" أني مغلوب "
انتهت حفلة الزفاف .. وسافر العروسان إلى أوروبا لقضاء شهر العسل .. كل شي كان جميل بالنسبة لهما كان عادل خلال هذه الرحلة يحن إلى صديقه سالم فقد تعود على مراسلته يوميا يحثه على الصلاة والإقبال على الله وكانت آخر وصاياه أن يشكر الله على نعمة الزوجة .. وأن يكف عن التلاعب بمشاعر الفتيات .. حتى لا يسيء أحدا لزوجته
أخذ عادل هذه الوصية بمحمل الجد فهو يدرك ما معنى أن يتلاعب أحد بمشاعر زوجته وحاول جاهدا أن يحيط حياتهما بسياج من الحب .. كانت الأمور على ما يرام إلى أن عادا إلى الوطن وبدأ عادل يزداد إصرارا على ترك طريق العلاقات ..كانت المعركة شديدة جدا اذ إنه وفور وصوله للوطن تلقى عشرات الإتصالات من صديقاته فهذه تعاتبه واخرى تلومه وثالثه تبكي لخيانته لها .. وهو يحاول أن يصمد
ولكنه لم يصمد طويلا ..لأن بسمة لم تسانده في معركة التحدي هذه
كانت ترفض الخروج معه لتنزه .. ولا ترافقه في حفلات العمل التي تقيمها الشركة .. ولاتقبل دعوته لها لتناول وجبة عشاء في مطعم .. كانت انطوائية جدا ..وهو شخصية منفتحة جدا .. وحين لم يجد عادل المساند ولا الواعظ عاد مجددا لعالم صديقاته
في الوقت الذي كان فيه عادل يجاهد للثبات كان خليل يجاهد هو الآخر في اقناع إحدى الأرامل أن تبيع له منزلها .. فمنزلها يقع بجوار أرض له يريد أن ينشيء عليها مؤسسة عملاقة ولا يستقيم الأمر إلا بضم منزل الأرملة لأرضه .. كانت الأرملة رافضة ذلك الأمر بشدة ..فمنزلها هو ما تملكه في هذه الدنيا يأويها هى وصغارها .. اجتماعات شبه يومية لهذا الشأن .. وفي هذا اليوم كان أسامة مدير أعمال خليل. يجلس معه يتناقشان في أمر منزل الأرملة
خليل ( غاضبا ): لأول مرة اشعر بأني اقف مكتوف الأيدي وليس بإمكاني صنع شيء .. المشروع متوقف منذ شهر بسبب تلك المرأة
أسامة: حقيقة أمر هذه المرأة أشغلني كثيرا .. فقد استنفذنا كل الطرق معها بدون نتيجة .. ولم يتبقى لنا سوى طريقة واحدة
خليل ( بإهتمام ): ما هى؟؟
أسامة: أن يتدخل عادل بدهائه في حل هذه المعضلة
فكر خليل في الأمر سريعا ثم قال
خليل: نعم عادل .. كيف فاتني ذلك .. سأطلب منه أن يحضر غدا للشركة .. لقد انتهت اجازته
في هذا اليوم كان عادل في مكتب عمه يستمع منه ومن مدير أعماله أسامة عن المعضلة التي أوقفت المشروع الضخم .. كانا يحدثانه على إنه أمل الخلاص من تلك المشكلة .. مما جعله يتحمس كثيرا لأداء المهمة
عادل: اطمئن يا عمي .. ستندم هذه المرأة حين لم تستجب لك
خليل ( بفرحة ): هل أنت بالفعل قادر على إقناعها ؟
عادل (بإبتسامة خبيثة ): لم يعد يهمني ما إذا كانت ستقتنع أو لا .. المهم عندي الآن أن يتحرك المشروع .. وكما أسلفت ستندم هذه المرأة ..وتقول يا ليتني بعتهم البيت
مضى يومين على هذا الإجتماع وفي اليوم الثالث اتجه عادل مع ثلاثة رجال ممن يعرفهم إلى منزل المرأة الأرملة .. طرق الباب وبعد عدة دقائق فتح طفلا صغيرا الباب ويقف خلفه طفلان آخران فسألهم عادل
عادل: أين والدتكم ؟
الصغير ( ببراءة ): إنها بالداخل تلبس خمارها
في هذه الأثناء أقبلت الأم .. إمرأة في الأربعينات من عمرها ..ضنك المعيشة تبدو واضحة جليه على تقاسيم وجهها .. نظرت إليهم في ريب
عادل: السلام عليكم .. كيف حالك يا أختي
المرأة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. معذرة من أنتم وماذا تريدون ؟
عادل ( بإبتسامة يحاول أن يخفيها ): نحن أعضاء من مؤسسة خيرية .. جئنا نجمع بعض المعلومات عن حالتكم لتقديم يد المساعدة بإذن الله
المرأة: وفيما يمكنني أن اخدمكم ؟
تناول عادل في هذه الأثناء حقيبة من أحد الرجال الذين احضرهم معه قائلا للمرأة
عادل: لدي بعض الأوراق ونتمنى منك أن تمليهن
المرأة: أنا لا اعرف القراءة ولا الكتابة
هنا اطمئنت نفس عادل .. وقال
عادل: حسنا أنا سأسألك وسأكتب ردك في الأوراق
ولأنه ماهر في التمثيل على البنات ويحعلهن يقعن في شباك حبه .. لذا استخدم لسانه المعسول في الإيقاع بالمرأة في فخ المساعدات الخيرية .. أوهمها بإنهم سيقدمون للأطفال مساعدات مادية ومعنوية وثقت المرأة بكلامه فكم تتمنى أن ترى أولادها بأحسن حالا .. بل ظلت تشكر وقفتهم معها ومع أطفالها .. اعطاها عادل مبلغا بسيطا .. ومن ثم وعدها حين تستكمل الإجراءات سترسل المساعدات إليها سريعا ..وقال
عادل: وحتى تتم الإجراءات بشكل سريع لابد أن توقعي في هذه الأوراق
المرأة: أخبرتك بأني لا اكتب ولا أقرأ
عادل ( متظاهرا بالنسيان ): اه صحيح .. يمكنك أن تبصمي اذن
وبالفعل .. بصمت المرأة وهى للأسف لا تعرف على ماذا بصمت .. بعد ذلك وقع عادل على الأوراق ومن ثم قام الرجال بالتوقيع ...نظر عادل إلى المرأة منتصرا وقال
عادل: سنعود قريبا .. لن نتأخر عليك
ظلت المرأة تشكرهم وتدعو الله لهم حتى بعدما انصرفوافي الشركة .. لم يصدق خليل عينه بأن المرأة قد بصمت في الأوراق بإنها قد باعت المنزل واستلمت النقود وذلك بحضور الشهود الذين اصطحبهم عادل معه
خليل: أشهد إنك داهية يا ابن أخي .. فعلت ما عجزنا نحن عن فعله
عادل: أنا تربيتك يا عمي
خليل: اذن .. لنبدأ بالتجهيز لإتمام المشروع♻ يتبع ..
بقلم: حفيدة النبي