الجزء الخامس عشر

1K 57 16
                                    


كان الجو اكثر دفئاً مع أشعه الشمس المتراقصه مابين أغصان الأشجار ،حتى هبط ارضاً وبدأ يسير بخطواته الثقيله مع اتباعه وهم خلفه ليشتد البرود وتختفي الشمس فجأه خلف الغيوم ،فتتحول أوراق الأشجار تحته التي يخطو عليها الى رماد كلما سار للأمام
رفس الباب داخلاً بكل جبروت ليقف الجميع مُنحنياً له
فقد كان رجل في عقده الرابع ذو شعر رمادي يمتلك بنيه جسديه ضخمه لا تناسب عمره ابداً وملابسه السوداء مع عبائته الزرقاء الي تتطاير خلفه والمربوطه مابين كتفيه الضخمين كان يُغطي احدى عينيه ويرى بالأخرى
ليقول كيفن: اهلاً بقدومك سيدي
تجاهله الزعيم ليتقدم جالساً على احدى الأرائك رافعاً احدى قدميه على الاخرى لينظر الى اتباعه وهم يقفون امامه قائلاً: اذاً اين ملكتنا
تناقلت النظرات حول بعضها ليراقب الجميع بقلق
فأردف كيفن :هي في نزهه مع حارسها ...ستكون هنا بعد قليل
وبين الحشد الواقف حول الزعيم امسكت سالي بمعصم كاترين لتسحبها خلفها مُتجه نحو المطبخ
توقفوا هناك لتضغط سالي على عينيها مُحاولةٍ شرح الموضوع لكاترين قائله:يجب ان لا تراكِ
عقدت كاترين حاجبيها بعدم فهم لتردف سالي بعدها وهي تمسك كتف كاترين : ارجوكِ فقط افعلي ما أقول لكِ ولا تطلبي الفهم فالأوضاع مُشوشه بما فيه الكفايه
أزاحت كاترين بناظرها بعيداً تُفكر بما يحدث هنا حتى أردفت وهي تنظر للارض: حسناً ...لكن في النهايه انا سأخذ صديقتي ونعود ادراجنا

——

ابتعد هو عني طالباً الهواء لألف وجهي يميناً مُحاولةٍ عدم النظر في وجهه ،ليضحك بهدوء ناهضاً
مد يده نحوي قائلاً:دعينا نعود ادراجنا


حال وصولنا القلعه كان الخدم سريعين يركضون هنا وهناك والجميع متوتر ،نظرت لايان بتسائُل ليبتسم قائلاً: لقد وصل الزعيم
فشدني بسرعه خلفه مُتجهين نحو غرفتنا
دخلنا بالفعل ليتجه بخطواته نحو النافذه قائلاً: سأقوم بقلع هذه الشجره
نظرت اليه لاقول بتردد وبصوت شبه مسموع: لربما لا أحتاج للهروب بعد الان
ليعود بسرعه مُمسكاً بوجنتي بخفه شديده قائلاً: اجل ولِمَ لا
ارتبكت مُحاولةٍ الابتعاد ،لكنه شد الامساك بخصري قائلاً: لِمَ انتِ جميله هكذا؟...مالشيء المميز بكِ واللعنه..لِمَ تجذبيني نحوك دائماً
ازدادت نبضات قلبي مع كل كلمه تخرج من ما بين شفتيه لأشعر فجأه بشيء يخترق قلبي كالسيف بل شيء اصغر منه لكن ذو تأثير اقوى لأسقط ارضاً مُمسكه بقلبي وانا الهث لطلب الهواء
نظر الي ايان بهلع مُجثى بمستواي ليقول بارتباك :ماذا هناك
لامسك بمعصمه قائله وانا احاول التنفس :اشعر وكأن هناك شيئاً غُرس في قلبي
لينهض بسرعه مُحاولاً البحث في الإرجاء عن الترياق
اُكثر بحثه لكن لم يجد شيء
عاد الي قائلاً: سأعود حالاً لا تتحركي فقط قاومي
ليخرج مُسرعاً
فأمسكت السجاد تحتي وانا احاول التغلب على ما يحفر قلبي ،قطعت نفسي لان تحرك أضلعي كان يتمادا بسحقي
اشتدت حرارتي وأصبح لون وجهي اكثر حمره
لازفر الهواء دفعه واحده صارخه بعدها من شده الالم
وكأن أضلعي اخترقت قلبي
ليسمع جميع من في القصر صرختي ناظرين لبعضهم بهلع
تقدم ايان نحوي اما سالي كانت تراقب بقلق ما يحدث لي
لتقول لايان : أعطها الترياق
فصرخ ايان في وجهها وهو يحاول ادخال السائل ما بين شفتي :انا احاول
شربته كُلِّه حتى ساد السكون في ارجاء جسدي لأرفع نفسي قليلاً ناظرتاً لايان ،راقبت نظراته تجاهي التي توسعت
فهمست وانا احاول التحدث :ماذا هناك
لأنهض مُسرعه لإحدى المرآيات
توسعت عيني لمصرعيها، من هذه ،هل هذه انا؟؟
لِمَ عيني سوداء اين بياض عيني ؟
حتى اجتاح الالم نفسه جسدي من جديد وقبل ان أقع تقيأت كل ما احمله من دماء
رائحه الدماء شبيهة الحديد الرطب ومنظره على جسدي جعل الرؤيا عندي مشوشه لاتشبث بأحدى طاولات الشاي حتى لم اشعر بجسدي فسقطت ارضاً مُغشى علي

«كَأسَاً مِن دِمَائِي»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن