الحلقة الرابعة عشر {14}

2.6K 15 1
                                    

بعدما صلت أمل صلاة الفجر هذا اليوم .. أحست بخفة ونشاط .. إنها اليوم تنظر لمهمتها بمنظور أخر .. إنها لا تبذل المستحيل من أجله كي تعود لمنزل أهلها إنما .. ستبذل المستحيل من أجل أن تعود لعادل عافيته

اتجهت إلى خزانة ملابسه ..وفتحتها فإذ بداخلها أفخم الملابس وأغلاها .. فاختارت له ثوبا رائعا فاتح اللون مشرق .. ثم اتجهت إلى دولاب عطوره وأدواته وانبهرت بذلك الكم الهائل من العطور الباهظة الثمن .. ظلت تشمها واختارت منها عطرا نفاذا ثم جهزت له أدواته الشخصية ..
وفي الوقت المعتاد طرق الخدم والممرضين باب الغرفة ففتحت لهم أمل .. واتجهوا للقيام بدورهم المعتاد إلا أن ثمة أمر جديدا طرأ على عملهم هذا الصباح .. ألا وهو إصرار أمل أن تشاركهم حمله إلى دورة المياه .. عارض البعض لكونها إمرأة لا تقوى على ذلك إلا إنها ردت عليهم
أمل: لا توجد إمرأة أبدا لا تقوى على تقديم يد العون لزوجها
بدأت أمل فعليا بمساعدتهم .. وهنا وللمرة الأولى منذ دخولها المنزل .. نظر إليها متعجبا .. من هذه التي تقوم بمساعدة الخدم والممرضين في حمله ..
وبعد الإستحمام .. وارتداء عادل الثوب الجديد الذي اختارته أمل له .. باشرت بنفسها أمر تعطيره وتسريح شعره وتعديل هندامه .. ثم وضعت على يده وقدميه بعض الكريمات والمرطبات .. وعادل طوال الوقت ينظر إليها قاطب الجبين متعجبا من فعلها ..
تعود عادل بعد أن ينتهي الخدم من مهمة تحميمه .. وينتهي الممرضين من عملية إجراء الفحوصات اللازمة له .. يوضع على زاوية من زوايا الغرفة ثم ينصرفون عنه .. ولكن هذا اليوم تغير روتينه كثيرا .. فأمل هى التي قادت كرسيه المتحرك ووضعته قبالة النافذة المغلقة .. واتجهت على الفور إليها .. ورفعت ستارتها وفتحتها .. فانتشر ضوء الشمس الدافئ في أرجاء الغرفة مبددا الظلام والكآبة اللذان خيما طويلا في هذه الغرفة ..
أغمض عادل عيناه .. كارها لما حدث ولكنه إلتفت إلى أمل حين سمعها تقول للخدم والممرضين
أمل: اشكر لكم صنعيكم الحسن مع السيد عادل .. يمكنكم الإنصراف .
وبعد انصرافهم بدقائق تركت هى الأخرى الغرفة .. انشغل عادل بأمر هذه المرأة .. وقال لنفسه
عادل: إلى ماذا تريد أن تصل هذه المرأة وما هى مطامعها لما فعلته معي اليوم ؟؟!
ثم رفع رأسه ينظر للعالم الخارجي من النافذة المفتوحة وقال متمتما
عادل: اه .. ما تزال السماء جميلة كما كانت في السابق ..
قطعت عليه أمل تمتمته .. حين دخلت وبيدها باقة ورد طبيعية وضعتها على المزهرية الموجودة على النافذة ثم نظرت إليه بإبتسامة صادقة قائلة
أمل: أسعد الله صباحك يا سيد عادل .. بإذن الله دقائق وسأحضر لك إفطارك ..
لم تزده كلماتها إلا حيرة وشك في نيتها .. غيرت أمل الصحون التي اعتادت العاملات أن تجهز له الطعام فيها .. ووضعت بعض الإضافات في فطوره
هنا سألتها كبيرة العاملات: أمتأكدة بأنك لست بحاجة إلى من يقف معك لإقناعه على الطعام
ابتسمت أمل لها قائلة: نعم متأكدة بإذن الله ..
ثواني وكانت أمل مع عادل في الغرفة تقدم له طعامه وهى تقول: لن تحتاج بعد اليوم إلى الحبوب المساعدة .. فهذه الوجبة ستغنيك عن ذلك ..
وبدأت تأكله بيدها .. هنا رأى عادل نفسه محرجا منها فانصاع مباشرة لها وتقبل أن يأكل من يدها.. وبعد عدة لقمات .. امتنع عادل عن الطعام وكأنه استكفى .. هنا قالت له أمل: أرجوك بضع لقمات أخرى لأن هناك هدية في انتظارك ..
تعجب عادل من كلامها وظل يحدث نفسه عن ماهية الهدية التي تنتظره .. لذا ظل يأكل وهو شارد الذهن إلى أن انهى صحنه .. وحين نظر إلى الصحن فارغا تعجب وحده من صنيعه .. ابتسمت له أمل قائلة
أمل: أسأل الله أن يبارك لك في مأكلك ومشربك
عادل ( مضطربا ): الله !!!
ياه منذ متى لم يسمع عادل شيئا عن الله .. لقد رحل سالم عنه وأخذ كل شي ايماني معه وترك له الخواء والفراغ ..
أحست أمل بملامح الحزن بدأت تعود مجددا لوجه عادل .. فأخذت صينية الطعام .. ووقفت وهى تقول
أمل: لن أتأخر عليك يا سيد عادل .. دقائق وسأعود ومعي الهدية
الهدية مرة أخرى .. ترا ما تخفي هذه المرأة ؟؟ هذا التساؤل الذي راود عادل فور خروج أمل

♻يتبع ....

بقلم: حفيدة النبي

اني مغلوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن