وبعد أن انصرف كل من ابو شامه وحسين العتره و دوده موس وتركوا زكى فى غرفته الجديده وحيدا ، جلس زكى على حافة السرير يفكر ولكن شعر بأنه يوجد شيء فى جيبه ،وعندها تذكر الظرف الذى تركته له ماجى ولكنه لم يفتحه ، ففتح زكى الظرف وجده مملوء بورقات نقديه فئة مئتان جنيها ، أخذ زكى يعد النقود فوجدها خمسة آلاف جنيها .وحينها وضع زكى النقود على السرير ثم نظر إلى السماء ، وقال بماذا تفيد النقود بعد ما ذهبت امى واخى ، ثم أخذ يبكى بشده كلما تذكر أمه واخوه، وعاد بالزمن إلى الوراء ليبحث عن السبب الذى جعلهم في هذه الحاله الاجتماعيه الفقيره ، فوجد أن دخول أباه مظلوما إلى السجن فى سرقة مبلغ كبير الذي كان في عهدته من الخزينه ولكن لم يستطع أن يثبت للمحمكه ذلك ، و حكمت عليه المحكمه خمسة عشرة سنوات سجن مع الأشغال ووقتها كان زكى ابن الخامسة من عمره وأخاه لم يزل فى عامه الأول .
وأخذت الأحداث يتذكرها زكي تباعا ، وتذكر عندما تراكمت أجرة السكن على والدته ، ولم تستطع والدته أن تدفعها فقام صاحب السكن بطردهم إلى الشارع مع اشياءهم في أحد أيام شهر يناير وكان ذاك اليوم ممطر وشديد البرودة ، لولا أن عثر عليهم رجل طيب القلب فأخذهم الي بيته وقابلتهم زوجته بكل ود و ترحاب فقدموا لهم الطعام وناموا ليلتهم
حتى الصباح ، وكانت توجد غرفة فارغه علي سطح المنزل
فسكنوا فيها .وقام الرجل الطيب بإلحاق ام زكى بعمل في مصنع للملابس بالشارع المجاور ، ولكن سرعان ما تدهورت صحة ام زكى نتيجة اليوم الذي كان فيه البرد قارسا والذي تم طردهم فيه من المسكن القديم ، وأصبحت ام زكى ملازمة الفراش لا تسطيع الحركة من شدة مرضها وأخيه يبكي من شدة الجوع وما زال صغيرا في مهده ، مما اضطر زكى يخرج وهو في
هذا السن للبحث عن أى شيء من أجل أن يأتي بالطبيب إلى أمه ، وبعد أن بحث طويلا واعياه التعب جلس بجوار الحائط يبكى وإذا بطفلان في مثل عمره يقتربان منه ويسألانه ما يحزنك فيخبرهم بمرض أمه و أخيه الذي يصرخ من شدة الجوع وهو مازال في المهد طفلا صغيرا .و أخباراه الطفلان عن الحل وأنه سوف يساعدهم في ذلك .
زكي : اذا ما هو الحل أخبروني امي مريضة وتحتاج الي
طبيب وأخي يصرخ من شدة الجوع ويحتاج الي طعامالطفلين: توجد صيدليه كبيره من هنا ، كل ما هنالك أنك
سوف تقوم برمى زجاج الصيدلية بقطعة من الحجر
وتجرى بسرعة شديده وعندما يراك صاحب الصيدليه سوف يتبعك بسرعة ويترك الصيدليه مفتوحه .زكى : وماذا بعد ذلك .
الطفلان : سوف ندخل نحن الإثنان الصيدليه و نقوم بالاستيلاء علي النقود التي في درج الخزينه ، ولكن اياك أن يمسك بك صاحب الصيدليه .
زكي : ولكن اين نتقابل .
الطفلان: نتقابل عند مستشفي بولاق أبو العلا .
أنت تقرأ
الطيب و الحياة
Fanfictionشخصية بسيطة من القرية تجد نفسها في مجتمع مختلف تماما عن العادات والتقاليد