحدث معه أخبرتهم الخادمة بحضور فارس استقبله ناجي في غرفة المكتب بينما في الخارج كانت هناك حالة من الفوضى بسبب آدم و سفيان طلب فارس حضورهما و نور معهما لا تعلم سبب شعورها بالخوف حينها دلفوا معاً و تركهم ناجي كي يتحدثوا
ـ عارف إنكم متفاجأين لكن مفيش وقت خلينا نرتاح كلنا
تحدث آدم بهدوء و هو ينظر له :
ـ إيه الحكاية يا ريس
ـ جوزيف وصل مصر من يومين و معاه هيلين
وقفت نور بعد أن استمعت لاسم جوزيف لتضع يدها على فمها ليحاول فارس تهدئتها
ـ نور للأسف جوزيف المرة دى حياته في إيدك ألبرت بنفسه قرر يتراجع عن اغتيالك مقابل
أردف سفيان بتعجب و استفهام :
ـ أكيد حياتها مقابل الملفات
أومأ فارس برفض ليقف أمام نور :
ـ هيلين مصابه بسرطان المعدة يا نور
تراجعت للخلف بخوف لتصطدم بالباب لتصعد لغرفتها مسرعة متجاهلة نداء زهرة عليها

يتبع

بنت السفير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن