الطيب و الحياة

الجزء التاسع

      جاء صباح يوم الاثنين الموافق 1992/10/12 وقام زكي حتحوت  من النوم فزعا علي صوت أمه وهي تنادي عليه من
الغرفة الأخري وكانت حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا بعد صلاة الفجر ....

الام :  زكي ، يا زكي، ياااااااازكي

زكي :  ايوه يا امي انا جاي حالا

الام. :  الحقني يا بني  هاتلي اشرب شويه ميه مش قدره
           اخد نفسي

زكي : اتي بالماء مخاطبا أمه خير يا امي فيكي حاجه

الام :  شربت الماء وقالت الحمدلله

زكي :  خير يا امي طمنيني عليكي ، تعبانه اوديكي
          المستشفي

الام :  خلاص يا ابني  انا بقيت كويسه

زكي : كويسة ايه يا امي انتي بتاخدي نفسك بالعافيه

الام :  يا ابني أن قولتلك اني كوبسه انت غاوي وجع قلب

زكي. :  طب يا امي ايه اللي حصل

الام. :  كابوس يا زكي بس كان كابوس وحش قوي

زكي :  خير يا امي كابوس ايه كفالله الشر

الام   :  شفت يا ابني  انا واخوك راكبين مركب في
          البحر مسافرين بس معرفش مسافرين علي فين

زكي :  وبعدين يا امي ايه اللي حصل

الام :  كانت المركبه ماشيه في امان والناس اللي معانا
         مبسوطين وانا واخوك كنا قاعدين بنضحك

زكي :  وبعدين يا امي كملي هي اللي حصل

الام :  وبعدين يا ابني مرة واحده قامت رياح  كبيرة
          مع برق ورعد وأمطار كثيره والمركب مش قدره
         تقاوم الموج ولا الرياح

زكي : وبعدين يا امي كملي

الام : المركب يا ابني مرة وحده انلقبت بينا كلنا ، وانا واخوك
          غرقنا في البحر

زكي : مره واحده شعر بانقباض قلبه وانتابه شيء من الخوف
          ثم انتبه الي أمه ليخفف عنها اثر ذلك الكابوس
          يا امي خضتيني , بقي كابوس يعمل فيكي كده

الام :  والله يا بني ده اللي حصل ، ومن اول امبارح وقلبي
          كل شويه ينقبض زي مايكون روحي بتطلع

زكي. ،:  اه يا امي متخافيش عمرك الشقي لقي ، وحاول  زكي
            يطمن أمه باي شكل من الأشكال ، وفعلا زال من
            من علي وجه أمه اثر الكابوس

الام :  طب قوم يازكي خد دش عقبال ما احهزلك الفطار

زكي :  ايوه كده يا امي مش تقولي كابوس ولا ما كابوسي

    ودخل زكي الحمام واخد دش ثم خرج وتناول إفطاره
وارتدى ملابسه وخرج يطمئن علي أمه وقبلها علي جبينها
ثم اتجه نحو أخاه الصغير وكان نائما مثل الملاك قبله هو
الآخر علي جبينه ثم انصرف إلي عمله .