{الحلقة الثامنة }

2.1K 11 0
                                    

رجع العم صالح إلى منزله مبكرا على غير عادته فتفاجئت به ابنته أمل واتجهت إليه .. فاستوقفتها سحابة الحزن التي تبدو واضحة جلية على وجهه .. اقتربت منه مذعورة وقالت
أمل: أبي ... ما بك ؟
تنهد العم صالح بحزن .. واتجه إلى إحدى الأرائك وألقى بنفسه عليها مهموما .. خافت عليه أمل كثيرا فأسرعت إليه .. وجلست بجواره .. وضعت يدها على خد والدها وأدارت وجهه بلطف نحوها .. فرأت دمعة تتراقص في مقلته .. فسألته مذعورة
أمل: ماذا هناك يا أبي .. أرجوك قلبي يكاد ينفطر عليك وعلى حالتك
العم صالح ( بحزن ): اليوم حدثت السيد خليل في موضوع القرض الذي أخبرتك عنه
هنا قالت أمل: ومؤكد بأنه رفض لذا أرى حالتك هكذا
زفر العم صالح زفرة حارة وتنهد بحزن ثم قال
العم صالح: لقد وافق على طلبي
أمل ( متعجبة ): إذن ..لما أراك مهموما وحزين ؟
العم صالح: لقد وافق بشرط
أمل ( متلهفة ): شرط ؟!! وما هو شرطه ؟
عقد لسان العم صالح وعجز عن الكلام .. وهرب من واقعه المزعج بأن خبئ وجهه بين كفيه .. بدأ الخوف يتسلل لقلب أمل التي قالت
أمل: إلى هذه الدرجة شرطه صعب
تمتم العم صالح بكلمات الإستغفار .. ثم نظر إلى ابنته الخائفة وقال
العم صالح: أنت وأخاك زياد رأس مالي يا ابنتي ولا يوجد عاقل يفرط في رأس ماله
وبعد أن قال تلك الكلمات .. رأى في وجه ابنته الكثير من الأسئلة .. فقرر أن يفصح لها
العم صالح: اشترط علي أن ازوجك بإبن أخيه
انصدمت أمل بما سمعت وقالت
أمل: تزوجني من ابن أخيه ؟
العم صالح: نعم ... أما أن أوافق وازوجك من ذلك الرجل الذي يعلم الله بأني أكره أفعاله وتصرفاته وامقتها بشدة .. وأما أن اخرج من الشركة
انعقد لسان أمل من هول ما سمعت .. وأردف والدها قائلا: يستغلون حاجتنا الماسة إلى المال ... ويحاولون الضغط علينا بذلك ..
هنا انفعل فجأة قائلا: يالله ما أقسى الفقر
انفجرت أمل باكية بحرقة فاحتضنها والدها وهو يقول مهدئا لها: لن ازوجك بعادل يا ابنتي .. فأنت أشرف من أن تكوني زوجة لرجل منحط مثله .. مؤكد أن ما أصابه هو قصاص عادل من الله جزاءا لما يفعله ببنات الناس ..
وعند عودة زياد في الظهيرة من مدرسته .. قصت عليه أمل ما أخبرها به والدها .. فاستاء لذلك وتضايق كثيرا .. كانت أمل تشعر بأنها صاحبة القرار الآن .. فأما أن توافق من أجل أمها التي تتلوى من شدة الألم ولكنها في المقابل ستضحي بزهرة شبابه من أجل شاب لعوب .. وأما أن ترفض فتخسر أمها ويخسر والدها وظيفته ومصدر رزقه .. لذا نظرت إليه بعين باكية قائلة له
أمل: دلني أي قرار اختار
صرخ زياد فيها بغضب قائلا: لا يوجد غير قرار واحد لن تتزوجي ذلك الرجل
أمل ( منهارة ): وأمي يا زياد؟
زياد: يمكننا أن نستلف مبلغ من المال من رجلا آخر ولن نحتاج إلى أموال خليل هذا
أمل ( تبتسم ابتسامة ذابلة ميتة ): ومن أين نسدد الدين بعد ذلك وأبي سيطرد من عمله
زياد: سيتدبر الأمر حتما .. المهم أن لا تتزوجي هذا الرجل
أطرقت أمل برأسها إلى الأرض قائلة: إنه ينتظر رد أبي غدا يا زياد..
ثم تنهدت بحرقة قائلة: يا رب .. ماذا افعل ؟
ولكنها سرعان ما رفعت رأسها وقد اشرق وجهها قائلة
أمل: نعم .. عبير ..كيف فاتني ذلك
تعجب منها زياد وسألها
زياد: من عبير ؟
أمل ( متفائلة ): إنها صديقتي ورفيقة دربي وأختي التي كانت ولازلت تأخذ بيدي نحو الطريق القويم .. ولله الحمد .. ما استعنت بها في أمر ألا وكانت معي بنصحها وتوجيهها .. سأخبرها بالأمر ولعل الله يجعل حلا على يديها

♻يتبع ...

بقلم: حفيدة النبي

اني مغلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن