الجزء السابع عشر

2K 89 32
                                    


صباحاً هادئاً مليئاً بأصوات الطيور التي تُزقزق بالقرب من النافذه عند شجرة التفاح القريبه
تجمعت بكل حُب للفضول حول مسكّن الروح الزهيه
حتى هجمت مجموعة من الخفافيش السوداء برمح البصر على تلك الطيور المسكينه واوقعتها ارضاً
لترتطم احدهم على النافذه فأنتفضت سديم لتنهض عاقدة حاجبيها بأنزعاج
نظرت حولها ولَم تجد شيئاً لتُزيح بناظرها على ايان الذي استلقى على بطنه وهو عائم في النوم بقربها
ابتسمت بخفه لتقترب اكثر دافنةٍ رأسها في حضنه شاعرتاً بالامان اكثر ...فلا امان حولها الا بقربه
لامست أناملها الصغيرة ظهره العاري وهي تتخيل حياتها المستقبليه معه...هي تعشقه بل هامت به وبما يملك
لكن مع هذا هي تشعر بشيء غريب تجاه كل شيء حولها
..تشعر بالتناثر بالقلق بالخوف بالشجاعه تشعر بالانكسار بالفقدان بالكمال ..كُل هذه المشاعر في آن واحد داخلها يتصارعون

تحرك ايان ليشوش تفكيرها فسحبت يدها بسرعه حال رفعه لرأسه ،اغمضت عينيها بقوه فَظهر تصنعها للنوم
ابتسم ايّان مُمسكاً بارنبة انفها باطراف أنامله وهو يهمس:هل صغيرتي تشعر بالخجل من عجوزها؟

فتحت عيني بخجل لأضع كلتا يدي على وجهي مُغطيه نظراتي فأردفت بتوتر:لا ...من ماذا سأخجل
تحرك ايان ليُعدل جلسته مُتكئاً على خلفيه السرير
ليبتسم بخبث مُكملاً:من ما فعلتيه بالامس مثلاً
لاصرخ عليه حال خروج كلماته ،واخذت وسادتي لارميها عليه حتى اختل توازني وسقطت على الارض عاريه ،حتى وضعت كلتا يدي امام صدري صارخه وانا أغمض عيناي :ابعد ناظرك عني واللعنه
ليضحك ايان هو الاخر ناهضاً نحو الحمام
فنهضت مُسرعه لاستر نفسي بأي شيء اجده

انتظرت حوالي الخمسة عشر دقيقه لخروجه من الحمام
بدأت بالتمتمه بضجر وغضب :لِمَ عليك اخذ كل هذا الوقت للاستحمام ؟...حتى انني أسرع منك
ليردف ايان والمياه تتدفق عليه :هذا لانني احب النظافه ..ليس مثلك
عقدت حاجبي عما قاله لأنهض من مكاني مُتقدمه عند الباب لاقول بصوت اعلى: ماذا تقصد ها!!
ليردف مُكملاً: لا شيء مُحدد
لأعقد يدي بغضب مُتمتمه: هذا جيد والا كان قد حدثت مشكله الان
ليفتح الباب ساحباً اياي نحوه ،انتفض قلبي فجأه
يديه المُبللتان اللتان تُمسكان بي اشعر بهما اكثر من يدي حتى
مُغمضه عيني بقوة لأشعر بأنفاسه الحاره تحوم على عنقي ،حتى تجرأت اخيراً على النطق فقلت بأرتباك:ارجوك..ابتعد
ليُثبتني على الحائط واضعاً كلتا يديه عليه من جانبي رأسي هامساً بخبث:لِمَ لا تقومين بما فعلتي بالامس؟
قشعر بدني حال ذكره لما حدث بالامس لادفعه مُحاولةٍ الخروج حتى امسك بالباب بأحدى يديه قائلاً :حسناً كما تشأين ...سأخرج انا ...استحمي انتِ

خلعت ثيابي وفتحت صنبور المياه لينهمر الماء دافئ
انهُ يوم التتويج ..احاول عدم الاكتراث لكن هذا يجعل الامر اصعب اكثر
تبلل جسدي وشعرت بالخفه قليلاً لاغمض عيني مُحتظنه نفسي بكل قوة ...لم انتبه حتى على تساقط دموعي التي اختلطت مع المياه
مددت يدي لانظر لهما ...لِمَ هُما شديدات السقيع
انتفضت حال رؤيتي ليداي اللتان تملأهما الكدمات الملونه
كدمات تحمل لون المجره من اسوداد وزراق مُتخالط مع عدوه الزمردي
لم يربكني سوى البرود الذي حملاه لاغمض عيني بقوة
وانا اجلس القرفصاء حتى فتحتهما مره اخرى وبكل خفه لاجد يداي طبيعيتان كالسابق
اخذت المنشفه وخرجت مُسرعة لاجد الغرفه فارغة
اخذت اُغير ملابسي بكل هدوء حتى انتهيت
لأخرج مُتجه نحو غرفة الجلوس

«كَأسَاً مِن دِمَائِي»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن