الفصل السابع.

86 11 1
                                    

𝐓𝐞𝐫𝐞𝐬𝐚
________


صوت قرع الصحون والملاعق كان يسيطر على المكان تمامًا، الحديث على طاولة الطعام يُعتبر نوعًا من قلة الأدب، فالجميع ينصت لصوت الطعام فقط. تناولت قطعة الخبز أمامي ونظرت للأسفل حيث كانت قطتي، فيفي، تجلس في حضني، تراقبني بعيونها الفضولية وكأنها تتوقع مني أن أشاركها بعضًا من الخبز. لم أتمالك نفسي من الابتسام على لطافتها، وقرّبت قطعة صغيرة من الخبز نحو فمها. تناولتها بهدوء، ثم نظرت إليَّ وأصدرت مواءً رقيقًا، كأنها تشكرني. انحنيت وقبلت جبينها، محاصرة وجهها بين يدي.

"أرجوكِ، ضعيها جانبًا وتناولي طعامك مثل الناس" قالت أختي، فاليريا، التي تجلس مقابلي وتنظر لي ولـفيفي بنظرة اشمئزاز. ورغم أنها لا تملك حساسية تجاه القطط أو مشكلة حقيقية معها، إلا أن التقزز كان سمة دائمة لها.

في رأيي، من العاقل الذي يكره القطط؟ إنها كائنات لطيفة ورقيقة، وقد خصصت جزءًا كبيرًا من أموالي لدعم جمعيات رعاية الحيوانات المشردة. معظم المال الذي أجنيه ينتهي في حسابات هذه الجمعيات، لأنني أؤمن بشدة أن هذه الحيوانات تستحق أن تعيش بكرامة وتستمتع بالحياة مثلنا تمامًا. عندما كنت طفلة، كنت أتخيل أن للحيوانات عالمًا خاصًا بها، عالماً سريًا يهاجر منه بعضهم إلى عالمنا. وعندما أخبرتني أمي أن هذه الفكرة محض خيال، مثلما قالت عن سانتا، شعرت بحزن عميق. عرفت حينها أن الهدايا كانت من الخادمة وليس من "سانتا". بكيت لأسبوع كامل وأغلقت باب غرفتي على نفسي، مكتئبة.

عندما لاحظ والدي حزني، أحضر لي فيفي. كانت صغيرة بحجم كفي، واليوم، أصبحت كبيرة ومدللة كطفلتي الحقيقية.

فيفي رفعت عينيها نحو فاليريا بنظرة تبدو وكأنها تفهم تمامًا ما قالته، ضحكت داخليًا بينما حملتها من حجري، ووضعت لها طعام القطط الذي كنت قد حضّرته مسبقًا في حقيبتي.

أخذت نفسًا عميقًا وزفرته ببطء، بدأت أتحسس توترًا خفيفًا يسيطر علي. لقد نسيت رذاذ الربو في منزلنا، وإذا اكتشف والدي هذا، لن يمرر الأمر دون توبيخ. أعلم أنني أحيانًا ما أهمل بعض الأشياء، لكن لم يجدر بي تركه في المنزل وسط كل الملابس ومستحضرات التجميل وألبسة فيفي التي اصطحبتها معي.

مسحت جبيني بيدي. وعندما رفعت رأسي، التقت عيناي بذلك الشاب الذي يجلس بجانب خوان. رمشت مرتين قبل أن أعدل جلستي؛ يبتسم لي بتلك الابتسامة البلهاء التي لا أحبها. لم أرغب في جرح مشاعره بتجاهله، لذا بادلته الابتسامة على مضض، ثم عدت لتناول قطعة التوست التي أمامي.

لم تكد تمر ثوانٍ حتى قاطع والدي لحظتي القصيرة. وكما تعلمنا منذ الصغر، عندما يبدأ أبي الحديث، فإن الجميع يستمع بانتباه، فهذا جزء من تقاليد النادي. علينا وضع كل شيء جانبًا عندما يتحدث الأكبر بيننا. و بما أن الأم الكبرى، كلاودين، كانت قد غادرت مبكرًا، إلا أن والدي، بصفته أكبر الأعضاء الحاضرين سنًا، أخذ دور القيادة.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن