الفصل العَاشر.

185 25 3
                                    

𝐍𝐢𝐤𝐨𝐥𝐚
_______


"معتوه! معتوه حقيقي!" همست في نفسي وانا أفرك سترتي بمنديل مبلل، غاضبة من نفسي لأني لطختها دون أن أنتبه. قطعة الكرواسان انزلقت من يدي عند جلوسه المفاجئ أمامي، فسقطت بفتات زبدها على سترتي الأنيقة. تنهدت بملل، وأسندت رأسي للخلف محاولة تجاهل الفوضى التي خلفتها.

"ما الذي قلته؟" صاح سائق الأجرة، صوته المتعجرف يزعجني أكثر. كان رجلًا مسنًا، يعتمر نظارات ويراقب الطريق بعناء وكأنه يخوض معركة مع المقود بين يديه. ها نحن في ورطة أخرى.

"لم أقل شيئًا، سيدي." قلت بصوت عالٍ على أمل أن يسمعني، فقد لاحظت جهاز السمع الصغير الذي يتشبث بأذنه اليسرى ويكاد يصرخ طلبًا للمساعدة.

"الفطائر؟" سأل بعقد حاجبيه، وكاد يرفع عينيه نحوي تاركًا الطريق تمامًا.

تأوهت باستياء، ووضعت يدي على جبيني بيأس. "سحقًا..." رفعت نفسي نحو الأمام واقتربت منه، "المطار! أريدك أن توصلني إلى المطار هناك!" صرخت ملوحة بيدي باتجاه المطار الشاهق في الأفق، تزامنًا مع صوت طائرة تهدر في السماء فوقنا.

أومأ أخيرًا متفهمًا، فأخذت شهيقًا عميقًا وزفرته براحة. أرجو فقط ألا ينتهي بنا المطاف في حادث كارثي. شعرت ببعض الهدوء يغمرني، لكن عقلي كان لا يزال يحوم إكزيوس الذي يصر أن يأخذني إلى ذلك الجحيم مجددًا. مستحيل حتى على جثتي. تحملت من هذا الرجل ما يكفي، ولن أتحمل أكثر، وقطعًا لست مستعدة لمواجهة أي منهم... بالتحديد ليوبولد.

فركت شعري بأصابع مرتجفة، ثم أمسكت بهاتفي وأرسلت رسالة سريعة لأكسيل:

أنا: أنا عائدة إلى نيويورك، سأكون هناك بحلول الغد.

وضعت الهاتف جانبًا وحاولت إبعاد كل الأفكار عن رأسي. أكزيوس، المكسيك، كل شيء. لم يكن عليّ السفر إلى فرنسا من الأساس. نيويورك والمجمع هما الملاذ الوحيد لي، حتى فكرة سرقة القلادة كانت غباءً فاحشًا. سيقتلني أكسيل عندما يعرف بما ورطت نفسي به... ولن ألومه. لو كنت فقط استشرته أو طلبت مساعدته، حتى من بعيد.

والآن، ها أنا غارقة في ورطتين بدلاً من واحدة: أكزيوس والأخبار التي تنشر صوري في كل مكان على أنني "كلير".

نظرت إلى الأخبار على هاتفي، وظهرت كلير على الشاشة تتحدث. ادعت المسكينة أنها لم تستوعب ما حصل لها، وأكاد أجزم أنها صدقت نفسها فعلًا. لم تذكر حتى أنني من أفقدها وعيها.

"يبدو أن العمدة قد جاء." نطق السائق بصوت متثاقل، فنظرت إليه بذهول يتصاعد في داخلي.

"ماذا تعني؟"

رفع إصبعه وأشار إلى المرآة العاكسة خلفية السيارة. نظرت بسرعة، وبمجرد أن أدركت المشهد خلفنا، شهقت شهقةً هستيرية. سيارات كثيرة تطاردنا، أسطول كامل... كلها سوداء. أسطول المارقين... أسطول أكزيوس.

The Rogue Club.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن