الحلقة الاخير 2

3.5K 34 36
                                    

قالت لم اكن اعلم ان لمثلي يقتص لها الله الجبار .. فلله الحمد من قبل ومن بعد .. رغم ذنوبي ورغم تقصيري وظلمي لنفسي كان الله معي .. وأنا ارغب أن يعفو ربي عني
تنهدت ثم رفعت رأس أمل المنكس أرضا قائلة لها
المرأة: أشهدك يا أمل .. بأني قد عفوت عنه لله ..
سعدت أمل بهذه الكلمات واحتضنت المرأة بشدة

هدأت نفس أمل وسرت الحيوية بداخلها .. وعادت تزف هذه البشرى لعائلتها التي شاطرتها السعادة والفرحة .. ولكن أين عادل ؟!
اختفى عادل بعد ذلك اليوم .. وظل العم صالح يبحث عنه في كل مكان .. ولكن دون جدوى .. ها هو اليوم الثالث على إختفاء عادل يوشك أن يرحل .. حين كانت أمل تجلس مع أخيها زياد .. قلقة وجلة على عادل تتحدث معه عن ما يدور في خاطرها من حديث وكان هو يقدم لها مقترحات ببعض الأماكن التي من المتوقع أن يكون فيها إلا إنها كانت تخبره عند كل مقترح بإستحالة تواجده هناك
تنفست بعمق وقد ظهرت علامات الحزن على وجهها قائلة
أمل: لقد خرج وفي نيته ألا يعود .. إنه يريد أن يبتعد عني حتى لا يصيبني مكروه ..
سكتت قليلا ثم قالت
أمل: إنه يربط كثيرا بين ما أصاب بسمة وبهجة وبما يشعر في قرارة نفسه بأنه سيصيبني
عادت من جديد للصمت إلا إنها كانت تتذكر شي هذه المرة .. فقالت
أمل: سالم .. نعم سالم
نظر زياد إليها متعجبا قائلا
زياد: من سالم هذا ؟!
أسرعت أمل إلى هاتفها وبحثت عن رقم سالم الذي حفظه عادل في هاتفها حين ألقى بهاتفه في المرحاض .. وقالت لأخيها
أمل: هذا صديقه وهو يحبه كثيرا .. اشعر بأن الله سيسخر سالم لإخراج عادل مما هو فيه
ثم طلبت من أخيها بأن يتصل فيه وينسق معه للقاء به
اتصل زياد وانتظر قليلا .. ثم قال لأخته سعيدا
زياد: هاتفه يرن
سعدت أمل كذلك بما سمعت .. وما هى إلا لحظات وأجاب سالم على المكالمة وبعدما ألقى سالم التحية قال
سالم: معذرة من المتصل ؟!
زياد: أنا أخو زوجة عادل
استنكر سالم ما سمع وقال
سالم: من تقصد بعادل.. فأنا اعرف عادل واحد إلا إن زوجته لا أخوة لديها
زياد: عادل الذي تقصده هو نفسه الذي أقصده .. وأنا أخو زوجته الثانية ..
سعد سالم حينما سمع أخبار عن عادل فقال متلهفا
سالم: وأين هو أريد أن أراه واتحدث معه .. لقد عدت من السفر منذ يومين .. وحاولت التواصل معه ولكن هاتفه خارج نطاق التغطية .. مؤكد بأنه حاول التواصل معي أثناء سفري .. لقد نسيت هاتفي هنا .. لذا انقطعت عن الجميع طيلة أيام سفري وعند عودتي أحاول دائما الإتصال به .. وذهبت إلى منزل عمه فعلمت بأنه قد استقل في منزل آخر لا يعرفونه. والحمدلله اتصالك اليوم أسعدني .. فأين هو عادل لأحادثه
زياد: هذا ما أريد الحديث معك بشأنه .. وأريد أن أراك في أقرب فرصة
نسق زياد مع سالم موعدا .. وإلتقيا حيث اتفقا فقص زياد لسالم كل ما حدث لعادل من أحداث وتأثر سالم لما سمع تأثرا شديدا .. وقال
سالم: حبيبي يا عادل .. كم كنت اتشوق لتوبتك وعودتك إلى الله ولكني لم أكن متخيلا أبدا بأن تكون ضريبة توبتك بهذا الثمن
زياد: أختي تعتقد بأنك تعرف أين من المحتمل أن يكون ..
فكر سالم قليلا .. ثم طلب من زياد أن يركب معه في سيارته وانطلقا نحو البحر .. ظل يبحث عنه هناك وهو يقول
سالم: اعتاد أن يأتي هنا كلما ضاقت عليه الأمور ثم يتصل بي كي آتي إليه .. ولكنه ..
سكتت قليلا ثم التفت إلى زياد قائلا
سالم: ولكنه كان عادل القديم .. بإذن الله أنا اعرف أين يتواجد عادل الجديد الآن
انطلقا مجددا في السيارة .. ولكنهما هذه المرة نحو أحد المقابر وبالفعل رأى سالم عادل يجلس تحت تلك الشجرة الكبيرة في المقبرة فإبتسم بعدما اغرورقت عيناه بالدمع وقال لزياد
سالم: أما أنا فكنت اصطحبه معي دائما لهذه المقبرة واحكي له عن قصة أخا عزيزا علي رحل عن هذه الدنيا بعدما كان سببا بعد الله في إلتزامي .. وكان دائما يتأفف من القدوم إلى هنا .. وكان يقول لي يريد أن يراني في كل مكان إلا هنا .. فكنت أرد عليه قائلا إذا لم تجدني في أي مكان ستجد روحي هنا
ثم انطلق بخطى ثابتة نحو صاحبه .. أما زياد فقد آثر أن يبقى بعيدا عنهما ويترك لهما المجال للحديث واللقاء
على بضع خطوات منه .. قال سالم
سالم: أخيرا وجدتك حيثما أحب

" هذا الصوت ليس غريب علي " هذا ما تحدثت به نفس عادل .. فالتفت بقوة ليتأكد بعينه من صاحب الصوت وما أن رآه .. حتى انطلق الية مهرولا .. فاجتذبه بقوة .. وبكى بكاء سنوات طويلة غاب فيها عنه ..
فقال بصوت يخالطه البكاء 
عادل: لماذا تركتني ؟! 
ربت سالم على ظهره قائلا 
سالم: كان معك من هو أفضل مني .. كان معك الله ولولاه ما عدت للطريق المستقيم 
عادل: الله يعاقبني على ظلمي للناس
سالم: بل يُطهرك من جرمك .. 
عادل: كيف وأنا اتعرض للإبتلاءات العظام
سالم: لن يُمكن المسلم حتى يبتلى .. وحينما نجحت في ابتلاءاتك قادك الله لمن ظلمتها .. لتتعرف على عظم ذنبك .. ثم سخرها لتعفو عنك 
عادل ( غير مصدق ): عفت عني ؟! 
سالم ( مبتسما ): إذا رضى عنك سيرضيك وسيرضي عنك عباده 
ابتسم عادل بعد سيل عارم من الدموع وقال 
عادل: لا استطيع أن أتأله على ربي أو أن ازكي نفسي ولكن.. طالما إنه قد أعادك إلي فقد سامحني 
وارتمى مجددا في حضن صاحبه باكيا 

وقف سالم مع عادل وقفة عظيمة فنعم الأخ الصالح هو .. فبعد أن فتح الله له في الرزق ساعد عادل في الخروج من أزمته المالية .. فأقرضه مالا يعود به للتجارة .. ويعيده وقتما يشاء .. وكانت أول أرباح عادل من تجارته أن اشترى للمرأة بيتا جديدا وسلمها المفاتيح بنفسه وطلب منها مجددا أن تسامحه .. ثم بدأ بعد ذلك يعيد ما تبقى من ديون عليه .. حتى تمكن بفضل الله من التخلص من كل ديونه عدا ما أخذه من سالم .. اشترى بيت وسيارة واستقر أخيرا نفسيا وجسديا .. وعندما فتح الله عليه واغدق عليه في الرزق .. سارع ليعيد دينه الأخير لسالم الذي رفض أن يأخذه .. وقال استثمره لعمل الخير ..

أما عن خليل فبعد حياة قضاها في الغش والخداع والظلم .. ألقت الشرطة القبض عليه في قضايا فساد .. حاول عادل أن يكفله ويخرجه من السجن .. ولكنه كان متورطا حتى النخاع .. فاستمر يزوره ويبره في سجنه .. واشترى كل ممتلكات عمه المعروضة للبيع 
أما عن سوسن الصديقة القديمة لعادل القديم .. فقد إلتقى بها في إحدى المستشفيات حين كان متجها بسرعة إلى صالة الولادة فأمل ستضع مولودها الأول .. وحين رأته رأت فيه عادل الأول الثري الغني .. فاستوقفته فلم يعرفها في البداية .. فقد أنهكتها الأمراض وغيرتها .. فقالت له 
سوسن ( بصوت شاحب ): ألم تعرفني يا عادل ؟! 
إنه ذات الصوت .. صوت الماضي 
عادل: سوسن .. سبحان الله 
قال ذلك متعجبا من الحال التي وصلت إليها .. ثم قال لنفسه: لا تطل الوقوف أمام الماضي يا عادل .. 
فهم بالذهاب عنها ولكنه تراجع خطوات ووضع شيئا بجانبها ثم انصرف عنها مسرعا .. 
أخذت سوسن ما وضعه عادل فإذ به مبلغ من المال فبكت .. بكاءا مرا ففي يوم من الأيام كانت تنوي اذلاله بالمال .. ولكنه اليوم كان أكرم منها بفضل الله.. فقد أذلها الله على قبيح عملها وقلة حيائها ومضيها في طريق الرذيلة .. 

رُزق عادل بطفلة جميلة اسماها توبة .. فما من شيء أجمل في حياته من التوبة لله

تمت بحمد الله 📓

بقلم: 🖊حفيدة النبي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 04, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اني مغلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن