الفصل التَاسع.

157 25 2
                                    

𝐄𝐱𝐢𝐨𝐬
______

قبل 10 سنوات

شعرت أنني فقدتها.

استيقظت على ألم عميق يخترق كتفي كالصاعقة. عجزت عن تحريك ذراعي بالطريقة المعتادة، مما أجبرني على الجلوس بتثاقل على السرير لتفقد الأمر. وفي تلك اللحظة، دوى صوت في رأسي كأنه صداع ضاغط، صوت يذكرني بالطلقة النارية التي اخترقتني بالأمس.

لم أتمكن من فهم ما جرى لي حينها. خدر غريب تملكني، وكأنهم قاموا بتخديري أثناء استخراج الرصاصة من كتفي. كنت في المستشفى، وها هي باقة الورد تسقط من يدي عندما حاولت النهوض.

الارتباك سيطر عليّ. لم أتوقع منها هذا التصرف… الألم الذي شعرت به من الطلقة لم يكن شيئاً مقارنةً بألم رؤية ضعفها، مجروحة، فاقدة لآمال كثيرة.

لكن من أنا لألومها؟

تركت ابنها من أجلي. رأته يتشكل بداخلها، شعرت بوجوده. رأيتها مرارًا تتحدث إليه في غرفتها، تخبره بأنه "صديقها المفضل"، وفي أحيان أخرى، كانت دموعها تنساب بسبب تلك الهرمونات اللعينة، وليس لأنها أرادت البكاء. تعرف أنها لن تراه يكبر… عندما تتركه.

لم نكن متفقين من البداية. لم أعدها حتى. كانت تدرك أن الانضمام لعائلتنا هو جحيم بحد ذاته، هِبة مشؤومة. البداية كانت سيئة إلى حد أن أبسط الأمور كانت تشعل بيننا الخلافات؛ كنت أشعر أحيانًا أنني أتعامل مع طفلة.

لكنني، شيئًا فشيئًا، رأيت جانبًا آخر من نيكولا. الوجه الحقيقي. تلك الفتاة التي تعشق التوت، التي تنام في الردهة حتى في الطقس البارد، تتأثر بالمسلسلات مثل أي فتاة، وتهتم بالتفاصيل الصغيرة التي تجعلني أكتشف كيف تعرف عني أكثر مما توقعت.

في البداية كانت زوجة، لكن تدريجيًا… أصبحت صديقة. لن أقول حبيبة، لأننا لم نتبادل أي ود حميم تقريبًا.

خلال أول شهر من زواجنا، بدأت علاقتنا تنمو، بدأت نيكولا تُظهر شفافية نادرة. تحكي لي عن آخر المسلسلات، وعن الدراما المتصاعدة فيها. لم أهتم بما تقوله بقدر ما كنت أراقب شفتَيها وهي تتحدث بحماس، والطاقة التي تملأها.

كل هذه التفاصيل… عشقتها فيها.

أصبحت أصطحبها إلى حدائق التوت لنستمتع بتناول التوت الطازج، المقطوف للتو. كان ذلك أول موعد لنا كزوجين… مزرعة لرجل أعمال أعرفه، حيث اتسعت أعينها بفرح طفولي وسط الحقول.

في تلك اللحظة، رأيت نيكولا كما لم أرها من قبل. اكتشفت حقيقتها… ووقعت في حبها، قبل أن يأتي ما غير كل شيء.

"إكزيوس." صوت امرأة قادم من الباب. رفعت رأسي لأجدها أمامي: شعر أشقر يصل إلى كتفيها، ابتسامة باردة، مرتدية ثوبًا رسميًا أحمر. كانت تقترب بثبات بكعبها العالي.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن