" أني مغلوب "
بعد يومين كاملين قضاهما عادل فاقدا للوعي .. بدأ يستعيد وعيه وهو يكرر " سامحيني يا بسمة " ثم فتح عيناه ببطئ شديد .. فنظر إلى حالته المزرية وتذكر الحادث الذي تعرض له ..ثم تذكر بسمة يا ترى كيف هى الآن ؟ .. في هذه الأثناء اقترب منه أحد الأطباء قائلا
الطبيب: ممتاز يا عادل لقد استعدت عافيتك سريعا بفضل الله
عادل ( ينظر للطبيب ): أين بسمة ؟ أريد أن أراها
هنا بدأت على الطبيب ملامح الإضطراب التي لاحظها عادل فسأله
عادل ( منفعلا ): هل أصاب بسمة أي مكروه ؟
الطبيب ( مهدئا إياه ): اطمئن يا عادل .. بسمة بخير
عادل: أريد رؤيتها إذن
الطبيب: لا تنسى بأن رجلك مصابة ولا يمكنك التحرك بها هذه الأيام
عادل: لابد أن اراها .. لا استطيع أن انتظر ثانية واحدة
الطبيب: سوف اسمح لمن يتماثل للشفاء أولا بزيارة الأخر
عادل: أرجوك أيها الطبيب أنا قلق عليها جدا
الطبيب: وهى كذلك قلقة عليك .. لذا لابد من تنفيذ ما نقوله لك حتى تتمكن من رؤيتها في أقرب وقت
قال الطبيب ذلك ثم انصرف عنه ..وتركه وهو يمني نفسه برؤية بسمة صحيحة معافاة ..
مضى اليوم الأول على خير .. وبدأ عادل أكثر استجابة مع الأطباء .. الذين كانوا يمهدون مع عمه كيفية ايصال خبر وفاة بسمة وفي صبيحة اليوم الثاني وعادل مستلقي على سريره في المستشفى يتحدث مع نفسه عن كيفية تقديم الإعتذار لبسمة اذ تطرق باب غرفته .. ثم تدخل صديقته سوسن التي كانت معه في الشقة قبل الحادث وفي يدها باقة من الورد .. تضايق جدا حين رأها وقال
عادل ( بغضب ): ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
سوسن ( بإبتسامة غاضبة ): جئت اطمئن عليك
عادل: انتهى الذي بيني وبينك .. كدت أفقد نفسي وزوجتي بسببك
هنا ضحكت سوسن ضحكة طويلة تعجب منها عادل
سوسن ( مقهقهة ): اعذرني .. على ضحكي هذا ولكنه ردة فعل طبيعية لما سمعته .. لقد سمعت إنهم يوهموك بأمر بسمة ولكن لم اتوقع بأنك غبي لهذه الدرجة
عادل ( متعجبا ): اوهموني ؟!!
سوسن ( تضع الورد على السرير ): نعم .. وهذه الباقة اقدمها لك كي اشفي غليلي عما فعلته بي ذلك اليوم
عادل: ماذا هناك ؟؟
سوسن: بسمة الغالية ماتت يا عادل
نظر إليها مصدوما بما سمع فهزت رأسها قائلة
سوسن: نعم .. ماتت ..إنهم يحاولون اخفاء الأمر عنك حتى لا تصاب بصدمة نفسية
ثم تنظر إليه نظرة حاقدة وتقول له بحدة
سوسن: كنت تلعب بمشاعرنا .. ابقى الآن بحسرتك وقد ماتت بسمة بسببك أنت
انفعل عادل وظل يصرخ قائلا
عادل: مستحيل بسمة لم تمت .. بسمة لم تمت
ضحكت سوسن ثم قالت قبل خروجها من الغرفة
سوسن: حسنا عندما تلتقي بها بلغها سلامي
وخرجت وهى تقهقه أما عن عادل فقد انهار وظل يصرخ مناديا على الأطباء وطلب منهم رؤية بسمة اذا كانت بالفعل حية ..هنا لم يكن لدى الأطباء مناص إلا اخباره بأمر وفاتها وحاولوا تذكريه بالله لعله يصبر ويرضى ولكن أنى لقلب لا يعرف الله أن يصبر على قضائه فظل يصرخ ويلعن نفسه ويشتمها فاضطر الأطباء أن يعطوه ابر مسكنة
وبعد هذه الحادثة تحول عادل إلى بقايا إنسان صامت طوال الوقت مقعد على كرسي متحرك لا يستجيب أبدا للعلاج فقرر خليل أن يفعل المستحيل لإنتشاله من الحالة التي هو فيها لذا قام بتسفيره لعدة دول للعلاج وتواصل مع أمهر الأطباء ولكن دون جدوى .. لذا ظل يبحث عن حلا سحريا لإنقاذه من موت محقق♻ يتبع ..
بقلم: حفيدة النبي