البارت 13

36 2 3
                                    

مرَّ أسبوع، كأنه لوحة مشبعة بالتناقضات؛ بين قلوب تعلوها الفرحة، وأخرى تخفي نزيفها العميق، كان هناك من عرفوا طعم السعادة، عيونهم تلمع كأنها قد وجدت ضالتها، وقلوبهم تنبض فرحاً يكاد لا يسعها. ضحكاتهم كانت كالموسيقى الصافية، تملأ المكان نوراً وتغمر أرواحهم أملاً، كأن الحياة أخيراً منحتهم جناحين يحلقون بهما في سماء الأحلام.

وفي جانب آخر، كانت هناك قلوب تنزف بصمت، تائهة في حزن عميق، عيونهم تحاول إخفاء الدموع، لكنها تعكس وجعاً يئن في الداخل، كل لحظة كانت تمر عليهم كأنها تشق جرحاً جديداً، كأن الزمن لا يسير إلا ليضيف للألم ثقلاً آخر،كانت أيامهم تتلوى تحت وطأة الخيبات، وكان صمتهم صراخاً لا يسمعه أحد.

هكذا مرَّ الأسبوع، بين قلوب تُغنَّى بحب الحياة، وقلوب تنكمش على أوجاعها، وكأن الكون كله يصر على إبقاء هذا التوازن الأبدي بين السعادة والحزن، حيث يلمع في عين أحدهم بريق الفرح، وفي عين الآخر بريق الحزن، وكأننا نعيش كل لحظة، بين أمل جديد وجراح لا تُنسى،و لكل قلب قصته الخاصة التي يعيشها بعيدًا عن الآخرين.
-----------
في بيت يقين وسط مشاعر القلق والخوف اللي ماليين الجو.

أميرة (بصوت عالي): أسما... يا أسما؟

أسما (باندهاش): نعم يا ماما، في إيه؟

أميرة (بخوف الأم): كلمتي يقين؟ البنت مش طبيعية... بقالها أسبوع قاعدة لوحدها ومش بتخرج من أوضتها، ملامحها تعبانة ومش مريحاني.

أسما (بمحاولة لتهدئتها): يا ماما، يقين على طول بتحب الهدوء وقعدتها لوحدها، إيه اللي مقلقك كده؟

أميرة (بخوف ام وقلق في صوتها): لا يا بنتي، مش زي كل مرة... وشها باهت وأصفر كأنها مريضة، الأكل ما بقتش تمد إيدها فيه. حتى لما دخلت عليها زعقتلها  عشان تروق البيت، لقيتها قامت روقت من غير ما تتكلم، من غير ماتنطق  ولا حرف! قلبي بيقول إن في حاجة مدايقاها بجد، حاجة كبيرة بنتي م كويسة ،مش دى يقين اللي كانت بتحب تناغشني فى الراحة والجاية ،ياتري فيكى اى يابنتى ؟!

يونس (بنبرة جدية وقلق): بصراحة عندك حق يا ماما، أنا كمان حاولت أستفزها وأهزر معاها كالعادة ، بس كل اللي عملته إنها ابتسمت وسكتت. يقين اللي نعرفها كانت ردت الكلمة بكلمتها م عادتها  تعمل كده.

أميرة (بتوسل): أسما هي بترتاحلك يابنتى عني ، ادخليلها وشوفي في إيه. يمكن ترتاح وتفضفضلك، يمكن بس محتاجة حد يسمعها وهتبقى كويسة .

أسما بتأثر : حاضر يا ماما، أنا هدخل لها دلوقتي. انتو خليتوني خايفة عليها بجد، ومش عارفة إزاي مخدتش بالي من اللى حصلها بس انا مسحولة فى المذاكرة .
--------------
في بيت أحمد، الفرحة والراحة ماليه المكان، فاتن مبسوطة بفرحة ابنها اللي مابتفارقش وشه من يوم ماخطب، وندى فخورة بنفسها وباللي حققته في دراستها العليا، وأحمد أخيرًا لقى اللي يملا حياته، لقى ونس له ، أخيرًا بقى عنده حاجة تملى حياته غير الشغل .

بطلة غير مثاليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن