Part 22

84 8 4
                                    

وجهة نظر جيمين:

حينما تحدث والدي مخبراً إياي عن السر الذي خبئاه علي و الذي ما توقعت أن يكون وقعه على بهذه القوة و القسوة

ما رددت الفعل وما تفوهت بحرف بل تجمدت في مكاني أناظرهم عسى أن يكون ما دخل إلى أذناي كان كذبا

لم أشعر بشئ ، نسيت حتى أنهم أمامي و القلق ينهشهم علي ، لم أعد أرى أي شئ أمامي فقد شرد بي عقلي و تسارعت نبضات قلبي كذلك أنفاسي بسبب الخوف الذي قيد أضلعي

انتفضت بخفة حينما خرجت من دوامة أفكاري بسبب صوت والدتي القلق الذي يسألني عما إذا كنت بخير . لا أعتقد أن هذا سؤالا تستطيع طرحه على شخص قد أخبرته منذ دقائق أنه سيفقد بصره إلى الأبد و في غضون أشهر أو أسابيع قليلة

قدماي أخذت تقودني نحو غرفتي بدون أي ملامح تقرأ على وجهي ، أذناي النقطت صوت والدي الذي يخير والدتي أن تدعني قليلاً بمفردي كي أستوعب ما قد القياه على مسامعي فعلى ما يبدو أنها كانت ستلحقني

أغلقت باب غرفتي بهدوء و توجهت إلى السرير ألقي عليه جسدي و أوجه نظري نحو السقف أفكر حد الشرود

الكثير يجول بداخلي حاليا ، الخوف ، القلق ، و الكثير من المشاعر الغير المفهومة و الغير محببة

أول ما جال في بالي حينها هو شغفي ، الرقص لن أستطيع الرقص مجدداً إذ ما فقدت بصري ... بعد كل هذه المحاولات لدخول إلى مدرسة الرقص التي لطالما حلمت بالإنضمام إليها و بعد كل هذا التدريب الذي أرهق كل عضلة في جسدي

أغلقت عيناي في محاولة لأنعم بقليل من الراحة فأنا لتوي عدت من الرحلة، ولكن سرعان ما فتحت عيوني بهلع

لقد شعرت بالخوف الشديد حينما أغمضت عيوني و ما رأيت سوى الظلام ، أهذا ما سأراه إلى آخر يوم في حياتي ؟!

لا أريد أن أبكي و لا أشعر أني أستطيع أن أفعل ، أشعر بالخمول فجأة و أني أريد أن أبقى في السرير إلى .... الأبد ربما ؟

بقيت على تلك الوضعية أتقلب طوال الليل بدون أن تغفى جفوني ، أتتني والدتي و طلبت مني أن أنزل إلى الأكل ، و لكني تجاهلتها ، حاولت معي كثيرا و أخبرتني أنها ستجلب لي الطعام إلى السرير إذ ما أردت و لكنني ما رددت عليها

أعلم أنها تشعر بالذنب الشديد تجاهي و هذا ما يفسر حزنها الغير مفسر في الأيام السابقة الأخيرة ، و لكني جدياً لا طاقة لي حتى الأراعيها

أخبرتني حينها أنها تركت لي حصتي من الطعام في الثلاجة إذ ما اجتاحني الجوع ليلا و ذهبت تاركت اياي وحدي مجدداً ، لا أشعر بالجوع و لا أعتقد أني سأشعر لاحقا

The bold teenagerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن