الجيلي وقت سمع الكلام من الزعيم .. سكت مسافة ..ورفع راسو وقال ليهو .. (أناموافق) .. ابوهو طير عيونو وقعد يعاين ليهو .. وخالو قال ليهو موافق؟ !! موافق علي شنو يا الجيلي ؟.. قال ليهو موافق على شروط الزعيم دي كلها .خالو قال ليهو من وين بتجيب ده كلو؟ قال ليهو ياخال (استغفر الله) .. الله أبوابو بالخير والرزق ماجفت ..
الزعيم قال ليهو ..على الاقل يا الجيلي ياولدي ..ادي روحك فرصة وفكر في كلامي ورد لي .. قال ليهو مادايرا ليها تفكير ياعم .. انا موافق .. الزعيم قال ليهو خلاص اخد الوقت البريحك وتعال لي . البت قدامها قراية .. قال ليهو انا ياعم احمد..
زاتي مامستعجل .. سنة .. سنتين تكفيكم ؟ قال ليهو خير تكون اتعلمت البكفيها ولو غيرتا رايك في اي لحظه كلمني ..قاليهو مابغير راي انا خلاص قررت .. ومشو على كدي.
لمن طلعو الابو محتار في كلام الزعيم .. ومستغرب في كلام ولدو اكتر .. وقال ليهو ياولدي انت متأكد من قرارك ده؟.. قال ليهو تمام التاكيد يابا..
الحصل انو باكر من الصباح الجيلي عندو اربعة معزايات وداهن السوق وباعن الاربعة .
وشال القريشات.. واخد العفو من امه وابوهو وسافر الخرطوم عنده اصحاب هناك ..اصحاب بشدو الحيل .. قالهم انا عندي نية اغتراب .. وقفوا معاهو وقفة رجال .. طلع اوراقو.. جوازه وحاجاته ..وبي اختصار ربنا وفقو بي عقد عمل . بواسطة اخو صاحبو في جدة .. وبعد اسبوع فقط .. رسل جواب لي ناس البيت ..وقال لهم انا مسافر السعودية .. ولو ما وفيت بشروط الزعيم مابرجع .. وفعلا"سافر..
سافر الجيلي ..من دون يودع امه وابوهو ..
ومن دون يودع روحو بدريه ..
بدور التم تمامة الخير ..
هجا بي سبب القروش ..
هجا فوق درب العزابات والضنى ..
هجا من اجل الطمع ..
في شان مباهات الزعيم ..
هجا شان يقدر يطول ست البنات..
وسافر ..
والتطورات دي كلها الزعيم موعارفها .. لكن بدرية عندها كل التفاصيل من صفية .. ومنتظراهو على احر من الجمر .. وحبها كل يوم بزيد .. بعد فترة من الزمن .. الزعيم سمع انو الجيلي سافر السعودية .
وقال لي الجماعة .. هسع السنتين بتنتهي.. وانا على وعدي .. الزول ده كان قدر يوفي على الطلاق انا مابنط من كلمتي ..
بعد ما الجيلي سافر ..الحلة بقت مسيخة .. والبيت بقى شكلو كئيب .. وناس القوز التقول ميت لهم زول ..
ونستهم مسخت وشلتهم انشلت .. والضحكات والفرحة زالت .. الجيلي كان روح الحلة .. الجيلي كان بخدم الناس .. ويساعد .. لوكان في عرس في الحلة .. الجيلي بكون اول زول يجي يشتغل ويخدم الضيوف .. وكان في بكا بكون متواجد اكتر من اهل الميت .. الزول زول واجبات .. والناس كلها بتحبو ..
الناس كلها فقدت الجيلي.. المراة والراجل والكبير والصغير .. والطفل والعجوز .. من الله خلقو ماجاب مشكلة لزول ..
الزعيم الله يسامحو اتسلط عليهو طفشو من البلد ..
مرت الايام و والخبر مقطوع من الجيلي ومومعروف الحاصل عليهو شنو .. ومررررررررت الايام ..
في يوم من ذات الايام كان في عرس في الحلة .. والناس جو من الخرطوم وفي ناس اغراب جو .. في واحد من اولاد المدينة .. شاف بدرية في المناسبة .. اسمو (منتصر ).. وسأل منها ..قالو ليهو في واحد اتكلم فيها ..وابوها خته ليهو شروط.. مدتها سنتين .. قال ليهم الشروط شنو؟ وروهو .. قال ليهم انا بوفي الشروط دي في اسبوع ..
قال كدا.. لانو غني.. وابوهو رجل اعمال وعندو املاك في العاصمة.. وقالو كان وزير سابق .. وزول معروف والزعيم بعرفه .. أها معتصم ود المصارين البيض .عمل فيها ماعارف المعلومة بتاعة البت متكلمين فيها ..
بعد كم يوم معتصم كلم اهله ..وقال ليهم انا عايز بت الزعيم حاج احمد شفتها في العرس ..
نمشو تخطبوها لي ..واهلو فرحو جدا .. لانو الزعيم راجل معروف ..وايدو واصله في البلد كلها ..
صاحب نفوذ .. وهم حيستفيدوا منه اجتماعيا واقتصاديا" .. وكلها كم يوم قرروا يسافر للزعيم في البلد ويخطبو بتو ..
ويوم في الضهرية كدا ..في تلاتة عربات جديدة مقفلة ومظلله.. دخلت الحلة .. ووقفت قدام بيت الزعيم .. في مشهد مهيب ..
ونزلو منها ناس نضاااااف ولابسين جلاليب مكوية وتلمع وشالات واحدين لابسين بدل بالكرفتات .. ناس سمحين سمحين كدا يلمعو ..ودخلو على حاج احمد .. ومن وقتو حاج احمد حس انو الناس ديل ناس خطوبه وناس عرس ..
المهم الضبايح رقدت هبطرش وفي لحظات الغدا جهز للضيوف .. والديوان اتملا من ناس الحلة ..
وفي واحد من الضيوف نادى الزعيم على جنب ..وقال ليهو ..الناس ديل جايين يطلبو بتك .. الزعيم طبعا بقى في موقف محرج .. لو الناس ديل طلبو البت وأحرجهم وقال لهم البت متكلمين فيها ..بكون فقد شريحة كاملة من الواجهة الاقتصادية والاجتماعية .. وكسر خاطر ناس ليهم وزن .. وعشان منو؟ عشان الجيلي المقطع الفقران ..
وكان وافق عليهم بفقد هيبتو ومصداقيتو في الحلة .. لانو ناس الحلة كلهم عارفين انو ادى الجيلي كلمة والجيلي رابطو من لسانه .. كدي بعد الغدا نشوف البحصل .
أنت تقرأ
ضياع الدر .. طارق اللبيب
Aléatoireالقصة التي احزنت كاتبها قبل قرائها .. واعتصرت دموع القلب من بين جوانحه .. حضروا المناديل .. يقول عنها كاتبها طارق اللبيب .. ماأشد المرارة عندما تضيع الاشياء الغالية .. وخصوصا" اذا كان هذا الضياع .. يتعلق بأرواح نقيه ونفوس طيبة .. هو ما سأحكيه لكم في...