2

3.3K 66 0
                                    

ان تفتح باب السيارة.
تأملت الطريق قليلا،وبعد تردد قليل، خرجت في الظلام وكأنها ترمي نفسها في الماء المثلج.
وبلمح البصر، تبللت بالمياة من رأسها حتى اخمص قدميها. والتصق شعرها الطويل بخصلاته المبللة على وجهها. اعماها المطر، فأخفضت رأسها وتقدمت في سيرها.
وصلت الى تقاطع طرق، فقرأت اللوحة وسلكت اتجاه اليسار نحو المرفأ الغين، لايزال امامها ثلاث كيلومترات!

هيا، تشجعي ، قالت لنفسها، ولكن صوت الرعد القوي جعلها تنتفض مذعورة وتسقط في حفرة مليئة بالماء، يا الهي،لم يكن ينقص سوى هذا! واصبح حذاءها يشبه مركبين في وسط بحيرة يحيط بهما الماء من كل جانب. وحقيبتها التي امتلأت بالماء، اصبحت تثقل كتفها وتؤلمه. ولكن مالذي دفها لمغادرة مدينتها ومحيطهاالمألوف لتضيع في هذه المنطقة الخالية من كندا. كانت
حالة الطقس تشبة حالتها الفكرية.هل المنطق هو الذي دفعها لمغادرة نيويورك؟ انه الحاجة للمال، بكل بساطة، كيف تعوض عن فقدان جدها الذي


كيف تعوض عن فقدان جدها الذي تركها منذ مدة ليست ببعيدة.
ابتسمت بمرارة ، للاسف لايمكنها ان تعتمد سوى على نفسها، بالنسبة لكل شيء. فهي وحيدة في هذا العالم، منذ وفاة جدها في السنة الماضية، فوجدت نفسها تحتفل بعيد ميلادها الثالث والعشرين وحيدة بدون عائلة... فسالت الدموع على وجهها وامتزجت بالمطر.
جدي، جدي كم كنت احبك... مسكين جدها! كان يعتقد انه امن لها كل شيء قبل اختفائه. وكان قد اوصى لها بكل ماكان يملكه مع انه لم يكن بالشيء الكثير.




عاشت بيلي معه عدة سنوات دون ان يلمح لها عن وجود اخوة له ... ولكن ما ان علن خبر وفاته، حتى حضر رجل يحمل دليلا قاطعا على انه اخوه، وعلى ان ميراث جدها كله اصبح ملكا له وبعقد بيع شرعي موقع منه منذ اربعة اعوام ... وكانت بيلي قد تحققت من عقد البيع واستشارت محاميا، وللأسف كانت الاوراق صحيحية ، ولا يمكن لبيلي ان تفعل شيئا حيال ذلك، فاضطرت للاستسلام.
الاشهر التالية، علمتها مواجهة قسوة الحياة وعدم الشكوى. الماضي قد مضى. ويجب عليها الان ان تنظر الى المستقبل فقط. فهي لاتزال شابة تنبض بالصحة والعافية والذكاء.

قررت ان تعتمد على نفسها،والعمل لايخيفها، وكان جدها قد ترك لها رغم كل شيءميراثا ادبيا لايمكن لاحد ان يسلبها اياه. انه الفكر المتقد، وعادة الاعتماد على النفس والمزاج والمرح والميل للضحك. انها صفات لاتقدر بذهب العالم كله.
وبدأت البحث عن عمل، ففي نسيان الماضي، كانت تستقل الباص لان سيارتها كانت معطلة،فوجدت صحيفة يومية نسيها احد الركاب، وعندما تصفحتها، لفت نظرها اعلان"نبحث عن سكرتيرة ذات خبرة، ومستعدة لقضاء فصل الصيف في جزيرة معزولة . في كندا".
الراتب المعروض بدا لها مغريا بالنسبة للراتب الذي تكسبه في فيرفيلدا اكادمي، مدرسة الصبيان حيث تعمل بيلي سكرتيرة في الادراة.
وتتابع دروسها الليلة ، وفي الصيف، كانت تعمل ف

وتتابع دروسها الليلة ، وفي الصيف، كانت تعمل في منتجع لقضاء الاجازات في شمال الولاية. ولكن هذا الراتب لايبلغ ربع المبلغ الذي يعرضه هذا ااعلان. واذا قبل طلبها لهذه الوظيفة، ستتمكن اخيرا من شراء سيارة جديدة.
وفي نفس اليوم، طبعت رسالة ترشيحها لهذه الوظيفة، وبعد شهر ،وصلها الرد. لقد قبل طلبهاوارفقت الرسالة بخريطة تدلها على الطريق التي ستسلكها حتى الجزيرة هيدن. سرت بيلي كثيرا بهذا الخبر، المغامرة، والتجديدوفي النهاية مبلغ كبير من المال.اما الآن ، فهي تسير تحت المطر الغزير وبظلام الليل، وبدأ المستقبل يبدو لها اقل رومانسية،الوحل يملأ الطرقات، واصبحت تجد صعوبة اكبر في التقدم الى الامام. وفجأة لمحت من بعيد انوار ضعيفة. مرفأ الغين، واخيرا!لقد نجحت بقطع الكيلومترات الثلاثة.

وكان صيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن