「الفصل 13. تَهْوِيدَةُ نياد(1)」
"مُحاوَلةُ اغتيالٍ؟!"
كان ذلك ردَّ فِعلِ روبرِت بعد أن نقلتُ له ما شهدته تلك الليلة من ظهورِ رُوحِ النَّارِ والكلماتِ التي تفوَّهَ بها.
لم يستطع كتمَ غضبِهِ، فارتعشَ جسدُهُ ونهضَ ليتجوَّلَ في الغرفةِ.
"إيديث، هل أنتِ متأكِّدةٌ من أنَّكِ لم تتعرَّضي لأيِّ أذى؟"
"نعم، جدِّي."
علاقتي مع جدِّي، التي كانت قد توتَّرت لدرجةِ أنَّنا بالكادِ كنَّا نتبادلُ الكلماتِ، عادت كما كانت.
...رغم أنَّهُ يبدو أمرًا سخيفًا، ولكن شعرتُ للحظةٍ بأنَّني ممتنَّةٌ لتلك المحاولةِ الفاشلةِ للاغتيال.
أعدتُ تلك الفكرةَ إلى ذهني ثم سرعانَ ما مَسَحتُها.
نظرتُ مجدَّدًا إلى روبرت، وأنا ممسكةٌ بيدِ جدِّي.
"أحضِر ليّ قائمةً بجميعِ مُستدعي أرواحِ النارِ في هذه المدينة."
"أمرُكَ، سيِّدي."
بعد أن تلقَّى الفارسُ أمرَ روبرت وغادر، نظر عمدةُ مدينةِ ثيرما إلى روبرت بعينين مليئتين بالقلق، متوجِّسًا من أن يُغمى عليه في أيِّ لحظةٍ.
حيث كان وجهُهُ شاحبًا كالأموات، وعيناه تتبعان الباب الذي خرج منه الفارس.
"سيِّدي...صِدقًا، لم يكن لي أيُّ علاقةٍ بهذا الأمر... إنَّهُ حادثٌ ليس لي به أيُّ شأنٍ."
"كلُّ شيءٍ سيتَّضح لاحقًا، فلا تُكثر من الكلام."
أسكت روبرت العمدةَ بنبرةٍ مشحونةٍ بالملل، وكأنَّ الحديثَ معه لا يهمُّه.
"نعم، نعم، بالتأكيد."
"إيديث..."
اقترب مني روبرت معتذِرًا بصوتٍ حزينٍ، تاركًا خلفه العمدةَ الذي بات وجهُهُ مبلَّلًا بعرقه البارد.
"كم من الوقتِ مضى منذ أن وعدتُكِ بحمايتِكِ؟ آسفٌ حقًا أنَّكِ مررتِ بهذا الموقفِ البغيضِ."
حاولتُ أن أظلَّ متماسكةً في تعابيرِ
وجهي وأنا أستمعُ إلى كلماتهِ."أنا بخير. لم أتعرض لأيِّ أذًى، وبفضلكَ، اكتشفتُ أنَّني مُستدعيةُ أرواحٍ."
أنت تقرأ
لما لم أتمكن من العيش بسلامٍ في قريةٍ ريفيةٍ مع جدي؟
Fantasiالوصف والغلاف في الفصل الأول ♡♡