الفصل الثالث.

204 13 0
                                    

𝐄𝐱𝐢𝐨𝐬
______

الخامسة صباحًا.

الجو البارد يلف السيارة، وصوت قطرات المطر يكاد يغمر أذنيّ. بين شفتاي سيجارة، أستنشقها بعمق ثم أزفر الدخان بهدوء، تاركًا رأسي يستريح على المقعد الخلفي. المطر مستمر في طرق النوافذ، كأنه يعزف لحنًا ثابتًا.

مرّ شهران كاملان منذ ظهورنا العلني أمام العالم كحكام لنادي The Rogue Club. أتذكر تلك الضجة جيدًا، كيف خرجت بعض الجماهير المكسيكية في تظاهرات مطالبة بإسقاط النادي. لكن من يجرؤ على تحدينا؟ نحن الحكام، ليس فقط في المكسيك، بل في العديد من الدول. عملنا لسنوات لن يذهب هباءً.

السبب الذي دفعنا للظهور هو رغبتنا في إزالة شوكة فولسيم انترناشيونال من طريق النادي. بعد وفاة والدي كلارك وزوجته سارة، سقطت المنظمة تحت سيطرة لوكا فيترون، عضو سابق في الساكرا كورونا يونيتا، بالتعاون مع زوجته و أختنا زوي. حصلت مناوشات طويلة بيننا. الاتفاق كان واضحًا: إما أن يحافظ كل طرف على حدوده، أو تحدث الحرب. فولسيم سيطرت على أمريكا الشمالية، ونحن سيطرنا على الجنوبية.

لكن لو حدثت أي مشكلة، ولو صغيرة، سيكون الخراب حتميًا. ليست المشكلة مع زوي، فهي أختي ولن أسمح لأحد بإيذاء ابنة دمنا. المشكلة مع لوكا. ربما؟ ليس لأنني نصف روسي وهو إيطالي، بل لأننا نشبه بعضنا في التفكير، وهذا ما يجعل الأمر خطيرًا. وجود شخصين بنفس العقلية قد يكون كارثيًا.

لكن طالما أن زوي بيننا، سأحاول تجاهله قدر الإمكان. رغم ذلك، لن أنسى "معروفه" في التخلص من سارة وكلارك. كانت صدفة مُذهلة، وأقمت احتفالًا ضخمًا في النادي لهذه المُناسبة.

صحيح أن كلارك والدي لكنه عاهِر و حقير، شعرت بالارتياح حين رحل. كان شخصًا ماكِرا لدرجة الإشمئزاز، مهتمًا بالمال والنفوذ فقط، هو وزوجته التي تصغرني سنًا. ضغطت عيناي معًا عندما عادت لي تلك الذِكرى. قبضتي تشدّت فوق فخذي بينما عيني تقع على الخاتم الذي يتشاركه جميع أعضاء النادي.

Le Sombra

أو "الظل"، المزيّن بحجر الجرين جارنيت النادر. اخترت هذا الحجر لأن قلة من الناس و الأثرياء فقط يمتلكونه عالميًا.

أمامه كان هناك خاتم آخر، بسيط، فضي، وجميل. نفس الخاتم الذي وضعته في إصبعي عندما أصبحت زوجتي رسميًا، أتذكر جيدًا كيف كانت ترتدي فستانًا أبيض أنيقًا، شعرها الأسود الطويل ينسدل بانسيابية على ظهرها، تبتسم بمُكر وهي تضع الخاتم في إصبعي. في لحظة أخرى، خلعت الخاتم الذي أعطيتها إياه، وضعته في يدي وخرجت مسرعة، تاركة كل شيء خلفها.

تلك النظرة التي وجهتها لي، مليئة بالكراهية والحزن. كيف بدت مكسورة بسببي، أعلم أنني السبب، أنني كنت من أذاها. أعترف بذلك، وأعترف بخطئي.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن