الفصل الخامس.

143 14 2
                                    

𝐙𝐚𝐫𝐞𝐤
_______


"هل أنتهيتِ منه؟" سؤالي جاء هادئًا، رغم أن ماغدا استدارت نحوي بسرعة وكأنها قد شاهدت شبحًا، قفزت في مكانها بفزع. نظراتها مليئة بالدهشة، ولأول مرة، رأيتها تتلعثم.


"لقد أخفتني!" قالت بنبرة سريعة وهي تعقد حاجبيها بامتعاض، بحركة سريعة أمسكَت حقيبتها وارتدتها، بينما السيد تيوبورن لا يزال بين يديها.

ابتعدت عن الجدار الذي كنت أتكىء عليه، أخذت نفسًا عميقًا من السيجارة التي تحترق بين أصابعي، ثم نفخت الدخان بعيدًا عن وجهها. عيناي جالت على مظهرها؛ ملابسها، وجهها المُلطخ بالدماء. كل شيء كان يشير إلى الفوضى الأخرى التي أحدثتها الليلة.

رفعت نظارتي بإصبعي ونظرت لها بتمعن. "هل قتلته؟"

"هذا ما يستحقه." قالتها بثبات وهي تقف باعتدال، ضامةً ذراعيها إلى صدرها. كانت ابتسامتي صغيرة، شبه مخفية، حتى لا تلاحظ. الجو كان قارصًا، الثلوج المتبقية تغطي الأعشاب منذ ساعات الصباح الأولى. ومع ذلك، ترتدي ملابس خفيفة، دون أي اعتبار للبرد القاسي.

لطالما كانت ماغدا متهورة، منذ صغرها. كنت دومًا ألحق بها وأجلب لها الثياب الثقيلة التي ترفض ارتداءها. أما الآن، الأمر بات أصعب؛ فقد كبرت، ومعها كبر العناد الذي تثيره.

خلعت السترة التي كنت أرتديها، والسيجارة لا تزال بين شفتي، ثم اقتربت منها ووضعتها على كتفيها. رفعت نظرها إلي للحظة خاطفة، وكأنها تقرأ شيئًا ما في ملامحي.

نظرت لوجهها عن قرب، ثم قلت ببرود: "اجلسي."

رفعت حاجبًا ساخرًا. "أجلس؟ أين؟"

أشرت بعيني نحو سيارتي السوداء، Bugatti Chiron. نظرت إليها لحظة، ثم جلست بحذر على مقدمتها. اقتربت منها، وانحنيت نحو قدميها. أخرجت منديلًا من جيبي وبدأت بمسح الدماء التي لطخت جلدها الناعم. نظراتها بقيت ثابتة عليّ.

ثم فجأة، شعرت بأن السيجارة قد اختفت من بين شفتي. رفعت نظري بهدوء لأراها تستنشق الدخان حيث كانت شفتاي تلامس السيجارة.

شفتاي، أنا...

"بالمناسبة، شكرًا." قالتها وهي تتابع التحديق بي.

"شكرًا على ماذا؟" سألتها وأنا أستمر بمسح بقع الدماء.

"لإخباري عن فعلته."

كنت أنا من أخبرها، بالطبع. لن أدعها تخوض شيء أو حدث ما دون أي احتياط. أخذت تسجيلات الكاميرات، وأعدت المشاهد إلى اللحظة التي وضع فيها المدرب الجديد شيئًا مريبًا في غرفة التبديل. عندما انتهت من ارتداء ثيابها، أرسلت لها الرسالة التي حوّلته إلى الضحية التالية على قائمتها.


"لا بأس..." رفعت نفسي هذه المرة، ومع ذلك، فور أن فعلت، بدأت ماغدا تنفخ الدخان في المسافة الضيقة بيننا. قضمت شفتي الداخلية، رفعت عيني نحو وجهها، حيث تقابلت نظراتها الخضراء الداكنة بنظراتي.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن