الساعة الثالثة والنصف عصرا فى مدخل العمال الجنوبى حيث انصرفت الورديه الصباحية من عمال النظافة واستلمت الوردية المسائيه ، أصبحت الحركه هادئة جدا في المدخل وجلس زكى يفكر فى حاله ، و وجد هذا الخاطر سوف يأخذه إلى الذكريات الأليمة ، فتركها وجلس يذكر الله كما علمه الشيخ مجاهد ابو الخير ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ، وإذ زكى يسمع صوتا خطوات تسير بدلع فى الطرقة وانتظر ليرى من صاحب هذه الخطوات .ولكن كلما تقترب الخطوات ينقبض قلب زكى من المجهول القادم تجاهه وبعد برهة ظهر صاحب هذه الخطوات انها فهيمه آخر تفاهم امراءة جسدها ممتلئ سيقانها سمينه، ووجها كبير ومربع تضع مساحيق على وجهها ، كما تضع احمر شفاه فاقع اللون ولكن بدون مثبت لهذا الروج واقتربت من زكى .
فهيمه: مساء الخير. يا استاذ زكى
زكى : مساء الخير يا فهيمه ، ولكن ايه سبب تاخيرك حتى الآن ؟
فهيمه: تنظر إليه و تكلمه وهى تمضغ اللبان بطريقه دلع ابدا يا استاذ زكى عقبال ما خلصت العمل المكلفه به، غيرت ملابسي ووضعت المكياج.
زكى : يا سلام يا فهيمه والله انتى فعلا بتتعبي فى شغلك، تعالى أمضى علشان تروحى وتريحينا
من المنظر البايخ بتاعك ده .فهيمة : ليه كده يا زيكو يا حبيبي
.
زكى : زيكو حبيبك دا احنا بنهزر بقى .فهيمة : زيكو بقولك ايه ، انا سوف انتظرك في الخارج على الكورنيش الي أن تنتهي من عملك و نذهب الي السينما معا.
زكى : السينما، اذا انت ليس وراءك شيئا و متفرغ، انا لست متفرغ لك، و عليكي أن تذهبي من هنا في الحال .
فهيمه : يعنى مفيش فايده يا زيكو .
زكى : لقد قمتي بالتوقيع في دفتر الانصراف , اذا أن وجودك هنا الان ليس مرغوب فيه .
وفى هذه اللحظه لما يأيست فهيمة من استمالة زكى بالطريقه اللطيفة ، قالت فى نفسها ما فيهاش فائده ، لازم نجرب الطريقة الأخرى ، وما كان منها إلا أنها قامت بالهجوم على زكى بكل قوة ثم وضعت فهمها على فم زكى بالقوة مما أدى انتقال احمر الشفاة الى فم زكى ، وما إن وجد زكى ذلك الموقف وهجوم فهيمه عليه بالقوة ، رفع يده بكل قوه وقام بصفع فهيمه على وجهها وكان هذا هو المطلوب ، فوجىء زكى بأن فهيمة تصرخ بأعلى صوتها الحقونى الحقونى
وقامت بتمزيق ملابسها من الامام وكذلك قامت بتمزيق الأكمام وجعلت تصرخ بأعلى صوتها الحقونى الحقونى الحقونى الحقونى . وكان ابراهيم المفك اقرب شخص إليهم وبالطبع شاهد الأحداث من اولها اتى ابراهيم المفك مسرعا وتلاه جمع غفير من العاملين بالمجمع على صوت الصراخ و الاستغاثه .واصبح لا يقل عن مائة شخص فى المكان بما فيهم رئيس الورديه ومشرف الورديه السيد نبيل سلطان ، وكان هناك هرج ومرج فى المكان ، وكل ما كان على فهيمه عندما رأت هذا الجمع الغفير من الناس أنها قالت ، أن زكى ضابط الامن يريد أن يغتصبتى ، زكى كان يريد أن يغتصبنى ، وبالطبع عندما سمع الجمع الغفير هذا الكلام ورأوا وجه زكى عليه احمر الشفاه وشعره منقوش من أثر هجوم فهيمه عليه مع تمزيق ملابسها الكل تعاطف معها وأدان الجميع زكى ، وهنا أمر مشرف الورديه نبيل سلطان باخلاء المكان وأمر الكل بأن يذهب إلى عمله ، وأخذا زكى و فهيمه وإبراهيم المفك. إلى مكتب الأمن .....
أنت تقرأ
الطيب و الحياة
أدب الهواةشخصية بسيطة من القرية تجد نفسها في مجتمع مختلف تماما عن العادات والتقاليد