البارت الثالث

7 0 0
                                    

Omeera
& Khalid

‏ "يُظهِر لنا الحبّ كيف يمكن أن نكون مرضى ونحن بكامل صحتنا" مؤيد

"مؤيد"

بصراحة دي أغرب جلسة تمر علي ، الدكتورة مشت وخلتني مع كديسة من غير م تفهمني أي حاجة! ..طيب و الكديسة دي اربيها لشنو يعني؟! ، لأ ، و عندها كشف كل أسبوع كمان! ، هو أنا قادر أهتم بنفسي لمن أهتم ب كديسة!! ..رفعت القفص عاينت ليو و عاينت للكيس الفي يدي و زفرت بزهج ..حتى مشيت وقفت عربية و اتحركت على البيت ، في الطريق بقيت أفكر في الح يحصل لمن أصل البيت ، هل ح يسامحوني بعد الجفا ده كله؟ ، وهل أحكي ليهم الحاصل معاي ولا لأ؟ ، ياربي اكلمهم إنو عندي مهمة جديدة و بتعالج عند دكتورة نفسية و لا أكتم الموضوع؟! ..لأ ، يا مؤيد الموضوع ده كله سر من المفروض مافي زول يعرف عنه حاجة ..فجأة سمعت كركبة القفص ، ف اتلفت و عاينت ليو مسافة و جاتني رغبة فجأة في إني أفتح القفص و أشوفها ، لكن اتراجعت و عاينت بالشباك مركز في الطريق و بتذكر في الشوارع ..بعد مسافة كده قطع تركيزي صوت السواق وهو بقول لي شكلك ليك فتره برة البلد ..اتلفت عليو و قلت ليو ااي ، فعلاً طولت من الخرطوم لكن أنت عرفت كيف؟ ..عاين لي بالمراية وقال لي الحنين ظاهر في عيونك وأنت بتعاين للشوارع ..ابتسمت وقلت ليو ماف أحلى من رجوعك لبيتك بعد فترة طويلة ..قال لي ااي والله ، وين كنت؟ ..قلت ليو في بورسودان ..قال لي كوويس والله ، اسم الكريم منو؟ ..قلت ليو أنا مؤيد وأنت؟ ..قال لي شهاب ، اتشرفنا يا مؤيد ..قلت ليو عظيم الشرف ..و فضلنا نتكلم عن أحوال البلد و الوصلت ليو ، و أمور سياسية كده لحدي م وصلت البيت ..نزلت و بعد حاسبتو ..مد لي ورقة و قال لي اتفضل ده رقمي ، لو عندك أي مشوار اتصل لي ..ابتسمت و أخدت منو الورقة و قلت ليو اعتبرو وصل ..قام ودعني و أتحرك ، لبست شنطتي و رفعت القفص و الكيس ، و كم أكياس و حاجات اشتريتهم في الطريق ، واتلفت وراي بعاين للبيت ، مشيت عليو بخطوات تقيلة وأنا بتذكر أي ذكرى لي هنا ، شايف نفسي وأنا في عمر الستة سنين ، ماسك يد أبوي و هو موصلني المدرسة لأول مرة ، و شكلي وأنا واقف قدام الباب منزل رأسي و أمي بتجوط فيني لأني اتأخرت و قلقتها ، و شكلي أنا و فارس أيام إجازة الكلية ، قاعدين قدام باب الشارع و بنشرب في القهوة و بنتونس ، و شكلي وأنا ماسك يد ليلى و مدخلها بيتنا للمرة الأولى ..كل الذكريات دي بقت تشق في راسي ، وللحظة حسيت راسي ح يتفجر! ، ده غير دقات قلبي الوصلت لألف دقة في الثانية ، أصواتهم و صورهم و ضحكاتهم و صرخاتهم كلها بقت تتضارب في رأسي ، و أكتر صوت واضح كان صوت ليلى وهي بتقول لي "خلي بالك مني" ، الجملة دي كانت بتتردد زي الصدى بس عشان تذكرني إني م قدرت أخلي بالي منها! ..فجأة قطع الأصوات دي كلها ، صوت الكديسة بتماوي "مياو" ..عاينت للقفص و رجعت عاينت للبيت و أخدت نفس طويل ، حتى مشيت دقيت الباب ، كنت بعاين للمدخل بحنية ، طولت منو شديد أكتر من سنة و زيادة ، للحظة حسيت نفسي كأني غريب كده ، و ده ما بيتي ، كأني ما كنت عايش هنا قبل كده ..في اللحظة دي اتذكرت أمي ، م عارف أقابلها كيف بعد الغيبة
دي كلها ، أكيد زعلانة مني لأني م بزورها ، لازم أراضيها ، يلا يا مؤيد بسم الله ..جريت نفس طوويل استجمعت فيو شجاعتي و دقيت الباب ..م أخدت دقيقتين جا أبوي فتح الباب ، و اتصدم لمن شافني واقف ..وقف شوية استوعب إنو ده أنا فعلاً ، حتى أبتسم لي وقال لي أمك طلبتك بالدعاء و ربنا استجاب ♡..فرحت ، كوني لسه مرغوب بيناتهم بعد كل المشاكل الحصلت في حياتي و خلتني بعيد منهم ، بالجد علاقتنا زي الضفر واللحم مرتبطين ببعض بقوة ..لمن اتأكدت إنو مكاني محفوظ ، طوالي حضنتو من غير ما احس ..بعد م فكاني عاين للاكياس و قال لي بعد الحاجات دي كلها أكيد جاي تستقر صاح؟ ..قلت ليو كدي ما نستعجل ، و لمن يجي الوقت بفهمك ، هسي كده ما داير تفضلني ولا كيف؟! ..ضحك وشال جزء من الحاجات ..وقال لي أدخل أدخل ، أمك الليلة ح تنجلط ..ابتسمت و دخلت ..بعداك قال لي أمك و ملك ح يفرحو شديد الليلة ♡ ..م رديت و دخلنا الصالة ، لقيت امي مُدياني ضهرها و ملك قصادي طوالي ، ومن شافتني بقت تصرخ ..أمي اتخلعت و قالت ليها يا مجنونة إنتي في شنو؟!!! ..أشرت ليها علي وهي بتبكي و قالت ليها أحلى مفاجأة في حياتي ، شوفي وراك! ..أمي اتلفتت و من الخلعة حسيت بيها فقدت النطق ، وم عرفت تعبر عن شوقها لي إلا على شكل دموع .. أنا كمان جدعت الحاجات الشايلها و مشيت حضنتها و بوست رأسها ، حاولت أمسك دموعي بالغصب عشان أمي م تبكي زيادة ، كنت عارف إني طولت عليها شديد وإني خوفتها كمان ، شعور الأم لم تفقد ولدها صعب ، و ماف شي في العالم بملا مكانه إلا ولدها نفسه ، كنت عارف إنو أقل تصرف غلط مني ح يخلي البيت كله يقلب بكى عشان كده اتماسكت ..بعداك ملك جات دخلت في الحضن ، لاحظت ل أبوي انسحب براحة و مشى ، لأنو م بحب يظهر مشاعره قدامنا نهائيا ..بعد موال السلام الطويل مشيت قعدت في الكنبة و ملك جابت لي عصير و قعدت نتونس ، وعينا م جات إلا في القفص ..قالت لي طبعاً يا مؤيد الكديسة دي لي صاح! عشان نجحت وكده!! ..عاينت ليها باستغراب ، أنا ما فاهم شي كديسة شنو؟! و نجاح شنو؟! ..قلت ليها كديسة شنو؟! ..قالت لي اللي في القفص! ..ياااداب اتذكرت الكديسة ، عاينت للقفص و رجعت عاينت ليها وقبل م أتكلم ..أمي قالت لي لكن أنت عرفت كيف إنو أختك نجحت و جابت 90؟! .. قلت ليها أول شي ألف ألف مبروك ليك عقبال التخرج يا رب + لأ يا أمي م كنت عارف والله + الكديسة ح تقعد معاي كم يوم كده و أرجعها لأنها ما حقتي ، صاحبها سافر وخلاها لي ، لكن إن شاء الله وعد مني ليك هديتك بتصلك قريب ..ابتسمت لي و كملنا ونستنا عادي لحدي م المغرب أذن ، قمت استئذنت منهم و دخلت غرفتي ، رتبت حاجاتي و بقيت اتلفت و أعاين للغرفة ، و طوالي الذكريات رجعت تتطاقش في مخي ..لفتت نظري صورة قاعدة في طاولة مكتبي ، مشيت شلتها وقعدت في السرير بتأملها ..كان فيها أنا و سامر و عبدالعزيز و فارس ، أصحاب لينا أكتر من عشرة سنين من الثانوي للجامعة ، اتخرجنا و خدمنا سوا ..سبحان الله و هسي فارس تحت التراب و الاتنين الباقين ما عارفهم وين زاتو ، حيين ولا ميتين! .. الأفكار الكعبة بقت تنطط في رأسي و مليون إحتمال و إحتمال ، بسرعة هزيت راسي ونفضت الأفكار دي ، وختيت الصورة و قمت دخلت الحمام استحميت ..بعداك طلعت صليت ، و قعدت في كرسي المكتب حقي و ولعت لي سيجارة و بقيت أعاين لقفص الكديسة ..فجأة اتذكرت الدكتورة قالت ارعاها ، طفيت السيجارة و قمت طلعتها من القفص ، بقت حايمة لي في غرفتي ، فتحت الكيس الادتني ليو الدكتورة ، لقيت فيو تراب خاص ليها ، و طشت صغير ل التراب ده عشان تقضي فيو حاجاتها ، و أكل خاص كمان! ..اتلفت عاينت ليها و قلت ليها لأ ، و كمان مدلعة!! ..قالت مياوو!! ..عاينت ليها باستغراب ، حسيت بيها ردت لي ، ضحكت في غبائي ، قال كديسة بتفهم قال! ..مشيت ختيت ليها اكلها و مويتها ، و حمامها ختيتو برة الغرفة ، ما ناقص ريحة أنا كفاية التربية ..داير أرمي الكيس في السلة لقيت فيو دفتر ، فتحتو لقيت فيهو كل شي عن القطط ، أكلها ، شرابها ، واستحمامها ..قعدت و بقيت اقرا ، بعد خلصت اتلفت عليها لقيتا راقدة بتعاين لي ..قلت ليها كمان أنثى؟!! . قالت لي مياوو بنهرة كده ، زي الكأنها بتقول لي "أعمل شنو ربنا خلقني كده ، اتبدل عشان أعجبك يعني!!" ..عيونا الواسعة ذكروني بالدكتورة ، و حتى إنو عندها بقعة بنية في نص ضهرها الأبيض ، زي لون عيون الدكتورة ..فقررت أسميها "ميرا" عشان ما لقيت لها اسم بناسبها غير ده ، حسيت إنها بريئة زيها ♡.. و على سيرة ميرا ، أتذكرت إنها ما طلعت زي ما متوقع ، على حسب كلام القائد خالد من إنها صارمة و ما بتحب التأخير ، قلت خلاص مرا عجوزة عمرها بتجاوز الستين ، و باقي ليها جُمعتين و تمووت ..لكن طلعت عكس كده ، طلعت شابة صغيرة في بداية عمرها ، متعلمة و مثقفة و لطيفة ..شكلها زاتو ما اتوقعت يكون كده ، و عيونها! ، عيونها البُنية زي الشوكولاتة ، فيهم لمعة حلوة و مُميزة! ، و لونها الأسمر الناعم و غمازتها العميقة في خدها اليسار ، و زي لمحت خصله من شعرها الأسود هاربة برة حجابها ، كانت مقصوصة وباين إنها قاصة شعرها جديد لحدي كتفها ..كيف واحدة بصغر عمرها و حجمها عملوها دكتورة نفسية لمرضى عسكريين؟ ، الدكتورة دي بتقدر تتحمل عصبيتنا و غضبنا؟ ، دي أنا لو اديتها كف واحد بتموت! ، قال دكتورة قال!! ..ولعت سيجارة تانية و أتذكرت ورود النرجس الكانت خاتاهم في الشباك ، دي نفس الورود البتحبها ليلى و لو زعلت مني كنت بصالحها ب الورد ده ، كانت بريئة يااخ ♡..فجأة اتذكرت الجلسه حقت الليلة ، و قدر شنو كانت م طبيعية ، هو كل الدكاترة بعالجوا مرضاهم كده ولا الدكتورة دي بس؟ ..والحديقة! ، الله! ♡ ، حديقتها نفسيات بس ، لمن طلعت برة و شوفتها حسيت إني في جنة ..مساحتها واسعة أول شي زي الكأني في ميدان كورة مصغر ، النجيلة حقتها لونا جذاب و مُريح للنظر ، و بعدين الطريقة المرتبة فيها الورود الملونة و الشتلات على أطراف الحديقة ده براه عالم تاني ، ولا شجرة البرتقال المثمرة الكنا قاعدين تحتها ، ولا الطريقة المظبطة فيها الفرشة و راصة المخدات بكل الأحجام والأشكال بالجد حاجة تحفة ، و موقعها زاتو ممتاز و هادي و بعيد من الطرق العامة و الازعاج .. أنا م عارف إذا هي كانت قاصدة و لا لأ ، لكن قعدتي في الحديقة قدرت تساعدني شوية ، و تطلعني من الحالة الكنت عايش فيها ، بعد فترة طويلة من الزمن قدرت أتكلم مع إنسانة تانية ، لكن غلطتها إنها جابت سيرة ليلى ..حاولت أتحكم بنفسي كتير و اضبط أعصابي عشان ما أعمل حاجة أندم عليها ، و الحمدلله إنها فهمت إني م داير أتكلم و نهت الجلسة على كده ، الدكتورة دي شاطرة و فاهمة نفسها هي بتعمل في شنو و ده أحلى شيء ..لكن يا مؤيد ، لازم تنضبط أكتر من كده قدامها ، و مهما حصل ما تبين الجانب السلبي حقك! ، ما توريها عصبيتك عشان ده ما لصالحك! ، لو قدرت تمسك نفسك ، فرصة التقرير يطلع لصالحك ح تكبر ، و إحتمال بنسبة كبيرة شديد إنك ترجع شغلك كمان! ، كل المطلوب منك إنضباط بس و تهتم ب المخلوقة دي ..طوالي الكديسة رفعت راسها لمن خلعتني ..الله! الكديسه بتفهم ولا شنو!! ، هيي يا مؤيد عدّل كلامك ..رجعت عاينت ليها و قلت ليها أقصد ميرا الكديسة ..نزلت راسها بهدوء و رجعت تاكل ..لا لا أنا المعاي جن ما كديسة!! ، دي شنو الكديسة البتفهم دي!!! ، تاني ختيت عذر و قلت "جات عفواً ، جات عفواً" ..و منها العشاء أذن ، قمت صليت و دعيت ليهم وقلت في سري "اشتقت ليكم ، أحسن ازوركم" ..طوالي طلعت ل أهلي لقيتهم كلهم قاعدين ..أبوي قال لي تعال يا ولد أحكي لينا عن بورسودان ..ما حبيت اتأخر ف قلت ليو والله يا أبوي عندي مشوار خلي الصباح أحكي ليك ..أمي قالت لي ماشي وين يا ولد باقي الليل ده ، أنت ياداب جيت! ..قلت ليها ماشي أزور ناس لي فترة طويلة شديد منهم ..بظن إنهم فهمو إني بتكلم عن ليلى و فارس ..أمي قالت لي مؤيد خلي الصباح أحسن ..قلت ليها لأ يا أمي ، الشوق ما بنتظر للصباح ..أبوي فهم و قال ليها خلي الولد على راحته يا فاطمة ..ابتسمت و هزت رأسها ب "تمام" ..ملك قامت دخلت الغرفة و وقفتني قبل م أطلع و قالت لي أمسك مفتاح عربيتك ، هي لسه عايشة طبعاً ..شلتو منها و قلت ليها شكراً ليك يا قمر ، بالله عليك راقبي ميرا معاك لحدي ما اجي ..قالت لي باستغراب ميرا منو؟!! ..ضحكت و قلت ليها أقصد الكديسه إسمها ميرا ..ضحكوا فيني و أنا خليتهم و طلعت ..ركبت العربية و اتحركت على المقابر طوالي ، كنت بحاول أرتب الكلام في رأسي قبل م أصل ، طيب ح أقول ل ليلى و فارس شنو؟! ، ياتو عُذر عندي والسبب الخلاني م أزورهم طول الفتره الفاتت دي شنو؟!! ..فضلت أفكر في الموضوع ده لحدي م وصلت المقابر ..مشيت قبر ليلى أول شي ، كنت حافظه عن ظهر قلب ، شلت ليها الفاتحة و قعدت جنب ترابها اتكلم معاها ..قلت ليها يا وردة ، بصراحة ما عارف كيف ح أعتذر ليكِ ، م عندي وش زاتو اقابلك بيو ، بس عايزك تعفي لي على الفات كله ، أنا عارف إنو هو كتير لكن حاولي تعفي لي ، وإنتي عارفة أنا بحبك و مشتاق ليك قدر كيف صاح؟ ، طيب كدي نغير الموضوع ، راجلك قريباً ح يرجع شغله تاني ، ح تقولي لي ليه قريباً؟! ، ليه م هسي؟! ، لأنو لازم أخد تقرير إيجابي من الدكتورة ، و على سيرتها قابلتها الليلة أول يوم ، كانت لا بأس بها يعني لكن.. الموضوع صعب يا ليلى ، أنا لمن أشوف حاجة ليك طوالي بتذكر إنك وصلتي المقابر بسببي! ، إنتي موتي بسببي! لو كان بس خليت بالي منك أكتر م كان حصل اللي حصل ، لكن أنا مهمل! ، إنتي عاارفة الليلة في العيادة أنا شوفت الوردة الأنتي بتحبيها و.. ..و سكت لأنو العبرة خنقتني و الدموع بدت تتجمع في عيوني ، المشكلة م كانت في موتهاا ، المشكلة كانت إنو أنا السبب فيو! ، دي غلطتي أنا قتلت البت البحبها بسبب غبائي!! ..جريت نفس طويل عشان أقلل الغصة الكاتمة على نفسي ..و قلت ليها بعد نزول أول دمعة لي والله يا ليلى اشتقت ليك ، اشتقت لكل تفصيلة في حياتك ، بس لو ترجعي مرة واحدة بس مرة! ، ما داير شي تاني! ، عشان أعتذر ليك على العملته فيك ..وقعدت مسافة بعاين لقبرهاا ، لحدي م في النهاية أستغفرت و مسحت دموعي ..و قلت ليها أنا هسي ماشي ل فارس أسلم عليو ، و لينا لقاء تاني إن شاء الله ، أنا في الخرطوم الفترة دي و طول ما أنا قريب منك ح أفضل ازورك على طول ، تمام؟ ..و اتخيلتها قالت لي وأنا منتظراك ، م تطول الغيبة ..ابتسمت ومشيت على فارس ، لمن قربت من قبره لقيت زول مشى زاره و طالع ..استغربت و حاولت اشوفو ، لكن مع الضلام و هو اصلا مديني ضهرو م عرفتو ، رفعت اكتافي بعدم إهتمام و ما اشتغلت بيو كتير قلت إحتمال واحد من أهله ..وصلت قبره و وقفت شلت الفاتحة ..حتى قلت ليو الدنيا من غيرك م بتتجازف يا صحبي! ، أنت مشيت و خليتني براي ، م فكرت صحبك الاتعود يقعد معاك ده ، ح يقعد من غيرك كيف! ، أنت مشيت و عبدالعزيز و سامر كمان مشوا وم عارفهم عايشين ولا ميتين! ، لكن بتمنى بس يكونوا عايشين ، لأني م بقدر اخسركم كلكم مع بعض ..قعدت معاه شوية اتكلمت و فضيت قلبي ، حتى قمت طلعت ، لمن قربت من الباب فجأة في زول مسكني من كتفي ب ورا ..مسكته بسرعة و قلبتو في الأرض قدامي و ختيت ركبتي في يدو و ثبت يدو التانية بيدي و خنقته ، عاينت ل وشو لقيتو ده سامر ..قال مؤيد عبدالله! ..قلت ليو سامر أبكر؟!! ..و فكيتو ، قام اتنفض ..وقال لي شكلو "الذئب الأزرق" رجع ل قديمه! ..ابتسمت و سلمنا على بعض ..بعداك قلت ليو سبحان الله هسي كنت بتكلم عنك أنت و عبدالعزيز ..قال لي أنا زاتي والله ..و طلعنا على الشارع و بقينا نتونس و سألتو من أخباره وكده و بعداك سألتو من عزو ..وقلت ليو أنت عبدالعزيز كيفو؟ ..قال لي تعال معاي ..مشينا على عربيتو لقينا زول واقف و متكل في العربية و بشرب سيجارة ..سامر قال لي هدا ليو ، اسألو براك! ..لمن قال كده ، الراجل اتلفت علي و لقيتو ده عزو صحبي زاتو ، والاتنين اتخلعنا لمن شوفنا بعض ، مشيت عليو و سلمنا على بعض و هو بطبعه عصبي شوية ، قام ضربني بوكس في بطني ..و قال لي سنة و نص يا ظالم!! ، وين أنت يااخ!! ، حتى أهلك ما عارفين عنك شي!!  ..ابتسمت لأنو ناس البيت حافظوا على وعدهم لي وم كلموا زول بمكاني و قالو إني برة السودان ..قلت ليو يا عزو أنا ألقاها منك أنت ولا من ليلى و لا من فارس ..هو و سامر عاينوا لبعض و سكتوا ..بعداك سامر غير الموضوع ..و قال لي شوفتو بعد اللقاء السمح ده! ، العشا علي دايرين نقعد و نتونس سوا زي زمان! ..م عجبتني الفكرة و قلت ليو أعفي لي يا سامر خليها يوم تاني ..عزو قال لي لااا ، الليلة بس يا زول ، اشتقنا ل القعده معاك! ..قلت ليو والله ما أكتر مني يا عزو ، لكن الليلة م بقدر والله ، وصلت تعبان من السفر و من مشوار ل مشوار ياداب ماشي ارقد ..قال لي ظابط يا مان بنتواصل مع بعض و بنظبط طلعة تاني سوا ..سامر قال لي يوم الخميس أنا ما عندي خدمة ولا عزو نتقابل و نطلع ظابط؟ ..عزو قال لي ما عندك حجة تاني ..قلت ليو تمام ..اتبادلنا الأرقام و ودعتهم و مشيت ، بعد ركبت العربية أتذكرت إنو عندي جلسة يوم الخميس مع الدكتورة ، يا الله! أنا نسيتها مرة واحدة!! إلا اظبطها بعدين ..اتأففت و اتحركت على البيت ، وصلت زي الساعة 11:20 مساءاً ، لقيت ملك قاعدة في الصالة و بتتكلم مع ملاذ فيديو كول ، لمن شافتني ..قالت ل ملاذ نسيت اوريك حاجة مهمة ، شوفي ده منو!! ..وقلبت التلفون علي ..ابتسمت و قلت ليها ملازم أول ملاذ عبدالله ♡ ..بقت تصرخ و تنطط في مكانا ..قالت لي بالله قول لي أنت في البيت!! ..قلت ليها أي يا جنابو أي أوامر! ..ضحكت وقالت لي استريح! ..سلمت عليها ..قامت قالت لي إجازتي ح تبدا قريب ، أوعك تمشي من البيت إلا بعد اجي و أشوفك! ..ابتسمت و قلت ليها إن شاء الله ما ح أمشي ، بس إنتي تعالي سرعة عشان أمي مشتاقة ليك ..ملك قالت ليها فعلاً يا ملاذ أمي مشتاقة ليكم شديد إنتوا الاتنين ، كوويس إنو مؤيد رجع على الأقل طفاء جزء من نار الشوق دي ، باقي إنتي تجي و تكملي علينا فرحتنا ..ملاذ مسحت دموعها و قالت ليها بصوت مبحوح قريب إن شاء الله ..قلت ليها خلاص يا بت خلي البكاء ، إنتي هسي ملازم أول ملاذ ، دايرة الضابط يشوفك وإنتي بتبكي يلاا أمسحي دموعك سريع وده أمر! ..قالت لي حاضر حضرة النقيب مؤيد!! ..و ضحكنا و بعد مسافة كده قفلت الخط ..قلت ل ملك ميرا وين؟! ..قالت لي نايمة في غرفتك ، و فوق سريرك كمان! ..قلت ليها نعم!! ، لأ ، كان كده دي مدلعة زيادة عن اللزوم!! ، في سريري كمان!! لا كده كتير!! ..خليت ملك بتضحك و مشيت عملت قهوة ، الليلة من الصباح م شربتها الصداع عايز يشق راسي نصين ، عملته و شلت كبايتي و دخلت غرفتي ، لقيتها فعلاً نايمة في سريري ..قلت ليها إنتي إنسان و أنا ما عارف!! ، ما هداك بيتك نومي فيو!! ..رفعت راسا عاينت لي و اتمدت رقدت بمزاج ..شلتها جدعتها في الأرض ، طلعت تاني ، نزلتها ؛ تاني طلعت ، ستة مرات بنفس الطريقة ، كديسة عنيدة عنادة جابت أخلاقي ..قمت ليها من السرير ، مشيت غيرت ملابسي وشلت كباية القهوة و السجاير و طلعت البلكونة ..ولعت سيجارة و بقيت اشرب فيها ، بعد تفكير طويل في كلام خالد والسؤال المتكرر في إنو كيف قدر يقنع القادة؟! و المهمة شنو؟! ..فجأة جاني تلفون من رقم قريب ، عاينت للتلفون مسافة و رديت ..قلت ألو؟! ..ماف زول رد ..قلت ليو لو ما داير تتكلم متصل ليه!! ..قال لي اتصلت عشان اشوف بنفسي يومك الأول كان كيف ، لكن الظاهر كده ماف تقدم! ..سكت مسافة حتى قلت ليو القائد خالد! ، أنا آسف سعادتك ما اتوقعت تكون ده أنت ..قال لي ولا يهمك ، اها قول لقيت دكتورة ميرا كيف؟؟ ..م عرفت أقول ليو شنو لأني لسه م قيّمتها ..قلت ليو هي لحدي هسي كويسة معاي ..قال لي أنا ما دايرها هي تكون كويسة! ، داير العكس أنت كيف معاها! ، هل بتعاملها كويس؟! ، و حالتك اتحسنت؟؟ ، يعني بتقدر تكمل علاجك؟؟ ..جاوبت ب أول جواب جا في راسي ..وقلت ليو يا جنابو ، بعد فترة طويلة بعيد فيها عن شغلي و بعد فقدت الأمل في إني أرجع تاني ، أنت ظهرت لي و اديتني مهمة زي زمان ، وعد مني ليك إني ح أأدي واجبي على أكمل وجه ، و المهمة دي ح تنجح بإذن الله ، وهسي الإختبار ده بالنسبة لي مهمة شخصية جاري تنفيذها و عشان تنجح مستعد أضحي بالوراي و القدامي! ..سكت مسافة حتى قال لي نقيب مؤيد ، كنت عارف إنك قدر المهام الصعبة ، عشان كده كل القادة و الضباط و العساكر ملقبنك ب "الذئب الأزرق" ، و ما عشان أنت خسرت في مهمة أو اتنين ح يشلو منك لقبك ، لأ و ألف لأ ، الأسد حتى بعد المعركة بفضل أسد ، إذا رجع حي بكون جريح و مكسور ، لكن لمن يرجع ح يكون كابوس على الحيوانات التانية ، وأنت رجعت بقوة وح تاخد مكانك تاني زي الأسد ..قلت ليو الأسد الجريح ..قال لي من الليلة و من اللحظة دي ، ضفت لقب جديد ل أسمك وهو "الأسد الجريح" ، لكن قبل م تتعالج و تخلص جلساتك و ترجع شغلك ، اسأل نفسك "ليه رجعت؟! و عشان شنو؟؟" ..وكان سؤاله في محله "أنا رجعت ليه؟" "ليه هسي؟ ، مع إنو جاتني أكتر م من مهمة قبل كده ،ليه المهمة دي بالذات الجذبتني قبل م أعرفها!" ، و الجواب ده لسه م لقيتو ، لأنو بس حسيت إنو ده الوقت المناسب إني أرجع و رجعت ، داير أقول ليو الكلام ده ..قام قال لي ما داير جوابك هسي ، داير جوابك في ساحة التدريب لمن تجي تمسك شغلك ، لحدي الزمن داك فكر في إجابة واضحة يا حضرة النقيب مؤيد عبدالله أحمد ..قلت ليو إن شاءالله على حسن ثقتك فيني ..قال لي تمام ..و قفل الخط ، القائد متأمل فيني شديد ، و متعشم و متمسك فيني زي الغريق المتمسك بقشة! ..طيب أنا لو م مشيت؟ ، لو م قدرت أتجاوز الحصل لي و أمسك مسدسي زي زمان!! ..هزيت رأسي وقلت لأ يا مؤيد أنت أقوى من كده ، أنت أخترت الطريق ده وح تواصل فيو بشجاعة ، أنت خالفت وعودك قبل كده لكن ما ح تخالفها تاني! ..في اللحظة دي حسيت نفسي اتشجعت شوية ، كأنو الكلمات القلتها لنفسي دي حفذتني و ولدّت جواي طاقة غريبة شديد ، زي طاقة قادة الميدان العسكري وقت المعركة ، لكن دي أقوى ب أضعاف مضاعفة ، لأول مرة في حياتي حاسس إني بقدر! ..فجأة جات الكديسة نطت فيني ، من الخلعة شلتها و قربت اجدعها من البلكونة ، لكن لمن لقيتها دي هي هديت و بقيت أعاين ليها ..وقلت ليها عشان أصل ل هدفي لازم أشيل جواب بنعم من دكتورة ميرا و عشان التقرير ده يطلع لازم أخلي بالي منك يا كديسة!! ، معليش أقصد ميرا ، والله يا جزمة كنت داير أحلف ما تنومي في سريري ، لكن بعد ده الوضع أتغير ، أنا وعدت نفسي و وعدت القائد و ما قادر اصوم ثلاثة يوم بسببك ، ف الظاهر كده لازم نتعاون و ماف زول يضايق التاني لحدي م المهمة دي تنتهي بسلام! ، تمام؟؟ ..عاينت لي وم ردت ..قلت ليها عايني ي بتنا ، لازم نحب بعض ونتعايش بسلمية لحدي م أخد التقرير سامعة ، ف غصباً عنك تحبيني!! ..برضو ابت ترد لي ، الكديسة دي منفسنة والله! ، شلتها و مشيت ختيتها في السرير و غطيتها طوالي نامت كأنه ده الكانت دايرة ..بقيت أربي كديسة كمان! محن! ، ضحكت في نفسي و مشيت رقدت بالاتجاه التاني و نمت .....


"ميرا"

بعد مؤيد طلع بشوية ، كلمت مدام فاطمة إني طالعة و إنو دوامها خلص بتقدر ترجع البيت بإعتبار إنو ماف مرضى تاني ..و زي كل يوم ودعتها و مشيت ركبت عربيتي و شغلتها عايزة أتحرك كده ، شوفت ورقة صغيرة ملصقة في الدريكسون ، عاينت ليها باستغراب لأني في الأول م ركزت ليها ، و بعد تردد طويل اخدتها وفتحتها لقيت مكتوب "خلي بالك ، لأنهم ما ح يرحموكِ!" ..و كانت مكتوبة بخط عريض و بقلم حبر أحمر كمان! ..جسمي كله بقى يرجف من الخوف ، و بسرعة كرفست الورقة و جدعتها بالشباك ، اتلفت يمين و شمال م شوفت زول غريب أو زول مركز معاي ..كانوا بس ناس عاديين ماشين في الطريق و مشغولين ب أمور حياتهم ، م كان في أي عيون بتعاين لي ..طيب ده منو الخت لي الورقة دي!! ، و عرف عيادتي و مكان عربيتي كيف!! ..م عرفت أعمل شنو لكن أول فكرة خطرت لي إني أرجع البيت و بسرعة كمان ..دوست بنزين و على البيت مباشرة ، م كنت قادرة أركز في الشارع شدة م خايفة ، و عرقي ده جاري زي الموية بس ..ده منو العارف السر بتاعي! ، لو عرفوا ما ح يخلوني ، متأكدة ما ح يخلوني!! ..ديل لو عرفوا بقتلوني! ، أقبل على وين م عارفة!! ، لا ديل ح يرحموني ولا ديلاك ح يرحموني!! ....

"لا احد يعرف ما الذي بداخلك، لا احد يعرف القصه كاملة" ميرا

يتبع ...

أيادي ملطخة بالدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن