الجزء السابع عشر

1 1 0
                                    


    
وبعد أن انصرف كل من ابو شامه وحسين العتره و دوده موس وتركوا زكى فى غرفته الجديده وحيدا ، جلس زكى على حافة السرير يفكر ولكن شعر بأنه يوجد شيء فى جيبه ،وعندها تذكر الظرف الذى تركته له ماجى ولكنه لم يفتحه ، ففتح زكى الظرف وجده مملوء بورقات نقديه فئة مئتان جنيها ، أخذ زكى يعد النقود فوجدها خمسة آلاف جنيها .

    وحينها وضع زكى النقود على السرير  ثم نظر إلى السماء ، وقال بماذا تفيد النقود بعد ما ذهبت امى واخى ، ثم أخذ يبكى بشده كلما تذكر أمه واخوه، وعاد بالزمن إلى الوراء ليبحث عن السبب الذى جعلهم في هذه الحاله الاجتماعيه الفقيره ، فوجد أن دخول أباه مظلوما إلى السجن فى سرقة مبلغ كبير  الذي كان  في عهدته من الخزينه ولكن لم يستطع أن يثبت للمحمكه ذلك ، و حكمت عليه المحكمه خمسة  عشرة سنوات سجن مع الأشغال ووقتها كان زكى ابن الخامسة  من عمره وأخاه لم يزل فى عامه الأول .

    وأخذت الأحداث يتذكرها  زكي تباعا ، وتذكر عندما تراكمت أجرة السكن على والدته ، ولم تستطع والدته أن تدفعها فقام صاحب السكن بطردهم إلى الشارع مع اشياءهم في أحد أيام شهر يناير وكان ذاك  اليوم ممطر وشديد البرودة ، لولا أن عثر عليهم رجل طيب القلب فأخذهم الي بيته وقابلتهم زوجته بكل ود و ترحاب فقدموا لهم الطعام وناموا ليلتهم
حتى الصباح ، وكانت توجد غرفة فارغه علي سطح المنزل
فسكنوا فيها .

    وقام الرجل الطيب بإلحاق ام زكى بعمل في مصنع للملابس بالشارع المجاور ، ولكن سرعان ما تدهورت صحة ام زكى نتيجة اليوم  الذي كان فيه البرد قارسا والذي تم طردهم فيه من المسكن القديم ، وأصبحت ام زكى ملازمة الفراش لا تسطيع الحركة من شدة مرضها  وأخيه يبكي من شدة الجوع وما زال صغيرا في مهده ، مما اضطر زكى يخرج وهو في
هذا السن للبحث عن أى شيء من أجل أن يأتي بالطبيب إلى أمه ، وبعد أن بحث طويلا واعياه التعب جلس بجوار الحائط يبكى وإذا بطفلان في مثل عمره يقتربان منه ويسألانه ما يحزنك فيخبرهم بمرض أمه  و أخيه الذي يصرخ من شدة  الجوع وهو مازال في المهد طفلا صغيرا .

   و أخباراه الطفلان عن الحل وأنه  سوف يساعدهم في ذلك .

زكي : اذا ما هو الحل أخبروني امي مريضة وتحتاج الي
          طبيب وأخي يصرخ من شدة  الجوع ويحتاج الي طعام

الطفلين: توجد صيدليه كبيره من هنا ، كل ما هنالك أنك
            سوف تقوم برمى زجاج الصيدلية بقطعة من الحجر
            وتجرى بسرعة شديده وعندما يراك  صاحب الصيدليه سوف يتبعك بسرعة ويترك الصيدليه مفتوحه .

زكى : وماذا بعد ذلك .

الطفلان : سوف ندخل نحن الإثنان الصيدليه و نقوم بالاستيلاء علي النقود   التي في درج الخزينه ، ولكن اياك أن يمسك بك صاحب الصيدليه .

زكي : ولكن اين نتقابل .

الطفلان:  نتقابل عند مستشفي بولاق أبو العلا .

الطيب و الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن