الفصل الأول.

756 60 3
                                    

𝐌𝐚𝐠𝐝𝐚
_______

1 نوفمبر - المكسيك.

الجليد تحت قدمي يشبهني تمامًا: باردًا، صلبًا، لا يعرف الرحمة. وقفت على حافة الساحة، أراقب الفراغ الذي يمتد أمامي، وكأنني على حدود عالم آخر. انعكس الضوء الخافت الصادر من الشموع المحيطة على سطح الجليد اللامع، ليبدو وكأنه بحر ساكن، يخفي في أعماقه خطرًا مميتًا. رائحة الزهور الميتة التي جُلبت لتكريم الموتى لم تكن إلا تذكيرًا بضعف البشر وهشاشتهم. الموت الذي أعرفه كان مختلفًا... صامتًا، باردًا، وقاسيًا، لا يترك وراءه أي أثر.

الجماهير حولي، كانوا كظلال بعيدة. لا يثيرون في نفسي أي شعور، سوى اللامبالاة المعتادة. كانوا ينتظرون، يترقبون بحذر ما ستفعله "متزلجة الموت"، غير مدركين أن ما يشاهدونه ليس مجرد عرض جليدي جميل. هم يرون تناغمًا وحركات انسيابية، لكنهم لا يعلمون أن كل خطوة على هذا الجليد تحمل في طياتها نذيرًا للخراب. كل انعطافة، كل انزلاق كان مشبعًا بطاقة خفية تدفع نحو الدمار.

لسع الهواء البارد بشرتي، لكن ذلك البرد لم يصل إلى عمقي، لأن البرد الحقيقي كان في داخلي. برد أشد قسوة مما قد يشعرون به. الموسيقى ستبدأ قريبًا، لم أكن بحاجة لها لأدخل في حالة تركيز. منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي الجليد، كنت كآلة مبرمجة، الحركات محفورة في ذاكرتي وجسدي. كل خطوة، كل انزلاق.

الأضواء الخافتة زينت المكان وكأنهم يحتفلون بالموت، كصديق ودود. أما بالنسبة لي، فقد كان الموت عدوًا قديمًا، لكنه أليف، يسكن في داخلي ويتنفس في صدري. لا أحتاج للاحتفال به، لأنني كنت جزءًا منه، جزءًا لا يتجزأ.

تك... تك... تك...

صوت شفرة حذائي يخترق الصمت، يقطع الهواء بحدة على سطح الجليد اللامع. ألقيت نظرة سريعة على ملابسي، فستاني البنفسجي المتلألئ يعكس الضوء الخافت من الشموع المحيطة. في لحظة، تسلطت الأضواء كلها عليّ، لتبرز الفستان وكأنني كائن من عالم آخر، مشعّ وسط ظلام خافت.

عقدت حاجبي للحظة، فالضوء كان ساطعًا بشكل مزعج، لكنني تحملته. التصفيق بدأ يتردد في المكان، لكنه لم يكن تصفيقًا عاديًا. كان تصفيقًا مترددًا، مشوبًا بالخوف، يشعرون بأنهم قد يكونون الضحايا التاليين لهذه الليلة.

ابتسمت لهم، ابتسامة واسعة كشفت فيها عن أسناني كلها، ثم انحنيت بخفة. الألم الذي يضغط على رأسي لم يكن يُحتمل. شعري كان ملفوفًا بدقة في كعكة ضيقة تشد رأسي، كل شيء في حياتي يقيدني.

كل شيء يقيدني...

حركت قدمي، وصوت شفرة الحذاء على الجليد أصبح أعلى وأوضح. بدا كل شيء مكشوفًا أمام الكاميرات التي تتابعني. وجهي تحت مرمى عدساتهم، وعيناي تؤلماني من قوة الأضواء. أنزلت يدي ببطء، وعندها رأيتهم...

البلاك ثورن... كانوا هناك.

إخوتي... غير الأشقاء.

حُكام العالم، حتى في وضح النهار.

ثلاثة، ظهروا بكل عظمتهم هذه الليلة.

إكزيوس، زاريك، خوان... إيفاندر بلاك ثورن.

ابتسامة خاطفة أرسلتها لهم من فوق الجليد. الأكبر، إكزيوس، رفع كأس الويسكي بحركة هادئة تحيةً لي، لم تكن مجرد إشارة، بل رسالة سرية موجهة إليّ وحدي. زاريك؟ ظل صامتًا، جامدًا كالصخر، عينيه ثابتة عليّ، لا يُظهر أي تعبير. أما خوان، فكانت ابتسامته الصغيرة الباردة تكفي لتسري قشعريرة في جسدي.

وقفوا هناك، ثلاثة من أقوى رجال هذا العالم، كأنهم أسياد الجحيم، محملين بالفساد والدمار. حضورهم كالعاصفة، يجتاح المكان بجو مشحون بالرهبة، حتى الهواء نفسه بات أثقل وأبرد.

كل الأنظار، كل الأضواء، كانت موجهة إليهم... وإليّ.

اليوم الموعود.

عيد الموتى، بالنسبة لهم، ليس مجرد احتفال عادي. بل كان إعلانًا، إعلانًا عن حكمهم على هذا العالم. ظهورهم في هذا اليوم لم يكن لتكريم الراحلين، بل لإحياء كوابيس هذا العالم من جديد. لم يكونوا مجرد حكام، بل شياطين خرجت من أعماق الظلام لتعلن عن بداية عهد جديد.

الموسيقى بدأت تعزف. العَرض بدأ.

بين الموتى والأحياء... نحن الأسياد.


















..The Rogue Club..
















⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘⫘

مرحبًااا، كيف حالكن. 💕🥺

إشتقت و ما تحملت لا نزلها.

فكرت بالأول أكتب القليل من الفصول، لكن لا. أردت أن أنزلها أولًا، ثم الباقي سهل.

رأيكم بالبداية بالمناسبةة!!

جمعت بهذه الرواية كل الغموض و الجنون الذي قد تشهدونه.. هيهيهيهي🫣😵‍💫

أتمنى أن تنال أعجابكم.

أعرف انها ستفعل.💀❗️

يلا نبدأ.. 🫣🔥🔥🔥

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن