البارت 6

68 3 3
                                    

في صباح يوم جديد، كانت أميرة بتدخل أوضة بنتها يقين بخطوات ثابتة، وفتحت الشباك لكي يدخل نور الشمس. نادت بصوت حازم: "يلا يا يقين، قومي بسرعة،  هتتأخري على الكلية !"

يقين، متغطيه ببطانية وباينة عليها علامات الكسل، ردت بتعب: "يا ماما، النهارده عندي سكشن واحد بس، مش قادرة أنزل."

أميرة، بملامح جادة، قربت منها وصرّحت بدون أي تردد: "لو مش هتنزلي الكلية، يبقى تنزلي السوق تجيبي شوية حاجات. مش معقول أنا اللي أعمل كل حاجة لوحدي. وانتي لنايمة لماسكة الفون ."

يقين، بعيون مرهقة، حاولت تستعطفها: "طلبات إيه بقى يا ماما؟ أنا مش قادرة أتحرك."

أميرة، بصوت حازم لكن مش قاسي، ردت: "مش هسيبك نايمة طول اليوم انا.قومى اعملى حاجة مفيدة هتنزلي السوق بعد الضهر"

استسلمت يقين في الآخر، وقالت بتنهيدة: "حاضر يا ماما، طفي النور عشان أقدر أنام شوية واصحي للسوق"

---

في بيت تاني، أحمد كان صاحي من الفجر، صلّى وخلص شغله على اللاب ونزل شغله الساعة ٨.

ندى، في أوضتها، كانت قاعدة وسط الكتب والأوراق، مركّزة على دراستها. كانت عارفة إن الوقت ضيق ولازم تستغل كل لحظة.

فاتن، أم ندى، دخلت أوضة بنتها وابتسمت بحب: "صباح الخير يا ندى، صاحية  بدري كده ليه؟ في حاجة مهمة؟"

ندى، بابتسامة مليانة حماس: "صباح النور يا ماما، عندي شغل مهم في الدراسات العليا، فقلت أبدأ بدري."

فاتن، بعيون مليانة فخر وحنان: "ربنا يوفقك يا حبيبة قلبي. بس أنا عندي حصص النهاردة وهتأخر، ممكن تنزلي السوق وهقابلك هناك  ونجيب الحاجات اللي محتاجينها؟"

ندى، برضا وثقة: "طبعًا يا ماما، هخلص كل حاجة وأروح."

فاتن، وهي بتلمس كتف بنتها بحب: "أنتي أهم حاجة في حياتي ياندي انتى وأحمد ، وأنا واثقة فيكي وفي قرارتك ،عاوزاكي تكوني عارفة دا"

بينما فاتن بتعبر عن مشاعرها بحب واهتمام واضح، كانت أميرة بتتعامل مع يقين بجدية، مع إنها في جواها حنان كبير بس مش قادرة تعبر عنه بالطريقة نفسها.
***************
في شغل أحمد

هايدي: (بأسلوب مليان لؤم) أيه يا أمل،  عملتي إيه مع أحمد؟
أمل: (باستغرب) عملت إيه في إيه؟!
هايدي: (بخبث) بطلي استعباط، يا بت! واضح إن بينكم حاجة ،اخلصي قوليلى هتعملي اى ولا ناوية على اي  ؟!
أمل: (بدلع) ولا حاجة، مش هعمل حاجة، هو اللي هيجي لحد عندي، وبس كده!
هايدي: (بتحدي) ودا هيبقى إزاي يعني؟!
أمل: يابنتي، أحمد من النوع الجدي جدًا، ودا باين من معاملاته. يعني ولا مرة شفناه بيهزر مع بنت، ولا يسمح بأي حاجة خارج حدود الشغل.
هايدي: (مستفزة) أممم، طيب وهيجي لحد عندك إزاي يعني؟!
أمل: (بتفاخر) طالما معجب بيّا، أكيد هيجي يخطبني، ما هو طبيعي!
هايدي: (بابتسامة ماكرة) لما نشوف بقى، ممكن يكون عنده رأي تاني!
***************
في جانب آخر، الفون بيرن ويقين متجاهلة

بطلة غير مثاليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن