الفصل الرابع.

158 14 2
                                    

𝐌𝐚𝐠𝐝𝐚
_______

"صباح الخير مشاهدينا الأعزاء، ومرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الصباحي. اليوم لدينا ضيف مميز جدًا، السيد أبراهام لوبير، المدرب السابق في ميدان التزلج على الجليد، والذي سنناقش معه اليوم واحدة من أكثر المتزلجات غموضًا على الساحة: ماغدا دي أس. نعلم جميعًا أن هذا المساء سيشهد عرضًا طال انتظاره منها، ولكن بصراحة، هناك شيء غريب يحيط بها. ما الذي يجعل ماغدا مختلفة إلى هذا الحد عن باقي المتزلجين، سيد أبراهام؟" سألت المُذيعة وهي توجه نظرها نحو الرجل الجالس بجانبها.

أبراهام، بوجهه الهادئ الذي يظهر على الشاشة بجانب اسمه، تأمل قليلاً قبل أن يجيب، "صباح الخير. نعم، ماغدا حالة خاصة جدًا. الجميع يتحدث عن مهارتها واحترافيتها، ولكن القصة أعمق بكثير من ذلك. هناك شيء آخر تمامًا، شيء لا يمكن تفسيره بسهولة. عندما تلمس الجليد، لا تبدو مجرد متزلجة، بل كأنها كيان يتماهى مع الجليد. تحكمها في كل حركة، في كل تفصيلة، ليس طبيعيًا... وكأن الجليد ذاته يخضع لها."

المذيعة رفعت حاجبيها، مستغربةً من وصفه، "هل تقصد أن الأمر يتجاوز مجرد المهارة؟ هناك من يصف أداءها بأنه بارد، لكنه يحمل غموضًا لا مثيل له. وكأنها تنفصل عن الواقع أثناء التزلج. هل تظن أن هذا هو سرها؟"

ابتسم أبراهام قليلاً، قبل أن يكمل: "ربما. لم ألتقِ بأي متزلجة تملك هذا الاتصال العميق بالجليد. وكأن هناك لغة غير مرئية بينهما، لغة لا يستطيع أحد فهمها. البعض يقول إنها تحاول إيصال شيء... شيء لا يمكن للكلمات أن تترجمه. ولهذا، لا أحد يستطيع أن يفهم حقًا ما يدور في رأسها أثناء الأداء. كل ما نعرفه هو أننا لا نقدر على تحويل نظرنا عنها."

المذيعة نظرت بفضول متزايد، "أجل، وكأنها قطعة من لغز لم يُحل بعد. الليلة سنتابع أدائها جميعًا، لكن لا يسعني إلا الشعور بأنها تعيش في عالم آخر بينما تتزلج. شكرًا لك، سيد أبراهام، على وجودك معنا اليوم. نتطلع جميعًا لرؤية العرض الليلة."

"الشكر لكِ..." صوت الرجل على التلفاز انقطع فجأة بينما أطفأت الجهاز قبل أن يُكمل جملته. وقفت بهدوء وسرعة، اتجهت نحو حقيبة ظهري، وبدأت أضع فيها المعدات التي أحتاجها للأداء الليلة. هاتفي، الشاحن، زوج أحذيتي ذو الشفرات الحادة، والفستان الأسود الذي سأرتديه، لكن الأهم من كل ذلك، أخذت صديقي العزيز، تيوبورن، الأرنب البنفسجي المحشو الذي رافقني منذ الطفولة. كان دائمًا نذيري للحظ في كل عرض.

انحنيت لارتداء حذائي الرياضي، ثم اقتربت من المرآة. شعري البنفسجي انسدل بحرية على كتفيّ. لا أذكر متى آخر مرة صبغته، لكن من الواضح أن شعري قد اعتاد على الصباغة لدرجة أن جذوره تنمو بنفسجية دون جهد. لم أضع أي لمسة من الماكياج؛ فأنا أحصل على ما يكفي منه في كل عرض. لم يكن هناك داعٍ له الآن.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن