--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن:
تاملت بيلي خصرة النحيف ساقيه العاريين المغطيان بالشعر الذهبي . رغم اهماله لنفسه ، كان لديه اناقة طبيعية وسحر خاص . لكنه فظ، عيند ... باختصار هو اخر رجل كانت بيلي تفكر بقضاء الصيف معه!.
والغريب بالامر ، ان كنت كان رجلا فوضويا جدا, كانت ملابسه تبقى اياما حيث يتركها. وهناك دفاتر في كل زوايا الغرفة, والاقلام مرمية على الارض، وبينما يعتمد ا:ثر الناس المحتضرين على وجبة الغذاء، كان هو يأكل بنهم في الصباح.
وبالمقابل كان يظهر منتبها لاقصى حد فيما يخص مهنته ، كان البريد يصله بصورة منتظمو الى مرفأ الغين ثم يحمله اليه جو العجوز كلما مر بالجزيرة او كلما التقاه كنتوهو يقوم بالتسوق في المدينة.
كان يصر على ان يسلمه جو البريد بيده . وكان قد نبه بيلي عدة مرات الى هذه النقطة.
"حتى ولو كنت نائما عندما يصل جو ، يجب ان يصعد ويسلمني البريد بنفسه ، دون ان يمر عليك . هل هذا واضح ؟".
وكثيرا ما تساءلت بيلي عن سبب تكتمه ، قد يكون ذلك بدافع الحذر كي لا تفوته اية رسالة هامة ، من رينولدز ستنديش مثلا...
ولم يكن كنت يظهر سوى اثناء تناول وجبات الطعام ، وكل ما كان يهمه السيناريو والبريد عندما يصل.
احيانا كانت بيلي ايضا تنام متأخرة ، او تستيقظ في منتصف الليل . ولكن مهما كانت الساعة ، كانت ترى النور مضاء في غرفة كنت وتسمع خطواته العصبية . بعد عدة ايام على هذا المنوال ، اصبحت خطواته هذه مألوفة لديها، لدرجة انها اصبحت تشعر براحة عندما تسمعها في سكوت الليل.
كفتاة نشأت في ضجيج المدينة ، تفاجأت بيلي بتأقلمها السريع مع الوحدة في هذه الجزيرة ، وتعلمت الاستماع لزقزقة العصافير ، واخيرا، اكتشفت الهدوء.
وذات صباح ، فاجأها كنت وهي تراقب شروق الشمس .
"اوه! ماذا تفعلين هنا باكرا؟"
"لم استطع النوم اكثر ، كما وان منظر الصيادين رائع ، فلم استطع مقاومة هذا المسرح الصباحي...."
"انت ايضا تحبين هذا؟" سألها بهدوء.
احنت رأسها بصمت ، يبدو انهما يتشاركان نفس المشاعر نحو البحر ... هذه الفكرة ادفأت قلبها.
"اكثر هؤلاء الصيادين هم من الاكاديين . اتعرفين قصتهم؟"
اشارت له بيلي بالنفي . ولم تكن تجروء على الكلام كي لا يلاحظ ارتباكها... كان قريبا جدا منها.
"اجدادهم ينحدرون من اصل فرنسي، وهم اناس فخورون جدا بأنفسهم . وعلمهم نفس العلم الفرنسي بالاضافة لنجمة مذهبة وخط ازرق يمثل نجمة ماريا. نجمة البحر ... فقط لو كان لدي متسع من الوقت ... ان قراهم الصغيرة ستعجبك كثيرا . يقدمون هناك اشهى انواع السمك ... اذا تقدم سير العمل قليلا, قد نقوم بجولة على احدى تلك القرى ". ولاحظ ابتسامتها المشرقة.
أنت تقرأ
وكان صيفا
Romanceالملخص: وحيدة, ودون مال, سرت بيلي كثيرا بوظيفة السكرتيرة التي عرضها كاتب السيناريو " كنت تايلور" ولكن بعد رحلة السفر المتعبة, لم تلق الاستقبال الذي كانت تتوقعه. "انت, سكرتيرتي؟ ولكني كنت قد طلبت رجلا! حتى الان هذه اول مرة اسمع بفتاة تدعى بيلي" ورغم...