part 16:

90 6 4
                                    

نظرت له جولين بإستنكار
"مالذي جلبه إلى هنا ؟"
أنزل جان يديه للأسفل واضعا المنشفة على كتفيه
"جولين هو ليس حقيرا كما إعتقدناه.. عندما علم عن الأمر درس المحاماة من أجل أن يضع بويراز بالسجن ! كلا !! هو وضعه حقا"
تكلمت قلوس بسرعه
"حقا ؟ هل فعل ذلك حقا ؟"
قالت جولين
لذا أومئت قلوس بسرعه
"يبدو أنه إستطاع خداعكِ، لكنه لن يستطيع خداعي"
أبتسمت جوليت بتكلف قبل أن تردف
"على الرغم من أنني سعيده من أجل عودتك.. لكنني لا أحب البقاء بنفس المنزل الذي يتواجد هو به"
ومن ثم عادت من حيث أتت، المنزل.. المصعد.. الدور الأرضي.. خارج المبنى
تنهدت.. لا تعلم أين تذهب ! لكن بالطبع المكان الذي يتبادر لذهنها أول مره ! هو الحديقة
"أنا أعتقد أنني أعتدت عليها وصرت أحسبها منزلي الأخر، وأيضا الحظ السيء يلازمني منذ كنت طفله هاتفي مغلق والألم بدأ بالظهور وجان هنا.. والأكثر من هذا !! مشاعري مبعثرة بقوه"
همست لنفسها بسخريه
لكنها ملت الذهاب دائما للحديقه.. لذا أرادت المشي بالأرجاء قليلا
ذهبت للسوق الشعبي وبدأت بالمشي هنا وهناك ورؤية الجميع منشغلين بأمورهم الخاصه
رؤية حال الناس هنا تخفف من ألمها
من بعيد لمحت مقهى لذلك طرأ لنفسها أن تحتسي كوفي لاتيه
مشت بهدوء لأنها أرادت وبكل صدق أن لا تصل هناك بسرعة لسبب ما
فتحت الباب ليرن الجرس المعلق على الباب معلنا للعاملين أن زبوناً قد أتى
أقتربت قائله
"كوفي لاتيه من فضلك"
شعرت بالتوتر يسري لجسدها قليلا لكنها لم تعره إهتماما
لكن الشيء الذي أرادت حقا أن تنشق الأرض لتبتلعها وتختفي
عندما مدت النقود وحصل تلامس غير مقصود بين أيديهم لتنتفض بشده عائدة للخلف خطوتين من غير أن تشعر
إنحنت معتذره له بينما ينظر لها بغرابه
إبتعدت قليلا عنه لتجلس على طاولة في نهاية المقهى بجانب النافذه
بعد دقائق وصل الكوفي لاتيه
لكنها كانت تفكر في ما حدث للتو
مالذي حصل لي بالضبط ؟ صباحا كان لا بأس بي لكن الأن ؟
هل عاد الأمر لما كان عليه ؟ انا خائفه.. ماذا سيحدث لي الأن ؟
كانت تردد ذلك كثيرا في نفسها
تنهدت بصوت مسموع وطلبت النادل
"هل بأمكاني شحن هاتفي إذا سمحت ؟"
أومئ بنعم لها
كانت تستند على زجاج المقهى عندما إنتبهت لتساقط المطر
جمعت أشياءها وإستعادت هاتفها
خرجت لتقف بوسط الممشى والذي أصبح خاليا من الناس.. كان الشيء الذي تحتاجه أكثر ! هو المطر والمطر والمزيد من المطر (دون الصواعق)
لنقل أنها شبه إبتلت
أخذت طريقها عائدة نحو الحديقه دون مظله أو شيء يحميها من المطر
على نقيض الناس والذين يعتبرون المطر نذير شؤم.. هي لا تعتبره كذلك بل تعتبره نعمة من الرب ! ماء نقي لم يسقط على أحد غيرها.. هي أحبت هذه الفكرة كثيرا
وصلت الحديقه وأحتمت بمظلة كبيره
أخرجت هاتفها وفتحته لتضغط على أسم شخص ما
أنتظرت حتى أتى صوته
"أوبا.. هل لديك جدول ؟ - حقا ؟ - لا كنت فقط أريد إخبارك أن قلوس أوني عادت - نعم - في الخارج سأعود لاحقا للمنزل - أعلم أنه ممطر لكنني أحببته - لست طفلة أوبا !! - تشه.. حسنا إلى اللقاء"
بدأ المطر يزداد شيئا فشيئا وجولين ساكنه تنظر له بهدوء
على الرغم من الهدوء الذي يطغي على ملامحها
لكنه لا يقارن بالفوضى داخلها
-
"أسف لقد وردني إتصال"
إنحنى يونقوك معتذرا للمدير والجميع في الإجتماع
"لا بأس.. حسنا أنا جمعتكم لمناقشة أمور الألبوم الجديد.. أنتم تعلمون......."
وبدأ الجميع بمناقشة الموضوع.. حتى إنغمس يونقوك بالأمر ونسي أمر مكالمة طفلته وقلقه عليها وقضى بقية يومه في محاولة كتابة كلمات جديده وتصحيحها دون حضور جولين لباله طوال إنشغاله !!
-
كانت قلوس تقف أمام النافذة بتوتر قلقة على جولين فلقد تأخر الوقت والعاصفة إشتدت هي تعلم أن جولين لديها فوبيا الصواعق.. خافت كثيرا ولم تنتبه للأخر خلفها والذي أبعد شعرها عن رقبتها ناظرا لما خلفها..
"قلوس ما هذا ؟"
إلتفت قلوس بسرعة
"ماذا ؟"
توترت
"الندبه التي خلف عنقك"
عقد حاجباه
"لا شيء.. إنها ندبه بسيطه"
تنهدت براحه
وعادت للقلق على الطفلة التي إختفت فجأه
مر وقتا طويلا جدا
حتى أتى منتصف الليل.. لم أبالغ ولكن جولين ما زالت مختفيه وقلوس تكاد تموت قلقا وخوفا عليها من الجو الذي مازال يشتد
جان يعلم أن جولين لن تعود ما دام موجودا لكنه مصر لمسامحتها له
لكن توتر قلوس نقل له التوتر
تنهد بقوه قائلا
"سأذهب للبحث عنها"
إستقام
"سأذهب معك"
إستبشرت ملامح قلوس
"كلا لن تفعلي.. ستنتظرينا هنا"
قال جادا بكلامه
"لن تذهب من دوني.. أنت أيضا لا تعرف طرق سيؤول كيف ستعود وتعلم أين هي ؟"
قالت قلوس بإنفعال
"قلت لن تفعلي وسأذهب من دونك"
إنفعل الإثنان
"سأفعل وسأذهب"
انفعلت أكثر مع عينان دامعتان
"إذا لن تذهبين ولن أذهب"
قال بصراخ
نظرت بإلم
"لـ-لكن جولين !! ربما هي خائفة ومختبئة بمكان ما"
وبكت
تنهد جان بقوه
"إرتدي شيئا ثقيلا ورداء المطر"
هو يتألم داخلا كثيرا
أخته ! إختفت
والفتاة التي يحب !! تبكي

لدى طفلتنا كانت متكورة على نفسها
خائفه وتشعر بالبرد
تشعر كما لو أنها تنتظر أحدا
تنتظر يونقوك يأتي غاضبا منها لعدم إنتباهها لنفسها.. تنتظره ليأتي ويأخذها لحضنه.. خائفة لحد الموت
تشعر كما لو أن الكون جميعه تخلى عنها
هي تعلم أن لا أحد سيلبي إنتظاراتها
بداية حياتها ! إنتظرت خروجها من أحشاء والدتها لترا والديها سعيدين بوجودها لكنه على العكس..
طفولتها ! إنتظرت والدتها تعود من سفرها الطويل بعد مشاجرات والديها لكنها لم تعد..
مراهقتها ! إنتظرت الحب الذي سيحتويها لكنه سلبها اغلى ما عندها..
ذلك اليوم ! إنتظرت مساعدة أخيها جان من ذلك المتوحش لكنه لم يأتي ليلبي طلب مساعدتها..
ذلك الإسبوع ! إنتظرت أن تخرج بسلامة وتعود للعيش مع والدها واخيها مثل قبل لكنهم تبرؤوا منها..
بداية شبابها ! إنتظرت الطبيب ليعيدها كما كانت لكنها عادت لنفسها تلك من جديد..
واليوم ؟ إنتظرت يونقوك ليأتي إليها ويخبرها أنه لا بأس !! مع علمها أنه لن يأتي..
لذا فضلت الإصابة بالبرد والدوار على العودة للمنزل بوجود من خذلها
مرت ساعات وهي تشد على نفسها أكثر فأكثر
أخرجت ملابسها التي أحضرتها من أجل المشفى وإرتدتها
لكنها ما زالت تشعر بالبرد مع إشتداد العاصفة في منتصف الليل
لمحت جولين عند مدخل الحديقه القريب منها
شخصا ما !!
إقترب منها بهدوء
"جولين ؟"
رفعت رأسها له
"جـ-جان"
إقترب بسرعة منها وأدخلها بحضنه
"أنتي بارده"
همس
"أنت كاذب ومخادع إبتعد عني"
على الرغم من كلامها هذا إلا أنها لم تبدي أي ردة فعل لتبعده عنها
"أنا أسف كان يجب علي تصديقك.. أسف جدا.. أسف.. لم أعلم بأنني لن أستطيع رؤيتك إلا بعد 5 سنوات.. أسف طفلتي.. أسف.. سأكون معك دائما ولن أجعل الأمر يتكرر مرة أخرى.. خذي وقتك بمسامحتي صغيرتي.. لكن أعلمي أنني ايضا لن أسامح نفسي إلا بعد أن تسامحيني"
كان مع كل كلمة أسف يشدها لحضنه أكثر
"أنت احمق وحقير.. لقد كنت - كنت خائفه بشده - لقد كنت أناديك طوال الوقت - لكنـ-ك لم تأتي.. أنت أحمق وأنا إنتظرتك.. جان أنا أكره نفسي !! لا أريد العيش أكثر لا أشعر أني بخير.. جان أشعر بالموت.. صغيرتك ليست محظوظة أبدا.. صغيرتك تشعر بالموت"
إنفجرت مشاعرها بقوه وبكت مطولا وهي تتشبث بلباسه من الخلف
حملها ضامها لصدره وإختفى !!
-
"آنستي !! ي آنسه"
قال أحدهم بالإنجليزيه
فتحت عيناها لتعاود إغلاقها بسبب النور القوي المسلط ناحيتها
أقامت ظهرها ونظرت لما حولها بهدوء
"مركز الشرطه !"
تلعثم الشرطي من صدمته لرؤيتها تتحدث بالكورية
"نـ-نعم.. هل أنتي بخير ؟ لقد كنتي تحلمين كما يبدو بكابوس وتتكلمين بلغة غريبه"
أومئت برأسها لتهمس
"لقد كان حلما إذا !!"
ظن الشرطي أنها تحادثه
"هل قلتي شيئا ؟"
نظرت له لتبتسم بهبوت
"من أحضرني إلى هنا ؟"
تنهد
"أه لقد كان أحد الشرطة يقوم بدوريته.. لحسن حظك أنه خرج ليتفقد الاماكن القريبه"
كان يؤشر إليه
لذا إستقامت لتنحني شاكرة له
لكن سقط منها شيء !! لم يكن سوا خافض الحراره.. نظرت له عاقدة حاجبيها
"هل كنت مصابة بالحمى ؟"
نظرت للشرطي
أومئ
جلست قليلا بينما تشد الغطاء على كتفيها اكثر
"هـ-هل يمكنني الإتصال على شخص ما ؟"
أومئ الشرطي
"نعم.. تفضلي"
أعطاها الهاتف المخصص لمقر الشرطه
ضغطت الأزرار وإنتظرت حتى أتاها الرد
"أهلا مشفى سيؤول المركزي هل أستطيع خدمتك ؟"
تنحنحت جولين قائله
"هل يمكنك إيصالي بالطبيب أهن جو يونغ ؟"
*إنتهى.

لمعان الفضة السائلة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن