الفصل الثاني.

463 38 2
                                    

𝐍𝐢𝐤𝐨𝐥𝐚
_______

عُدت إلى فرنسا بعد عطلة الصيف التي قضيتها مع التايدرز. كانت الأجواء هادئة، والأيام مشبعة بالذكريات التي جعلتني أشتاق لتلك الأوقات التي جمعتنا في نيويورك. لم يكن القرار بالسفر إلى هناك فكرة سيئة من أكسيل. كان جيدًا أن نعود إلى ذلك المكان، حيث كان مجمعنا القديم، أنا و أعضاء Tidal Shadows، نعيش وننفذ المهام التي كانت تُسند إلينا بأمر من المنظمة.

لكن الآن، بعد أن انتهى كل شيء وتفرقت السبل، عدت وحدي إلى فرنسا، موطني الأصلي، لأبدأ هنا بداية جديدة. على عكس صديقتي تشان، التي تعشق السفر واكتشاف الثقافات المختلفة، كنت أبحث فقط عن الهدوء. لست بحاجة إلى حياة مليئة بالمغامرات بقدر ما كنت بحاجة إلى لحظات من السكون والطمأنينة في مكان يعرفني.

قضينا وقتًا طويلًا وممتعًا في نيويورك، وهذا يكفي. شعرت بالسعادة لأجل أكسيل، فهو يستحق أن يواصل حياته وأن يبني عائلته. بعد كل تلك الصعوبات والمعاناة التي مر بها، هو وأستريا معًا، من الجميل رؤيتهما يصلان إلى هذه النهاية السعيدة.

رأيت جانبًا من أكسيل لم أكن قد لاحظته من قبل. بدا أكثر لطفًا وهدوءًا، وربما أكثر نضجًا. ربما الأمر يتعلق بنيريسا الصغيرة، التي أصبحت جزءًا منهما. رؤيته وهو يبتسم بصدق، يحتضن أسرته الصغيرة. 

شعرت بالغيرة، نعم، تلك الغيرة التي لا أستطيع إنكارها.

لطالما رغبت في شيء مشابه، لكنني كنت الشخص الذي قرر التخلي عن تلك الحياة. اخترت الانسحاب والابتعاد، و هذه هي الطريقة الوحيدة التي بدت منطقية بالنسبة لي، وله ولابننا.

دخلت شقتي، ووضعت حقيبتي ذات العجلات جانبًا. المكان كان كما تركته. يحتاج إلى تنظيف طويل. تنهدت، وألقيت بنفسي على السرير، الجو مظلم خلف النافذة الكبيرة التي تطل على المدينة. ماذا الآن؟ أموالي من شظايا فولسيم إنترناشيونال لن تدوم طويلًا. كان عليّ التفكير في شيء ما... وظيفة، ربما؟ لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا أملك شهادات، وليس لدي مهارات سوى القتل.

هل أعود إلى القتل؟ هل أعود إلى فولسيم إنترناشيونال؟ أم أبدأ عملي الخاص؟

وضعت يدي على وجهي، "اللعنة عليكِ، نيكولا"، همست بصوت منخفض وأنا أتناول سيجارة من العلبة في جيبي. أشعلتها واستنشقت الدخان بعمق. جلست في الظلام، أنظر إلى الفراغ.

"ما خطبي؟" همست وأنا أضرب فروة رأسي بخفة، أحاول أن أستعيد السيطرة على أفكاري. "قلت إنني يجب أن أبتعد عن الماضي. أبتعد عن القتل!"

هذا ما قلته لنفسي مرارًا، لكن يبدو أنني لم أتمكن من الهروب. كلما حاولت، شعرت وكأن شيئًا ما يشدني إلى الوراء، إلى تلك الحياة التي لطالما أردت الهروب منها. بدأت أفهم الآن معاناة أكسيل عندما قال لي إنه لا يستطيع التخلي عن القتل، وكأن الدماء أصبحت جزءًا منه، وكأن القتل يجري في عروقه ولا يمكنه التخلص منه.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن