الفصل الثامن
قرر فارس الذهاب لرؤية ناجي البنا للتحدث معه عن نور لأنه لا يستطيع أن يثق في أحد آخر سيلتقي به أولاً ثم يذهب للقاء قصي في الفيلا التي سيقيم فيها لحين انتهاء هذه المهمة ... استقبله ناجي بحفاوة فهما أصدقاء منذ زمن طويل كانوا ثلاثة أصدقاء و بعد موت عثمان الشرقاوي والد نور أصبحا اثنان فقط
ابتسم له بهدوء بعد أن قدمت الخادمة القهوة لهما و غادرت الغرفة :
ـ فات فترة طويلة من آخر لقاء بينا طمني إيه الأخبار
أجابه فارس بهدوء :
ـ اطمن بصراحة أنا محتاج مساعدتك علشان ننقذ حياة نور عثمان الشرقاوي
تفاجأ ناجي بعد أن استمع للاسم ظن أنه تشابه أسماء ليكمل فارس :
ـ أيوه نور بنت عثمان اللي نسيناها بعد موت صاحبنا و محاولناش نعرف أي شيء عنها هي حالياً في خطر
أردف ناجي بجدية و هو يتابع حديث فارس باهتمام شديد :
ـ ممكن توضح أكتر بعدين معلوماتي إن نور دكتورة في روما
تنهد فارس بهدوء و تحدث بجدية :
ـ نور قدرت تكتشف علاج جديد لسرطان المعدة طبعاً لسه في المرحلة الأولى من البحث و المفروض كانت تبدأ تنفيذ المرحلة التانية من فترة وصلت معلومات للسفارة إن حياتها في خطر كنا متابعينها خطوة بخطوة لكن من أسبوع اتعرضت لحادثة و مستنين حالتها تستقر علشان ترجع مصر لكن هترجع بهوية مزيفه لأنهم لو عرفوا مكانها في روما مش هيترددوا إنهم يقتـ.ـلوها المرة دي و على فكرة آدم هو اللي معاها في لندن
تذكر ناجي حديث آدم معه قبل سفره و طلبه منه أن يعود سريعاً لأنه بمثابة ابن حقيقي له و ليس ابن شقيقه فهو و زوجته المسؤولين عنه منذ وفاة والدته و زواج والده من امرأة أخرى :
ـ طيب أنا أكيد مش هتردد لحظه في مساعدتك بس إزاى هقدر أساعدكم
هتف فارس بجدية و هو يراقب ردة فعل صديقه :
ـ إحنا عملنا ل نور هوية جديدة لفترة مؤقتة لغاية المهمة ما تنتهى هيكون اسمها ماريا ناجي البنا
تفاجأ ناجي بعد أن استمع للاسم و ظل عدة دقائق يفكر في الأمر هو لن يستطيع أن يرفض هذا الطلب لكن هل ستقبل زوجته أن تكون والدة لفتاة لفترة مؤقتة يعلم فارس ما يفكر فيه صديقه ليتحدث بهدوء
ـ ممكن أتكلم مع زهرة واثق إنها مش هترفض تساعدنا ناجي مفيش غيرك ممكن يساعدنا مش هقدر أثق في غيرك بصراحة نور بعد رجوعها مصر حياتها هتكون لسه في خطر لأن المطلوب نقبض على الشخص اللي كان مسؤول عن اغتيال والدها و متوقعين رجوعه لمصر علشان يصفيها .. أنا مش طالب موافقتك دلوقتي فكر بهدوء و كمان أتكلم مع زهرة و شوف رأيها و لو رفضت هنشوف حل تاني للأسف مضطر أمشى دلوقتي علشان عندي ميعاد مهم هنتقابل تاني قريب
غادر فارس بعد أن ودعه ناجي و جلس في الحديقة يفكر في الحديث الذى دار بينه و بين فارس هو موافق على هذا الأمر لكن هل ستقبل زوجته تنهد بهدوء .. كانت تراقبه من الداخل لتقرر أن تذهب له و تتحدث معه هذه المرة الأولى التى يرحل فارس دون رؤيتها و التحدث معها لتشعر أن هناك شيئًا ما اقتربت منه و جلست مقابله و كان شارد الذهن قامت بالنداء عليه لم ينتبه لها أتت الخادمة و أحضرت له القهوة التى طلبها منها أثناء مغادرة فارس لينظر لزوجته بهدوء
ـ إنتي هنا من امتى أسف مكنتش مركز معاكي
تنهدت بهدوء و تحدثت بجدية :
ـ إيه الحكاية من وقت ما مشي و إنت مش هنا خالص
قرر أن يخبرها بالأمر فهو لن يستطيع أن يخفى عنها كثيراً في النهاية ستعلم تحدث معها و أخبرها بحديث فارس ليكمل بهدوء :
ـ زهرة أنا مش هجبرك توافقي لأن الموضوع مش بسيط لكن البنت محتاجة لنا و إن مقدرتش أساعدها وقتها مش هقدر أواجهها بعدين و أقولها إن أنا و والدها كنا أصدقاء .. للأسف أنا و فارس غلطنا لما تجاهلنا وجودها اعتمدنا على إنها عايشه في روما و نسينا نسأل عليها أو نعرف عنها أي معلومة أنا مش هقولك عاوز قرارك دلوقتي حالاً لكن فكري بهدوء مش هضغط عليكي في قرارك
غادر و تركها تفكر في حديثه لا تعلم ماذا تفعل هل توافق على الأمر أرادت أن تتحدث مع آدم كي يخبرها بقراره أيضاً لأنها تعلم أن زوجها موافق قررت أن تتحدث معه في المساء لتعود للداخل متجهة لغرفتها فهي لا تريد رؤية أحد الآن
❈-❈-❈
انتبه جون لخوف نور من وجود آدم معها فهي تعلم أن حديثه غير صحيح و لن يستطيع المجادلة معهما الآن لأن الهوية لم تصله
تحدث جون بجدية و هو ينظر ل آدم :
ـ أريد أن نتحدث معاً في الخارج
أومأ بموافقة ليغادرا معاً برفقة طبيب المخ والأعصاب الذي هتف بهدوء :
ـ هي تعاني من فقدان الذاكرة ستظل هكذا فترة ثم ستعود لها لاحقاً كل ما عليكم الآن الاهتمام بها و عدم نقل أى خبر سيء إليها و أريد أن ترى والديها قريباً
هتف آدم بجدية شديدة و حذر لأنه شعر أن جون يشك فيه :
ـ لقد أخبرتكم في السابق أن والدتها مريضة لا تستطيع السفر و والدها مرافق لوالدتها و لا يعلمان شيئاً عن الحادثة حتى الآن .. هي لا تستطيع التعرف علي لأننا لم نلتقِ في السابق لأن والدي كان مقيمًا في بلد آخر و حين عدت كانت هي قد أتت لتدرس في روما
هتف جون بهدوء بعد مغادرة الطبيب :
ـ حسناً أريد رؤية هويتك و هويتها و إلا سأخبر الشرطة في هذه الحالة أنك تستغل حالة المريضة و تريد أذيتها
تحدث آدم بغضب و انفعال :
ـ أخبرتك أنني ابن عمها سأقوم بنقلها لمشفى آخر
وقف جون أمامه و تحدث بتحدي :
ـ لن أسمح لها بمغادرة المستشفى و لن تراها مجدداً سأخبر الأمن أن لا يسمحوا بدخولك لهنا مرة أخرى
تحدثت ملك بهدوء كي لا يزداد الوضع تعقيداً :
ـ نعتذر أيها الطبيب هو فقط يشعر بالقلق عليها خاصة أن والديها ليسا معها
أجابها جون بجدية و تحذير :
ـ لن أسمح له بالدخول إليها إلا إذا أحضر هويتها و هويته أيضاً
وضعت ملك يدها على وجهها بيأس خوفاً من حدوث مشادات بين آدم و جون بحثت عن جمال لكنه اختفى في لحظه أردفت بهدوء و حذر :
ـ هل يمكنني رؤيتها و التحدث معها قليلاً ؟!
أومأ بموافقة سمح لها بالدخول و ظل في الخارج دلفت ملك للغرفة لا تعلم كيف تخبرها أن تساعدهم حتى يغادروا هذه المستشفى كانت نور تبكي بدون صوت هي تريد والديها طالما كانت لا تخشى شيئاً أثناء تواجدهما معها لكن يبدو أن الضغط الشديد الذى تعرضت له لمدة عامين جعلها تدرك أنها وحدها لكن تعرضها لفقدان الذاكرة جعلها تعود للسابق قبيل موت والديها
نظرت لها ملك بشفقة و اقتربت منها تحدثت بهدوء :
ـ أهدى إحنا معاكي مش هنسمح ليهم يقربوا منك
هتفت نور بتعب و ضعف :
ـ إنتي مين و عاوزه مني إيه !! أرجوكي عاوزه بابا و ماما هما ليه مش معايا إزاى أنا لوحدى
لا تعلم كيف تخبرها الحقيقة نظرت لها بهدوء لتغادر الغرفة وقفت أمام آدم و أومأت برفض فهي حقاً لا تستطيع إخبارها
تحدث آدم بجدية شديدة :
ـ مفيش قدامنا غير حل واحد
نظرت له بعدم فهم ليكمل :
ـ نهربها من هنا لأن واضح صعب ترجع الذاكرة ليها دلوقتي و كمان مش هنقدر نقول ليها الحقيقة هتواصل مع الريس و أشوف قراره قبل أى خطوة
أخذت الهاتف منه لينظر لها بتعجب :
ـ آدم للأسف نور لازم تستنى في المستشفى لغاية حالتها ما تتحسن المرة دى المهمة مش سهلة هي للأسف ناسية سنتين من حياتها يعني ممكن تتعب تاني
ـ مفيش قدامنا حل تاني جون شك فيا و أكيد مش هيسمح بخروجها بسهولة
كان فارس في طريقه للقاء قصي و زوجته بعد أن أخبراه أنهم وصلل للفيلا التى سيقيمون فيها مؤقتاً ليجد اتصالًا من آدم ليجيبه بهدوء
ـ طمني إيه الأخبار فيه جديد
تحدث آدم بجدية شديدة :
ـ للأسف يا أفندم الوضع مش في صالحنا نهائي نور فقدت الذاكرة و بتسأل عن والدها و والدتها الدكتور قال إن آخر حاجة فى ذاكرتها اتصالها بوالدها و والدتها يوم الحادثة و مش عارفين نتعامل معاها مفيش حل غير إنها تسيب المستشفى لأن جون شك فيا و منع دخولي ليها
تنهد فارس بهدوء لقد ازداد الأمر تعقيداً فهو لا يستطيع أن يرسل سفيان للمستشفى و أيضاً يجب أن تكمل نور علاجها كي تغادر سريعاً :
ـ الليلة الهوية هتكون عندك تقدمها ل جون لكن بلاش مواجهة بينك و بين نور أعطيني ملك أتكلم معاها
أشار لها لتأخذ الهاتف كي تستمع لحديث فارس باهتمام و تركيز :
ـ مطلوب منك تكوني مع نور طول الوقت و هتبلغيها إن والدها سافر هو و والدتها لندن و مش هيقدروا يرجعوا دلوقتي و أول حالتها الصحية ما تتحسن هتسافر ليهم قوليلها إنك مع المخابرات علشان تطمن ليكي و بهدوء اقنعيها تقول إن آدم ابن عمها علشان نقدر نسفرها لأن فيه تهديدات وصلت أهلها و اضطروا يسافروا فجأة و مستنين إنها تسافر ليهم علشان يرجعوا مصر
أنهى فارس حديثه لتتحدث ملك بجدية :
ـ تمام يا ريس فهمت كلامك اطمن
ـ أى جديد تتواصلي معايا قبل ما تبلغي الشباب لأنهم مندفعين و ممكن يضيعوا كل شيء في لحظه
تفهمت ملك حديث فارس الأخير و طلب منها أن تعطى الهاتف ل آدم مرة أخرى ... أخذ آدم الهاتف منها و ابتعد قليلاً ليتنهد بضيق
ـ معاك يا أفندم
أردف فارس بهدوء و جدية :
ـ آدم حاول تكون هادى لأن العصبية هتضيع كل شيء نور لازم تخرج من المستشفى بهدوء و من غير أي قلق و إلا في الحالة دي هيتم إقصائك من العملية
ليكمل فارس حديثه :
ـ أنا بلغت جمال و ملك بالتطورات خليك بعيد عن جون و إحنا هنتابع الخطوات أول بأول
هتف آدم بهدوء بعد أن أخبره فارس بالتغييرات التى ستحدث معهم :
ـ تمام يا أفندم اطمن هكون حذر الفترة دي
أغلق معه الهاتف و جلس يفكر في حديث فارس له بهدوء شديد
❈-❈-❈
وصل قصي و زوجته و شهد للقاهرة و كان في استقبالهم أحد الأشخاص أنهى لهم إجراءات السفر ليتجهوا معه بعد ذلك لمنزل في أحد الأحياء الهادئة بعيداً عن الازدحام صعدت شهد كي ترتاح قليلاً في إحدى الغرف لأنها مازالت تشعر بالألم منذ حدوث الحادثة معها .. كانت سناء تشعر بالقلق خاصة من ردة فعل زوجها بعد علمه بالحقيقة التي تخفيها عنه وصل فارس و رحب بهم
ـ مساء الخير نورتوا مصر .. أنا العقيد فارس رشدي من المخابرات العامة المصرية مسؤول عن ملف قضية نور من أول ما وصلتنا المعلومات عن تهديدها بالقتـ.ـل عارف إنكم حاسين بالقلق و الخوف لكن أحب أطمنكم إنكم هنا في أمان و مفيش أي شخص ممكن يتعرض لكم
استمعت سناء ل رنين هاتفها لينظر لها قصي بتعجب لأن الخطوط الهاتفية الموجودة معهم يجب أن تتوقف أثناء دخولهم الحدود المصرية نظرت لهما بتوتر و ما زاد توترها رؤيتها لاسم المتصل
أردف فارس بهدوء شديد و هو ينظر لها :
ـ ردي على جوزريف و إلا هيقلق و يشك فيكي لأنه فيه أشخاص كانوا بيراقبوكم من وقت ركبوكم للطيارة لغاية وصولكم للفيلا
هتف قصي بعدم فهم و تعجب :
ـ هي إيه الحكاية أنا مش فاهم حاجه
تنهد فارس بهدوء ليجيبه :
ـ المدام كانت شغاله معانا من وقت حادثة اغتـ.ـال والد نور و والدتها
أشار لها كي تجيب جوزيف كي لا يشك فيها فتحت مكبر الصوت لتجيبه بتوتر :
ـ إنت اتجننت ليه بتتصل دلوقتي كده هيشكوا فيا و وقتها مش هقدر أعرف نور موجودة فين
تحدث بغضب شديد و تهكم :
ـ غير مسموح لك بالتحدث معي بهذه الطريقة إن أردتي أن تظل ابنتك على قيد الحياة معك حتى الغد و تخبريني أين توجد نور ؟!
و أي هروب أو مراوغة أقسم ستكون العواقب وخيمة
أغلق الهاتف و نظرت ل فارس بخوف شديد من تهديده لها لكن كان قصي في عالم أخر :
ـ بكره هيكلمك قوليله إنها ماتت بسبب الحادثة و إن زوجك رفض يبلغكم في روما بسبب حالة شهد
كانت شهد تقف على السلم لتسمع حديثه الأخير لتطلق صرخة مدوية و تسقط مغشياً عليهايتبع
أنت تقرأ
بنت السفير
Misterio / Suspensoمقدمة مرت بتجارب عديدة لتفقد والديها في حادث غريب و ظلت تكمل عملها في الخارج إلى أن استطاعت التوصل لشيء يغير العالم لتصبح بعد ذلك محط أنظار الجميع بسبب ذكائها و تفوقها الذي شهد به جميع من يعمل معها لتبدأ مرحلة مختلفة من حياتها بعد تعرضها لبعض المخا...