#ايلي
لم اصدق ما رأته عيني للتو .. بغض النظر عن بيتر الذي يجلس بجواري وفمه مفتوح من الدهشة
رحلت ريبيكا وهي تبكي و ذهبت ورائها بسرعة
" هييييه ريبيكا ارجوكي انتظري "
جلست علي احد المقاعد بالطرقة وهي تبكي و تغطي وجهها بيديها
" ماذا حدث للتو ... اهدئي فقط وتحدثي لي "
قلتها وانا اعانقها وهي لا تزال تستمر بالبكاء .
" لقد انتهي كل شيء ... "
" ما الذي انتهي .. اهدئي وحدثيني"
" انا لا .. لا ادرك ماذا يحصل . يمكنكي الذهاب ايلي ساكون بخير . اسفة علي افساد الامر بالنسبة لكي و لبيتر "
" لا لم تفعلي شيئا . و سيكون كل شيء بخير "
" اعلم ذلك .... ساكون علي ما يرام صدقيني يمكنكي الذهاب حتي لا تتاخري علي موعدكي .. لا ادرك حتي لما ابكي ... هذا تافه "
" لا شيء تافه .. لما تعتبرين نفسكي مشكلة ؟ "
" لان هذا هو الواقع و هو ما علي التعامل معه . احاول ان اصبح قوية طوال الوقت لكن لا زلت اتدمر من مواقف سخيفة كهذه . اشعر بالاحراج بسبب تصرفي هذا الان "
قالتها ريبيكا وانا احاول تفهم شعورها ولا اعرف لما تنظر الي نفسها بهذه الطريقة
" اتعلمين .. طالما لا تحبين الطريقة التي انتي عليها و لا تنظرين لنفسكي بانكي بشر و لكي الحق في البكاء و الشعور بالاحباط كما لكي الحق بالسعادة الابدية و انا متاكدة انكس تستحقين السعادة الابدية والنجاح والتوفيق لانكي شخصية طيبة وصديقة رائعة . اريدكي ان تري نفسكي بعيناي وادراك مدي الجمال و النقاء الذي انتي عليه ريبيكا "
" كنت واثقة من نفسي بالماضي . علمت جيدا ما الذي علي فعله والطريقة لتحقيق ذلك . لكن في مرحلة ما تدمر كل ذلك .. ومن وقتها كلما حاولت اصلاح الامور لا تتحول سوي للاسوأ . من العائلة والاصدقاء و المدرسة و المجتمع اللعين . ثم لا تريدين مني الشعور هكذا ؟ هل انا آلة "
توقفت عن البكاء لكنها تتحدث بانفعال . لن الومها فقد واجهت الكثير مؤخرا
" اسمعي . يواجه الجميع اوقاتا صعبة . نعم لم تكن حياتكي تسير بشكل جيد في الفترة الماضية وما حدث معكي لا يحصل عادة مع اي شخص طبيعي لكن كما قلتي انه واقع وان لم تواجهي الواقع سيدمركي . لا امر بظروفكي كي اتفهم الموقف لكنني استطيع الشعور جيدا بكي . انتي صديقتي الوحيدة ريبيكا . لا اريد منكي سوي اعطاء نفسكي الفرصة . عندما تحدثت معكي لم اصدق فعلا ان هناك شخصا في سنكي يفكر بهذه العقلية الجبارة . فقط تحتاجين الفرصة "
" حقا ايلي "
قالتها وارتسمت الابتسامة علي وجهها وهي تضحك باحراج
" حقا ريبيكا ... ايضا هذه الطريقة التي ينقلب بها مزاجكي تخيفني . كنتي تصرخين وتبكين منذ خمس دقائق والان انظري لنفسكي "
" ههههههههههههه هذا الامر يخيفني انا ايضا "
" هههههههههههه حقا ! "
" نعم . لما ساكذب مثلا . انا غريبة الاطوار صدقيني "
" بل انتي ممتازة "
قلتها وانا اعانقها
" اسفة علي افساد الامر عليكم يا رفاق "
" لا بأس . كان هذا الامر مشوقا . ولا يمنع هذا انني احتاج الي تفسير لما حدث "
" نعم .. عندما تعودين من حفلتكي يمكننا التحدث لاحقا "
" ساشتاق اليكي "
" انا ايضا . اتمني ان تقضي وقتا طيبا "
" وداعا "
ذهبت برفقة بيتر الذي ظل صامتا طوال فترة وقوفي مع ريبيكا واكتفي بان يلوح لها ويبتسم
" انها ...... غريبة ! "
قالها بيتر في دهشة وهو يفتح لي باب السيارة
" هيييه لا تقل عليها هكذا "
" لا لم اقصد ما فهمتيه . عنيت ..تتبدل احوالها بسرعة شديدة . كانت تبكي فجأة اصبحت تحدثكي وكان شيئا لم يحدث مطلقا "
" انها طيبة القلب وتعاني من الكثير في هذه الفترة .. يؤثر عليها هذا الضغط بشدة مما يجعلها تثور كما رأيتها لكن سرعان ما تهدأ "
" لم ار احدا هكذا ابدا "
" وها قد رأيت .. ليست ممن يحملون كراهية ضد الاشخاص او المواقف التي تحصل منهم "
" واو ... تتحدثين عنها وكانها نفسكي "
" لا اعرفها منذ عشرات السنين و لا اجلس معها يوميا لكن بمجرد ان يدرك الانسان انه اختار الشخص المناسب . لا يحتاج اي شيء اخر للتوضيح . قررنا ان نكون صادقتين مع بعضنا وها نحن ذا "
" هذا مذهل .. اتمني ان تستمر صداقتكما للابد "
" شكرا بيتر "
قلتها مع ابتسامة وانا انظر اليه .. اشعر انه يريد قول شيء ما . و هذا البريق بعينيه ... استطيع النظر اليه للابد بدون الشعور بالملل
" هذا الفتي الذي سلم علينا .. جاستن اهو حبيبها ؟ "
" لا .. لكن اظن انه سيكون هكذا قريبا "
" غريب . كان ينظر اليها بطريقة .. لا تشغلي بالكي "
" لا لا .. اكمل .. كيف عرفت ؟ "
" انا شاب . اتعتقدين انني لم اتعامل مع الناس يوما ام ماذا ! "
" لا فقط .. وقفت معه لدقائق معدودة "
" يمكنكي القول ان لدي موهبة ما "
" هههههههههه حسنا اذا "
" افتحي هذا "
قالها بيتر مشيرا الي شيء يبدو كمفكرة
" ما هو ؟ "
قلتها وانا امسكه احاول ادراك ما يكون
" انه البوم صوري مع اصدقائي من ايان الثانوية .. عليكي معرفة شيء عنهم علي الاقل قبل الذهاب للحفل "
قالها بيتر مبتسما بذكاء .. احيانا اشعر انه رجل نبيل جاء من قصر ملكي و احيانا اشعر انه مغفل كبير يحب الضحك والجنون
امسكت الالبوم وبدأت بالتأمل في الصور التي به و بيتر يتولي مهمة سرد قصة كل صورة من الصور
" واااو . كم هذا جميل بيتر .. ان تحتفظ بكل تلك الذكريات ايضا ان تتذكر مواقفها بالتفصيل "
" لا يمكنكي الهرب من الماضي .. الماضي هو ما جعلني هكذا الان و هو ما تسبب لي بهذه الحياة . كيف لي ان انساه "
" انت محق ... انت دوما محق "
#ريبيكا
سرعان ما هدأت بعد الكلمات التي قالتها لي ايلي و عدت للمنزل
كانت محقة بكل كلمة قالتها كما انني سعدت كثيرا لانها فهمت ما بداخلي بدون ان اتحدث
" حبيبتي . هيا من اجل الغداء "
قالتها امي وهي تطرق باب الغرفة
لا اريد تناول شيء لكن سافعل كي لا تظن ان هناك خطبا ما . ايضا لانني لم اكل معهم بالامس
" ساخذ حماما سريعا وآتي علي الفور "
" لا تتأخري "
" بالطبع "
ارحت جسدي بالماء الساخن واغمضت عيني افكر بما حدث اليوم .. ايعقل ان جاستن يحبني فعلا ! لكن . ماذا عن هايدي . وماذا عن كل الفتبات الاخريات بالمدرسة ايتركهم وينظر لي انا !
و شجارنا السخيف اليوم . يا الهي كم انا غبية بالطبع سيبتعد عني للابد من بعد ما حدث . لو استطعت فقط الرجوع بالزمن !
دوما ما اتصرف بغباء ثم اندم علي ما حدث
" هيا ريبيكا انا جائع . واشتاق اليكي لم اركي منذ فترة "
" قادمة حالا ماركو "
قمت علي الفور و ارتديت ملابسي و نزلت للغداء . احتجت بالفعل لهذا الوقت مع عائلتي
" ماركو . اشتقت اليك كثيرا "
قلتها وانا اعانقه بقوة . اشعر بالسوء لانني لم امضي معه الكثير من الوقت في الايام الماضية
" لما تبدين حزينة ريبيكا "
" كل شيء بخير آنا . لا تقلقي "
" حقا ؟ يبدو جيدا ان هناك خطبا ما "
" فقط منزعجة لانه حدث شجار بين بعض الزملاء و بغض النظر عن ذلك فقد تدربت جيدا وانا مستعدة للمباراة "
" حسنا ... عليكي الاكل جيدا . تبدين شاحبة "
نعم لم نستغرق كثيرا ونحن نتناول الغداء ونمزح لكن عدل ذلك من مزاجي كثيرا ووجود آنا و شخصيتها المرحة اضفي نكهة رائعة للجو
" من يريد المثلجات ؟ "
قالتها امي وهتفوا جميعا بالموافقة . علي عكسي لا ارغب سوي بالقهوة
" ماذا عنكي ريبيكا ؟ "
" لا اعتقد انني احبذها حاليا .. ساعد قليلا من القهوة "
تمددت علي الاريكة مع كوبي و سماعات و الموسيقي خاصتي بينما هم يشاهدون التلفاز .. احاول تصفية ذهني و التركيز بشكل تام و استرجاع كل ما تعلمته و عملت من اجله في الشهور الماضية
كنت ارتب كل شيء في دماغي بطريقة معينة و تركيزا علي النقاط الاهم
لكن قطع تركيزي صوت الجرس
" ماركو . ارجوك تعال وافتح "
قلتها لماركو الشارد تماما في التلفاز
لذلك اختصرت الامر و قمت بنفسي
بالكاد فتحت الباب حتي اصبت بالصدمة الفادحة
#جاستن
عدت للمنزل ثانية وجلست في غرفتي بصمت تام مع كريس الذي يكتفي بالنظر لي
" ما العمل اذا "
" لا اعرف "
" استذهب اليها الان ؟ "
" لا اعرف "
" هل .... "
" قلت لا اعرف "
قلتها غاضبا وانا اصرخ في وجه كريس الذي تغيرت ملامحه علي الفور " هيييييييه . انا احاول مساعدتك هنا . توقف عن هذه التصرفات والا لن تصبح الامور جيدة ابدا . اقدم الاعذار من اجلك منذ بداية اليوم حتي لا اغضب منك و اتحامل علي نفسي لكن لا تسعد بهذا الامر و تتمادي في اهانتي يا رجل . لو لم ارد مساعدتك لذهبت ببساطة الي منزلي اللعين و ارحت جسدي قليلا من اجل الغد "
قالها كريس وهو يقوم من مكانه ... الان تنبهت لنفسي فعلا
" هيييه كريس .. انتظر ارجوك انا اسف . فقط اشعر بالكثير من الاشياء المتضاربة ولا بسعني التفكير بشيء . اسف حقا "
تنهد كريس ثم اختفي الغضب من ملامحه تدريجيا
" لا بأس . انا اتفهم . لكن لا تكن فظا لهذه الدرجة . كدت ان اكسر لك فكك "
" اسف "
" هيا عليك الذهاب اليها وانهاء هذا الامر . سئمت من هذه العلاقة الغريبة "
" حسنا .. امممم اخبرتني عندما كنا في المستشفي انني ابدو وسيما عندما ارتدي قميصي الابيض وتلك السترة الجلدية "
" اووووه !! قلت لك . هناك شخص ما معجب "
" ههههههههههههه لا . لو كان الامر كذلك سيظهر بالتاكيد . علي كل حال . الي اين اصطحبها ! "
" لا اعرف يا رجل انت من تقترح دوما كل شيء علي . كيف تقلبت الاحوال لهذه الدرجة "
" ههههههههههههههه نعم . اصبح الامر غريبا "
" فقط حاول حوارها ثم قررا لاحقا الي اين تذهبان "
" اها "
" و تذكر كل ما سيحدث جيدا . اريد معرفة التفاصيل هااااه ؟ "
قالها كريس بخبث و هو يضحك
" كريس ... لما تشعرني انك فتاة ؟ اصبحت تهتم بالتفاصيل بطريقة غريبة "
" هههههههههه ماااذااا ! انا فقط اريد الاطمئنان علي صديقي "
" هذا واضح "
" حقا اخبرني بكل شيء "
" اغرب وجهي "
قلتها لكريس الذي خرج كي اغير ملابسي . وبالفعل ارتديت ما اوصتني به ريبيكا عندما اخبرتها انني معجب بفتاة
" اووه ! لقد كانت محقة . تبدو رائعا جاستن "
قلتها لنفسي و خرجت مجددا لكريس الذي انتظر بالاسفل مع كارل
" اين ابي ؟ "
" انه نائم . يبدو متعبا قليلا سيدي "
" اعتني به جيدا كارل . لدي الكثير من الاشياء لفعلها اليوم و غدا "
" بالطبع سيدي "
اشرت لكريس ان يقوم و ياتي معي لكنه رفض .. وهو محق . ما هذا الغباء . انا من ساطلب منها الخروج وليس هو
تلك الفتاة قلبت موازيني باكملها
#ايلي
ذهبت للحفل مع بيتر ... بدا الجو رائعا و المنظر مذهل . كان هناك الكثير من الناس علي عكس ما توقعت تماما
فور ان وصلنا تلقينا ترحيبا هائلا . او بالاحري كان الترحيب ببيتر
كان البعض يتهامسون وينظرون لي في اعتقاد منهم انني حبيبته وهذا ما زادني حرجا .. انني جئت بصفتي لا احد وايضا لست مقربة من بيتر كما هو الحال معهم لذا لم تكن هذه بداية موفقة بالنسبة لي
" هذا براندن . صاحب الحفل . و زوجته ايمي . و ها هو ريكي ... مرحبا ايها البطل "
قالها بيتر بينما سلمت انا عليهم و تعرفت علي الجميع
" اظنكي مرتاحة اكثر الان اليس كذلك "
قالها بيتر هامسا في اذني ويده علي خصري للحظات
" ليس كثيرا .. لكن افضل بالطبع "
" بيتر .... هياااا حان وقت الجنون "
" ووووووهوووو انا قادم حالا .... "
قالها بيتر بصراخ وحماس جنوني وهو يخلع سترته ويلوح بها في الهواء " علي الذهاب الان .. ساترككي مع الفتيات . استمتعي بوقتكي "
" حسنا "
تجولت قليلا في المكان في صمت . اشعر بانني غير مرغوبة هنا وهذا يزعجني بشدة
لم اكمل الساعة وانا اقف كالتائهة الي ان تقدمت شابة لي بكوب من المشروب وهي تبتسم
" شكرا لكي "
" تبدين خجولة جدا .. لما تقفين بعيدا هكذا . تعالي معي "
" انا فقط .. لم اعتد جو الحفلات ت
" لا باس كنت كذلك ايضا .. الي ان تعرفت علي تلك المجموعة من المجانين "
قالتها مشيرة اليهم وهي ترافقني لمجموعة من الشابات وكما تعرفت عليهم منذ قليل فهن زوجات و حبيبات اصدقاء رحيلي
" لما لا تحتفلين معنا . الا يعجبكي الجو ام ماذا " قالتها احدي الفتيات بطريقة لم تعجبني في الحقيقة . اخبرت بيتر قبل مجيئنا ان وجودي لن يكون مرغوبا فيه
" انا اسفة .. اعذريني "
قلتها وابتعدت ابحث عن بيتر كي اخبره انني اريد الرحيل
لكن وجدته يمرح مع اصدقائه و يضحك بطريقة لم ار لها مثيلا من قبل وهم يقفزون في البحر
" هيييه بيتر انا . .. "
" ايلي هذا رائع . عليكي حقا رؤية تلك الحركة ووووووهووووو . هياااا جو "
قالها بيتر صارخا بجموح . في الواقع لم اره سعيدا لهذه الدرجة ابدا لذا قررت تركه من اجل قضاء و قته مع اصدقائه و الرحيل انا
دخلت كي اخذ حقيبتي و استئذنت ثم ذهبت . ولم يبالي احد بوجودي او رحيلي
#ريبيكا
فتحت الباب ووقفت كالمصعوقة
كان ابي . يقف وهو في حالة يرثي لها
شعرت بالكثير من الاشياء الرهيبة في آن واحد
كما ان الافكار بدأت تتوالي في راسي عما اذا كان سيفعل شيئا بي بسبب هربي من كاليفورنيا . واتسائل في نفس الوقت عما حصل له
" ريبيكا ... حبيبتي . انا اسف . ارجوكي ... "
لم اتوقع هذا ابدا لكنني وقفت كالتمثال انظر له باستغراب وتوتر شديد
" امي ..... "
" ما الامر ريبيكا ... "
" امي ارجوكي ... امي "
" ما الا....لكني لم تكمل امي الكلمة ووقفت في صمت هي الاخري بعد ان رات منظر ابي
" والتر !!! ما الذي جاء بك . وما الذي فعل بك هذا "
فور ان تحدثت امي بدأ ابي بالبكاء وركضت انا للداخل بسرعة اخذت ماركو و صعدت به للاعلي . اعلم انه مع وجود ابي ستصبح الامور كارثية . اوصيت ماركو الا يتحرك من الغرفة ووقفت استمع الي حواره مع امي من اعلي السلم
" مارلين . سامحيني ارجوكي انا اسف علي كل شيء فعلته يوما لكم . لا اربد سوي مسامحتكي انتي والاولاد . اريد ان تسامحني ريبيكا .. ارجوكي مارلين "
شعرت بالخوف للحظة . لكنني نزلت اليهم بالاسفل وانا اراقب الحوار بترقب
" ماذا حدث لك والتر . ولما اتيت "
" انها تلك السافلة .. حاولت الاستيلاء علي جميع ثروتي والهرب . لكنني اكتشفت الامر في اللحظة الاخيرة و طردتها للخارج
لقد اخطئت كثيرا بحقكم . انا اسف . لا اريد سوي المسامحة ثم يمكنكم فعل ما تشائون بي "
قالها ابي وهو يبكي بانكسار شديد . شعرت بالشفقة عليه في الحقيقة لكن . لن اسمح بهذا ان ينسيني ما فعله لي ولعائلتي
" ريبيكا سامحي عزيزتي ... طالما كنتي طيبة القلب ومتسامحة "
" امي . ارئيتي فستاني الابيض ! " ليس لدي فستان ابيض اساسا لكني احاول فقط غلق مجالات الحوار
" اعلم انني اعطيتكم الكثير من الوعود الكاذبة لكن صدقوني هذه المرة انا صادق بكل حرف انطقه . ريبيكا ارجوكي استمعي لي "
ظلت امي صامتة وجائت آنا ايضا لا تعرف ما الذي يجري
" سانتظر بالخارج امي "
" ريبيكا ... ارجوكي عزيزتي لما لا تستمعين الي .. لما لا تعطيني فرصة اخيرة ... "
تضايقت من كلامه كثيرا . وهو لا يزال مصمما علي حديثي معه لذا قررت اعطائه ما يريد
" ماذا تريد مني ابي "
" اريد منكي ان تسامحيني علي كل ما فعلته .. لم ادرك قيمتكم حقا سوي الان . انا اسف " انظروا من يتكلم عن المسامحة الان .. اتعرف كم مرة حاولنا اعطائك الفرصة كي تعود الينا ونعيش حياة طبيعية لكنك ظللت مصمما علي تركنا . اتعلم انني اضطررت الي تحمل مسؤلية المنزل مع امي وتحمل مسؤلية اخي الصغير بينما لا زلت في الثانية عشرة من عمري بدلا من ان اقضي اجمل ايام حياتي ! ... اتعلم ان امي انقلبت احوالها واصبحت تصرخ فينا وتبكي طوال الوقت بسببك .. و انخفضت علاماتي بالمدرسة و تخلي اصدقائي عني بسببك ! لن تدرك ابدا مقدار الالم الذي سببته لي انا علي الاقل . اذا سامحوك هم فهذا خيارهم .. لكن لا تتوقع مني ان اسامحك ايضا بالمقابل يكفي ما فعلته بي عندما اتيت لمنزلك ... ابتعد عني "
قلتها بغضب يكاد ان يفجرني .. وللمرة الاولي افصحت عما اخفيته لسنوات
افلتت يده و خرجت تاركة له غارقا في ندم وحسرة شديدة . لكن لن ادمر نفسي بعد الان حفاظا علي مشاعرهم
خرجت للحديقة واستندت علي السور وانا اتنفس بقوة
" اهدئي ريبيكا . لديكي مباراة مهمة بالغد .. لا تدعي احدا يقلقكي " قلتها لنفسي وانا اغمض عيناي . احاول الانشغال باي شيء غير ما حدث لكن لم يجلب لي ذلك سوي الصداع
تجولت قليلا حول المنزل لا اعرف ما افعله كما انني لن ادخل اليه مجددا
#جاستن
ذهبت لمنزل ريبيكا و التوتر يملؤني . رأيتها واقفة بالفناء ويبدو انها قلقة بشان شيء ما .. علي الرغم من اني توقعت لكمة تطيح ببصري لكن اكملت اليها
" جاستن .. !"
قالتها ثم ركضت تجاهي ووقفت بدون ان اصدق .. هذه الفتاة متقلبة الاحوال
عانقتني واحكمت ذراعيها حولي . اشتقت لذلك العناق جدا
" انا اسف .. علي ما حدث اليوم "
" خذني بعيدا جاستن "
قالتها بدون ان تبتعد عني . مررت اصابعي خلال شعرها .. وبشكل غير مبرر كان وجهي علي عنقها . اردت تقبيلها لكن امسكت نفسي عن فعل ذلك
" انتي بخير ؟ "
" اريد الذهاب بعيدا "
افلتتها وكانت تتنفس بقوة مع وجهها الاحمر . نظرت لعينيها لثوان ثم اخذتها لسيارتي
لم تنطق بكلمة واحدة و ظلت تنظر للخارج لذا قررت التكلم
" انا .. اسف بشأن ما حدث اليوم و .. اسف بشأن هايدي "
فقط نظرت لي باستغراب ولم تتكلم
" تعلمين ... هي تفعل ذلك فقط . تريد ان يكون كل شيء لها "
" لا بأس .. انا اسفة ايضا "
" اذا ... كل شيء اصبح بخير ؟ "
" نعم ... الي اين سنذهب ؟ "
" علي اخبار شخص ما عن بعض الامور "
قلتها ووقفت امام مكان مظلم سرعان ما اتضح لريبيكا انها المقابر ... اتيت من اجل امي
اخرجت باقة الورود من المقعد الخلفي
" لن اغيب طويلا "
قلتها وذهبت الي مقبرة امي ووضعت عليها الورود .
" اشتاق اليكي كثيرا . . تمنيت ان تكوني موجودة كي تشجعيني بالغد و تفخري بي وتعطيني الحماسة كما فعلتي دوما . لكن اعلم انكي لا زلتي تراقبيني و تدعميني .. لطالما فعلتي "
لم اكمل الكلام حتي اختنقت بالبكاء . هذا صعب حقا
" وقعت بالحب ... نعم . هي بالخارج معي . تلك الفتاة التي طالما تسببت معها بالمشكلات . الحياة غريبة . لكن ها نحن ذا نتخبط في ارجائها .... تمني لي التوفيق امي . ستكونين دوما بقلبي "
عدت وانا امسح دموعي بينما لمحتني ريبيكا
" اسف اذا تاخرت "
" لا مشكلة "
" لقد كنت مقربا جدا من امي ... كانت صديقتي مثل كريس واكثر حتي "
" نعم .. هذا جميل "
لم تتحدث كثيرا .. اكتفت بالنظر من النافذة وبدت حزينة جدا
اخذتها للبحر وجلست تسند راسها علي كتفي .
" اريد اخباركي بشيء ما ... "
" اها "
" اريدكي ان تغمضي عينيكي "
نفذت ما قلته. اعدلت جلستي و امسكت بيدها لاضعها علي قلبي
" اتشعرين بذلك "
" نعم "
" انه ينبض بحبكي منذ ان كنا في لوس انجلوس .. منذ ان تقربت منكي اكتشفت اني كنت احمقا جدا حتي لا اعرف قيمتكي ... انا احبكي كثيرا ريبيكا . ولا اتحمل السكوت عن هذا بعد الان "
انتهيت من كلامي وامسكت بيدها كي اقبلها .. كانت باردة كالثلج . ظلت صامتة لدقائق لا تعرف ماذا تقول بينما انا انتظر بترقب شديد
" جاستن .. هذا . مفاجيء "
" اعلم ان الوقت ربما لا يكون مناسبا لكن . لم استطع الصمت اكثر . ما قولكي ؟ "
" انا ... اقدر مشاعرك تلك حقا لكن .. انا اواجه وقتا صعبا الان . حقا لا يمكنني التفكير باي شيء مطلقا . ولا اريد اعطائك كلمة نندم عليها لاحقا . لذا ارجوك اترك الامر لبعد المباراة "
اصبت بخيبة الامل . وظننت ان هذا يعني الرفض . لكن يبدو فعلا انها مضغوطة جدا
" انا اسفة بالفعل .. لكني اواجه وقتا سيئا جدا "
" انا اتفهم ... امممم . اذا لم يكن هذا الامر موفقا . يمكننا البقاء اصدقاء . صحيح ؟ "
" نعم بالطبع "
" ما رايكي ان نتناول بعض القهوة ؟ "
" حسنا "
قالتها بابتسامة مصطنعة كي تخفي الحزن الظاهر عليها.
*********************************
خلص البارت اتمنى يكون عجبكم
شكرا ع الفوتس و الكومنتس
اغنية البارت
Eminem ft. Rihanna
Love the way you lie
#IHF♥
M
أنت تقرأ
Real Friends
Teen Fictionهذه القصة تتحدث عن صداقة فتاتين فرقتهما الاعمار والمسافات لكن هذا لم يكن عائقا ابدا امام اتفاق الارواح في اي زمان ومكان ريبيكا وايلي فتاتان مرتا بالكثير من المشاكل في حياتهما والرحلات الشاقة في سبيل ايجاد الصديق الحقيقي ولم تكونا تعرفان ان القدر...