البارت 5

84 5 3
                                    

أحمد:

طلعت أنا وماما من البيت وقعدنا شوية نتكلم، حديث هادي وطويل، خلاني أحس بشوية دفء وأنا بحكي مع حد فاهمني. بعد ما رجعت، دخلت أوضتي، غيرت هدومي، وصليت قيام الليل، حسيت براحة كأن همٍّ كان عليا واتشال. خلصت شوية شغل مع المتدربين، وكل حاجة كانت ماشية بنظام.

---

أميرة (بصوت عالي ملحّ):
"يقين، قومي يابت! مش هتفضلي نايمة طول اليوم!"

يقين (تقوم فجأة وتقول بنبرة نعسانة):
"قمت يا ماما، والله قمت أهو!"

غسلت وشي بسرعة، وبصيت في الساعة لقيتها ٧ ونص. قلبي دق بسرعة، جريت عشان ألحق أشوف أحمد قبل ما ينزل، شفته واقف وسارح، وحسيت بفضول.. فكرت بيني وبين نفسي: "ياترى بيفكر في إيه؟ يارب يكون فيا."

أميرة (بصوت مشدد وعينين مليانة حرص):
"يا زفتة يا يقين، سيبي البلكونة وادخلي بسرعة تلبسي، هتتأخري على الكلية!"

دخلت بسرعة، لبست، ونزلت على الكلية، وهناك لقيت آية مستنياني. كانت عيونها بتلمع كأنها عاوزة تكلمني، بس أنا تجاهلتها؛ كنت لسه متضايقة منها بسبب اللي حصل امبارح، وكأن حاجة بيننا انكسرت.

آية (بتجري وراها وبتنادي بعتاب):
"يا بت يا يقين! مش كل مرة هاجري وراكي كده!"

يقين (ترد بصوت مكتوم، وتحاول تخفي ألمها):
"مش طايقاكي يا آية من امبارح، بلاش كلام دلوقتي."

آية (تضحك وتقول بلهجة عفوية):
"حقك عليا، انتي عارفة وسطنا في الفرح، لا بيقول لأ ولا بيقبل أعتذار."

يقين (تبتسم بخبث وترد بضحكة خفيفة):
"منك لله انتي ووسطك." ودخلوا سوا الجامعة، لكن لسه بينهم شوية كسر، ماحدش قادر يصلحه.

---

أحمد:

صحيت بعد الفجر، صليت، وبعدين طلعت أقعد في البلكونة أكمل شغلي على اللاب. الجو كان هادي، بس كانت جوايا حاجة كده.. كأن الحياة بتديلي لحظة أستجمع فيها نفسي. بعد شوية، حسيت بتعب في رقبتي من القعدة، فوقفت وبدأت أفكر في حياتي.

قلت لنفسي: "شغلي ماشي الحمد لله، وشقتي جهزت. بس مش عايز أستعجل وأقرر، حاسس إن الخطوة الجاية لازم تكون بتأنّي. أنا محتاج أتأكد إنها الإنسانة اللي هتحسسني بالأمان، اللي هتشيل عني، وهتبقى دايمًا جمبي."
***********
في الكلية:

يقين:
"يلا يا آية، أنا تعبانة وعاوزة أروح."

آية:
"استني، هروح التويلت أعدل شكلي بس، وهنروح."

يقين:
"ماشي."

دخلنا تواليت الكلية، والبنات حوالينا في كل مكان، كل واحدة عندها طقوسها الخاصة. اللي بتحط روج بحماس، واللي بترش برفيوم كأنها داخلها فرح، واللي بتعيد الميكب كأنها بتبدأ يوم جديد. وقفت مستنية آية وهي بتظبط نفسها، وأنا بتفرج عليهم كلهم. فكرة دايمًا بتدور جوايا: "إيه اللي بيخليهم مهتمين كده؟ أنا ولا بلبس بناطيل، ولا بطيق الميكب، يمكن غير شوية فاونديشن وروج خفيف، بس حتى كده بحس إني مش باينة، كأني مش موجودة في العالم ده."

بطلة غير مثاليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن